أخبار الغازأخبار النفطرئيسيةغازنفط

روسيا تدرس استغلال الغاز المصاحب في تعدين العملات الرقمية

للتخفيف من حرق الغاز في منصات إنتاج النفط

داليا الهمشري

في الوقت الذي حظرت فيه بعض الدول -ويتجه البعض الأخر إلى حظر- تعدين العملات الرقمية، تطالب شركات النفط الروسية حكومتها بالسماح لها بالدخول في المجال لاستغلال الغاز المُهدر في عملية استخراج النفط.

ويناقش البنك المركزي الروسي ووزارة الصناعة والتجارة ووزارة التنمية الرقمية والإتصالات والإعلام حاليًا السماح لشركات النفط الراغبة في استغلال الغاز الطبيعي المُهدر لتشغيل مراكز البيانات لتعدين البيتكوين، وفقًا لصحيفة كوميرسانت الروسية.

وأوضحت الصحيفة الروسية أن الخطوة جاءت بناءً على رسالة من نائب وزير الصناعة والتجارة الروسي، فاسيلي شباك، -بتاريخ 7 سبتمبر/أيلول- إلى البنك المركزي الروسي ووزارة التنمية الرقمية والاتصالات والإعلام.

غياب التشريعات

يُعدّ الغاز المصاحب للنفط شكلًا من أشكال الغاز الطبيعي الموجود في مستودعات النفط، ويكون ذائبًا في النفط أو متصاعدًا كقبّة غازية فوق النفط داخل المستودع، وكان هذا الغاز يُخرج مع نفايات الإنتاج في صناعة استخراج النفط كونه غير مربح للاستخراج والشحن.

وغالبًا ما يُحرق هذا الغاز خلال التنقيب عن النفط في عملية تُعرف باسم إشعال الغاز، والتي ينتج عنها ألسنة من اللهب عادة ما تصاحب منصات النفط، وتتسبب هذه العملية في انبعاث غازات دفيئة دون أيّة إنتاج للطاقة، حسب موقع "ذا بلوك".

حرق الغاز المصاحب
حرق الغاز المصاحب إهدار للطاقة والمال وتهديد للبيئة

إلّا أن مشكلة تعدين العملات الرقمية في روسيا تتمثل في أن هذه العملية غير منظمة وغير قانونية في البلاد، كما لا تزال العملة الرقمية في انتظار صدور تشريعات مُنظمة لها.

وتمارس صناعة النفط الروسية ضغطًا سياسيًا على الحكومة، إذ يمثّل تصدير الوقود الأحفوري الجزء الأكبر من الميزانية الوطنية لروسيا.

تكنولوجيا سهلة الانتشار

قالت المسؤولة التنفيذية في شركة تعدين المعادن الأميركية، يوريكا بولوفيتش: "نظرًا لأن عمليات تعدين العملات الرقمية تكون متنقلة، ومن السهل نشرها في أيّ مكان في العالم يتوافر فيه كهرباء واتصال بالإنترنت، فإن هناك اتجاهًا متزايدًا لتعدين العملات الرقمية في آبار النفط والغاز باستخدام الغاز الطبيعي الفائض الذي لا يمكن الاستفادة منه، وعادة ما يُحرق".

وأضافت بولوفيتش: "في هذه الحالات، يمكن النظر إلى تعدين العملات الرقمية بمثابة تكنولوجيا لتخفيف ألسنة اللهب المتصاعدة فوق منصات النفط".

وبينما لن تمثّل هذه التكنولوجيا حلًا للتخلص من الانبعاثات الصادرة عن منصات النفط، فإنها على الأقلّ ستخفف من اللهب المتصاعد خلال عمليات الاستخراج.

دول تحظر تعدين العملات الرقمية

بينما تدرس روسيا عرض شركات النفط بالسماح لها بدخول مجال تعدين العملات الرقمية، قامت الصين هذا الصيف بحظر استخدام العملات الرقمية وتعدينها على أراضيها.

ودفع القرار الصيني العديد من المزارعين لنقل عملياتهم عبر الحدود إلى قازاخستان التي تدرس حاليًا كيفية التخلي عن هذه الصناعة وسط النقص المفاجئ في الكهرباء.

وكان وزير الطاقة القازاخستاني، معظوم ميرزا غالييف، قد أوضح الشهر الماضي أن استهلاك الكهرباء قد زاد في بلاده بنسبة 7% في عامٍ واحد، وربط زيادة الطلب على الكهرباء بالتعدين.

واقترح غالييف أن تحدّ الحكومة من إمدادات الكهرباء إلى 1 ميغاواط لكل مزرعة تعدين، و100 ميغاواط للقطاع بأكمله، وسط انتقادات من شركات التعدين التي طالبت الحكومة باتخاذ إجراءات صارمة ضد عمّال التعدين غير القانونيين، بدلًا من تقييد الشركات التي تدفع الضرائب.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق