انضم عمال النفط السودانيون إلى إضراب عام ضد الانقلاب العسكري الذي اندلع يوم الإثنين الماضي؛ ما قد يُلقي بظلاله على صادرات الطاقة في جنوب السودان بصفة خاصة.
إذ أصبح العمال في شركة النفط الحكومية "سودابت" هم أحدث المشاركين في الإضرابات والعصيان المدني في جميع أنحاء البلاد، حسبما أفادت وكالة بلومبرغ.
ينتج السودان حاليًا نحو 65 ألف برميل من النفط يوميًا، ما يلبي الطلب المحلي الإضافي مع الواردات، التي تعرضت للخنق خلال الشهر الماضي بسبب حصار في بورتسودان بقيادة مجتمع البجا الشرقي الذي كان يطالب باستبدال الحكومة.
الإضراب ونقص الوقود
أُعلن إضراب عمال النفط من قبل تجمع المهنيين السودانيين، الذي يُعد قوة دافعة وراء الاحتجاجات منذ عام 2019.
وقال إن الصيدليات في الخرطوم ستشارك في أعمال العصيان المدني، باستثناء التعامل مع حالات الطوارئ، في حين أن المعلمين والأطباء والمحامين وموظفي البنوك قد دخلوا في إضراب.
من جانبها، ذكرت شركة استشارات الطاقة "إف جي إي" أن السودان قد يشهد نقصًا في الوقود وتكاليف تأخير متزايدة للناقلات غير القادرة على التفريغ.
تهديد الصادرات والبنية التحتية
شددت "إف جي إي" على أن الصادرات المجمعة البالغة 130 ألف برميل من النفط يوميًا من السودان وجنوب السودان معرضة للخطر، إذا استمرت الأزمة.
يصدّر الجنوب غير الساحلي -الذي ينتج الغالبية العظمى من تلك الصادرات ويضخ نحو 156 ألف برميل يوميًا- خامه عبر خط أنابيب إلى ساحل البحر الأحمر في السودان؛ إذ يُعد النفط مصدر دخله الوحيد تقريبًا.
وأضافت شركة الاستشارات أن العمليات في مصفاة السودان الوحيدة في الخرطوم -التي تتلقى الخام الجنوبي- تواجه بعض المخاطر الأكبر من الاضطرابات.
وأشارت إلى أنه قد يكون هناك أيضًا تهديد للبنية التحتية النفطية الأوسع في البلاد، في حين أن الأحداث قد تردع الاستثمارات الجديدة في القطاع التي يُسعى إليها بشدة.
اعتقالات واحتجاجات
يُعرض اعتقال الجيش لكبار السياسيين المدنيين انتقال السودان إلى الديمقراطية للخطر، عقب الإطاحة بعمر البشير في عام 2019.
إذ اندلعت الاحتجاجات في شوارع العاصمة الخرطوم بعد وقت قصير من أنباء الاعتقالات، واستمرت حتى مساء الثلاثاء، مع دوي طلقات نارية في أنحاء المدينة.
وقالت اللجنة المركزية لأطباء السودان -التي تدعم الحركة المؤيدة للديمقراطية- إن ما لا يقل عن 12 شخصًا لقوا مصرعهم، وأُصيب 150 بجروح منذ يوم الإثنين.
موضوعات متعلقة..
- تأجيل "الاتفاق التاريخي" بين أرامكو والسودان.. و3 عقبات تهدد بفشله
- الخرطوم تبحث مع شركة النفط الصينية أزمة توقف صادرات جوبا
- السودان يبحث مع البنك الدولي تمويل مشروعات الطاقة المتجددة
اقرأ أيضًا..
- رئيس أرامكو: العالم يحتاج مرحلة انتقالية لتأمين إمدادات موثوقة للطاقة بأسعار معقولة
- مشروعات الطاقة الشمسية في 2022 عرضة لخطر التأجيل والإلغاء (تقرير)
- قطر تطلق خطة وطنية لمواجهة أزمة التغير المناخي