تقرير جديد: 100 تريليون دولار لإزالة الكربون من سلاسل التوريد العالمية
سيذهب نصف المبلغ للشركات الصغيرة والمتوسطة
مي مجدي
مع تفاقم أزمة تغيّر المناخ، تتجه العديد من الشركات لإزالة الكربون من سلاسل التوريد، وسيتطلب ذلك استثمارات بتريليونات الدولارات لتحقيق هدف الحياد الكربوني.
وبحسب تقرير جديد أجرته مؤسسة "اتش إس بي سي" و"بوسطن كونسالتينغ غروب"، ستحتاج عملية إزالة الكربون من سلاسل التوريد العالمية إلى 100 تريليون دولار بحلول عام 2050، حسبما نشره موقع "إدي".
وسلّط التقرير الضوء على الشركات الصغيرة والمتوسطة بوصفها جبهة جديدة في المعركة ضد تغيّر المناخ، إذ سيتعيّن توجيه قرابة نصف هذا المبلغ إليها؛ نظرًا لأنها لا تمتلك الخبرة الكافية، وتعاني من نقص التمويل لإزالة الكربون.
ومن شأن هذه الخطوة أن تغيّر قواعد اللعبة في العقود المقبلة، إذ تمثّل سلاسل التوريد 80% من إجمالي انبعاثات الكربون في العالم.
تحذيرات
قالت رئيسة قسم التجارة العالمية وتمويل المستحقات لدى المصرف، ناتالي بليث، إنه رغم تزايد عدد الشركات الكبيرة للالتزام بتحقيق الحياد الكربوني، فإن عملية إزالة الكربون من سلاسل التوريد ستواجه صعوبة ما لم تُتخَذ إجراءات عاجلة لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة.
ووجد التقرير أنه لا يكفي فرض معايير جديدة على قاعدة المورّدين من قبل الشركات الكبيرة لتفادي فشل تحقيق الأهداف وانتقال مشكلات المورّدين إلى شركات أخرى.
وبدلًا من ذلك، دعا التقرير إلى دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة الراغبة في تحقيق الحياد الكربوني من قبل الحكومات والتمويل الخاص.
فالشركات الكبيرة يمكنها توفير السيولة ومشاركة المعلومات والموارد مع الشركات الصغيرة، بحسب التقرير.
كما أوضح أن الحكومات يمكن أن تؤدي دورًا حيويًا من خلال وضع حوافز لإعادة التوازن إلى المعادلة الاقتصادية، أو من خلال تغيير السياسات ومعايير الصناعة وممارسات السوق.
القطاع الخاص
سيقع الجزء الأكبر من التمويل المطلوب على عاتق القطاع الخاص، وليس الحكومة.
إلى جانب ذلك، سيعمل القطاع الخاص على تطوير منتجات محددة لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، وبناء شراكات مع العملاء في برامج تمويل سلاسل التوريد المستدامة لخفض تكلفة الاقتراض للشركات الصغيرة والمتوسطة، بالإضافة إلى الاستمرار في تسهيل الاستثمار من خلال أسواق رأس المال والقروض المشتركة.
علاوة على ذلك، سيحتاج القطاع الخاص المزيد من الشراكة مع الحكومات ومصارف التنمية على المستويين العامّ والخاص لتوفير التمويل اللازم.
كما يحثّ التقرير الشركات على التفكير في تحسين الممارسات التقليدية والاستعداد لتحسين المهارات وزيادة التعاون، ويُعدّ ذلك أمرًا رئيسًا للشركات الكبيرة ذات القدرات الداخلية، والتي ستستطيع بعد ذلك نقل خبراتها إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة في سلاسل التوريد.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، نشر "بريتيش بيزنس بنك" نتائج استطلاع شمل 1200 صانع قرار في الشركات الصغيرة والمتوسطة حول النهج المتّبع للحدّ من الانبعاثات.
وكشف أن الغالبية العظمى (76%) من الشركات لم تنفّذ بعد إستراتيجيات شاملة لإزالة الكربون.
وتشمل التحديات الرئيسة الافتقار إلى معرفة الهدف من تحقيق الحياد الكربوني بالنسبة لهم، ومحدودية التمويل والموارد.
اقرأ أيضًا..
- كوب 26.. هل يفشل مؤتمر المناخ بسبب أزمة الطاقة الحالية؟
- وزير النفط الكويتي: إستراتيجية أوبك+ الضمان لتحقيق التوازن واستقرار الأسواق
- وزير الطاقة السعودي: العالم يحتاج مختلف المصادر لتوفير الطاقة بأسعار ميسرة