تسارع التغير المناخي في أفريقيا يهدد 118 مليون إنسان
ذوبان ما تبقى من الأنهار الجليدية في القارة ينذر بالجفاف والفيضانات
نوار صبح
- تغير المناخ سيقلل 3% من الناتج المحلي الإجمالي لأفريقيا بحلول عام 2050
- نحو 1.2 مليون شخص نزحوا بسبب العواصف والفيضانات في عام 2020
- تغير المناخ المتسارع قد يذيب الأنهار الجليدية القليلة بالقارة في غضون عقدين
- بالمعدلات الحالية ستختفي جميع حقول الجليد الاستوائية الـ3 في أفريقيا
أفاد تقرير حالة المناخ في قارة أفريقيا، الصادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، الثلاثاء الماضي، بأن تغير المناخ سيقلل 3% من الناتج المحلي الإجمالي لأفريقيا بحلول عام 2050، وأن 118 مليون فقير يواجهون الفيضانات والجفاف والحرارة الشديدة.
وأشار التقرير إلى أن العام الماضي شهد ثالث أعلى ارتفاع في درجات حرارة في أفريقيا، وكان أعلى بمقدار 0.86 درجة مئوية من المتوسط في العقود الـ3 التي سبقت عام 2010.
ورسم التقرير، الذي أسهمت في إعداده هيئات الاتحاد الأفريقي، صورة قاتمة لقدرة القارة على التكيف مع الكوارث المناخية المتكررة والمتسارعة، حسبما نشرته وكالة رويترز.
وبيّن أن درجات الحرارة ارتفعت ارتفاعًا بطيئًا مقارنة بالمناطق المعتدلة في خطوط العرض العليا، لكن تأثيرها لا يزال قائمًا ومدمرًا.
الخطر الوشيك
كشف تقرير حال المناخ في أفريقيا عن أن أكثر من 100 مليون شخص، الذين يعانون من الفقر المدقع في أفريقيا، تهددهم تداعيات تغير المناخ المتسارع الذي قد يذيب الأنهار الجليدية القليلة في القارة في غضون عقدين.
وعرّف التقرير الفقراء المدقعين بأنهم الأشخاص الذين يعيشون على أقل من 1.90 دولارًا أميركيًا في اليوم.
وقال الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، بيتيري تالاس، إن التقلص السريع للأنهار الجليدية الأخيرة المتبقية في شرق أفريقيا، التي من المتوقع أن تذوب بالكامل في المستقبل القريب، يشير إلى احتمال حدوث تغيير لا رجعة فيه في نظام الأرض.
وأضاف أن الارتفاع المستمر في درجات الحرارة أدى إلى تسارع ارتفاع مستوى سطح البحر بالإضافة إلى الظواهر المناخية الشديدة مثل الفيضانات والانهيارات الأرضية والجفاف، وجميعها مؤشرات على تغير المناخ.
3 حقول جليدية مهددة بالاختفاء
توقع تقرير حال المناخ في أفريقيا، أنه بالمعدلات الحالية، ستختفي جميع حقول الجليد الاستوائية الـ3 في أفريقيا، وهي: كليمنغارو في تنزانيا، وجبل كينيا في كينيا، وروينزوريس الأوغندية، التي تعرّف بأنها موقع جبال القمر الأسطورية، بحلول عام 2040.
وقالت مفوضة الاقتصاد الريفي و الزراعة في مفوضية الاتحاد الأفريقي، جوزيفا ليونيل كورييا ساكو، إن من المتوقع أن تتأثر أفريقيا، التي تمثل أقل من 4% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، تأثرًا شديدًا بتغير المناخ.
وأضافت أن الأراضي الزراعية في القارة معرضة للجفاف، وأن العديد من مدنها الرئيسة تقع على الساحل، كما أن انتشار الفقر يجعل من الصعب على الناس التكيف مع تداعيات تغير المناخ.
وأوضحت أن تغير المناخ في الدول الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى قد يؤدي إلى خفض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تصل إلى 3% بحلول عام 2050، وفقًا لما نشره موقع صحيفة "إيكونوميك تايمز" اليومية الهندية.
وذكر التقرير أن اتجاه الاحترار لمدة 30 عامًا من 1991-2020 كان أعلى من اتجاه المدة 1961-1990 في جميع مناطق أفريقيا.
وكان معدل ارتفاع مستوى سطح البحر على طول السواحل الاستوائية وجنوب المحيط الأطلسي وعلى امتداد المحيط الهندي أعلى من المتوسط العالمي.
وأوضح التقرير أن الأنهار الجليدية في أفريقيا لها قيمة سياحية وعلمية عالية، على الرغم من صغر حجمها بحيث لا يمكن استخدامها احتياطيًا كبيرًا للمياه، وأكد أنها تتراجع بمعدل أعلى من المتوسط العالمي.
وقدر التقرير أن الدول الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى ستحتاج إلى إنفاق 30 إلى 50 مليار دولار، أو 2-3% من الناتج المحلي الإجمالي سنويًا على التكيف لتجنب العواقب الوخيمة.
وأفاد التقرير بأن نحو 1.2 مليون شخص نزحوا شخص بسبب العواصف والفيضانات في عام 2020، أي ما يقرب من ضعفين ونصف ضعف عدد الأشخاص الذين فروا من منازلهم بسبب الصراع في العام نفسه، وفقًا لما نشرته وكالة رويترز.
التدابير الوقائية
حث تقرير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية الدول الأفريقية على الاستثمار في البنية التحتية للأرصاد الجوية المائية وأنظمة الإنذار المبكر استعدادًا للأحداث الخطرة الشديدة التأثير ولتجنب ارتفاع تكاليف الإغاثة في حالات الكوارث.
ودعا التقرير إلى توسيع نطاق الوصول إلى أنظمة الإنذار المبكر والمعلومات المتعلقة بأسعار الغذاء وأحوال الطقس، بما في ذلك الرسائل النصية أو الصوتية البسيطة لإعلام المزارعين بموعد الزراعة أو الري أو التسميد.
وقال التقرير إن التنفيذ السريع لإستراتيجيات التكيف الأفريقية سيحفز التنمية الاقتصادية ويخلق المزيد من فرص العمل لدعم الانتعاش الاقتصادي من وباء كورونا "كوفيد-19".
جدير بالذكر أن مفوضية الاتحاد الأفريقي، والمركز الأفريقي لسياسات المناخ (إيه سي بي سي) التابع للجنة الاقتصادية لأفريقيا (إي سي إيه)، والمنظمات العلمية الدولية والإقليمية وهيئات الأمم المتحدة أسهمت في إعداد التقرير.
اقرأ أيضًا..
-
هل تتجاوز أسعار النفط 90 دولارًا نهاية العام؟.. غولدمان ساكس تجيب
-
دول آسيوية قد تصبح أكبر مستورد للغاز بحلول 2050 (تقرير)
-
فوكسكون التايوانية تقتحم سوق السيارات الكهربائية بـ3 نماذج (صور)