سرقة كهرباء المكاتب العامة في الصين لتعدين العملات الرقمية
تحقيقات تكشف عن تورط مئات من العمال الحكوميين وشركات كهرباء
حياة حسين
كشفت مداهمات تجريها السلطات في الصين عن أن مئات من عمال المناجم العاملين في تعدين العملات الرقمية، يسرقون كهرباء المكاتب العمل العامة، في الوقت الذي تكافح فيه بكين أزمة طاقة حادة، حسبما ذكرت وكالة بلومبرغ.
وعلى سبيل المثال، وجدت السلطات المحلية في مقاطعة جيانغسو في الصين أن خُمس المقبوض عليهم بتهمة ممارسة تعدين العملات الرقمية غير القانونية، وعددهم 4500 شخص، ينتمون إلى مؤسسات حكومية.
قيود صينية
في الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر/أيلول الماضي، وضعت الصين مزيدًا من القيود على تعدين العملات الرقمية، وجعلتها محرمة قانونيًا تمامًا.
كما أصدرت 10 كيانات حكومية، من بينها بنك الشعب الصيني، بيانًا مشتركًا تتعهد فيه بمراقبة كل تعاملات العملات الرقمية، وتنتقد تقنياتها التي ترى أنها تهدد بضياع أصول المواطنين، وتسهل الأنشطة الإجرامية مثل عمليات غسيل الأموال.
وبدأت جيانغسو، ومقاطعة زيجيانغ القريبة منها في شرق الصين، مؤخرًا، مداهمات تستهدف عمال المناجم الذين يستهلكون كهرباء مؤسسات وشركات وجامعات ووكالات الدولة في تعدين العملات، وفق بيان حكومي، وتقارير إعلامية محلية.
وكشفت صحيفة "ذا بابر" عن أن سارقي كهرباء الدولة الصينية، كانوا يستهلكون نحو 260 ألف كيلواط/ساعة يوميًا.
تورط شركات الكهرباء
تتوقع السلطات في الصين أن تكشف عن متورطين من شركات الكهرباء مع سارقي الكهرباء لتعدين العملات الرقمية؛ كون إجراءات التعدين تعتمد على نقاط متسلسلة، يمكن تتبع كل حلقاتها.
وقالت حكومة زيجيانغ -في بيان نشرته على حسابها الرسمي على أحد مواقع التواصل الاجتماعي- إنها اكتشفت 184 عنوانًا لأجهزة كمبيوتر، يشتبه في تورطها لاستغلال الطاقة العامة لتعدين العملات، وذلك أثناء المداهمات لمواقع مختلفة.
كما نشرت صورًا لمعدات استخدمها المتورطون المشتبه بهم.
وقال البيان: "إن النمو المتسارع في تعدين العملات، نجم عنه استهلاك ضخم للطاقة، وتهديد لتحقيق مستويات ذروة الكربون والحياد الكربوني في مقاطعة مستوردة للطاقة".
نقص الكهرباء
تشهد الصين ارتفاعًا قياسيًا في الأسعار، ونقصًا في الكهرباء؛ ما أدى إلى شل الإنتاج الصناعي، وتهديد النمو الاقتصادي.
ويدخل الفحم في توليد نحو 70% من الكهرباء في الصين، لكن دعوات الحدّ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060، دفعت إلى خفض حرق الفحم.
ويحتاج تعدين العملات إلى كميات هائلة من الطاقة؛ لذلك وجدت السلطات في زيجيانغ أن حجم الكهرباء التي سرقها المعدّنون تعادل 0.01% من إجمالي الطلب في المقاطعة عام 2020.
وتمثل كل من جيانغسو وزيجيانغ مصدرًا لنحو 16% من إجمالي الإنتاج المحلي في الصين.
وتجبر حملات الصين ضد تعدين العملات الرقمية عمال المناجم على وقف عملياتهم أو الانتقال إلى مناطق أكثر تقبلًا لها مثل أوروبا وأمريكا الشمالية.
أميركا مركزًا للتعدين
أصبحت الولايات المتحدة مركزًا عالميًا لتعدين البيتكوين؛ إذ سيطرت على 35.4% من إجمالي تلك العمليات نهاية أغسطس/آب، وفق دراسة لمركز كامبريدج للتمويل البديل، نُشرت الأسبوع الماضي.
وأشارت الدراسة إلى نشاط تعدين العملات الرقمية في أغسطس/آب زاد بمقدار الضعف في الولايات المتحدة، مقارنة بشهر أبريل/نيسان الماضي.
موضوعات متعلقة..
- البيتكوين وأخواتها.. تساؤلات مستمرة عن استهلاك الكهرباء وانبعاثات الكربون
-
أزمة ارتفاع أسعار الفحم تلقي بظلالها على قطاع العقارات في الصين
-
الصين تقرر زيادة إنتاج الفحم لحل أزمة الكهرباء مع قرب الشتاء
اقرأ أيضًا..