أخبار الغازأخبار الكهرباءرئيسيةغازكهرباء

أزمة الوقود في بريطانيا تكشف عن توتر حاد داخل الحكومة

والبلاد على شفا أزمة صناعية

مي مجدي

تتوالى الصدمات التي يشهدها قطاع الطاقة في بريطانيا خلال الأسابيع الأخيرة، فلم تقتصر أزمة الوقود على إحداث صخب في الشوارع والأسواق، وإنما وصلت إلى ذروتها، كاشفة عن توترات حادة داخل أروقة الحكومة.

بدأت الأحداث عندما أثارت خطة إنقاذ مالية لشركات الطاقة البريطانية المتعثرة التوتر بين وزارة الأعمال والطاقة، ووزارة الخزانة.

وخرجت الأزمة إلى العلن يوم الأحد الماضي، عقب تصريح وزير الأعمال والطاقة، كواسي كوارتنغ، بأنه يعمل عن كثب مع وزير الخزانة، ريشي سوناك، لتقديم حلول عملية لحماية شركات الطاقة التي تعاني ارتفاع التكاليف جراء تفاقم الأزمة في الأشهر المقبلة.

وزير الأعمال البريطاني يتحدث عن أسعار الغاز والكهرباء
وزير الأعمال البريطاني كواسي كوارتنغ - أرشيفية

لكن سرعان ما عارض مسؤولون من وزارة الخزانة هذا الادعاء، واتهموا كوارتنغ بـ"اختلاق الأمور"، وعلّق أحد المسؤولين قائلًا: "لم تشارك وزارة الخزانة في المحادثات"، بحسب موقع "باور تكنولوجي".

أسباب الخلاف

كانت أسعار الجملة للغاز والكهرباء في أوروبا قد سجلت ارتفاعات قياسية الأيام الماضية، بسبب انخفاض المخزونات عن المعتاد، وضآلة الإمدادات من روسيا مع احتمال زيادة الطلب خلال فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي.

ومع تحذير الخبراء من أن متوسط فواتير الوقود المنزلي قد تتجاوز 2000 جنيه إسترليني سنويًا لأول مرة، زاد الضغط على الوزراء لدعم الصناعات التي تضررت من الزيادات الحادة قبل أن تضطر بعض الشركات إلى تعليق أعمالها وإجبار بعض المصانع على الإغلاق، مثل مصانع الفولاذ والزجاج والسيراميك والورق وغيرها.

أزمة الوقود في بريطانيا
محطات وقود تظهر مغلقة في بريطانيا - أرشيفية

وأفاد تقرير نشرته صحيفة "صنداي تايمز" بأن كوارتنغ طلب من وزارة الخزانة دعمًا بمليارات الجنيهات الإسترلينية، لكنه صرّح في أحد البرامج التلفزيونية بأنه لم يطلب ذلك، بل إنه يعمل عن كثب مع سوناك لتخطي هذا الوضع.

ويتصاعد التوتر داخل الحكومة، إذ يسعى سوناك لأخذ موقف حازم قبل إجراء مراجعة صارمة للإنفاق في وقت لاحق من هذا الشهر حتى مع معاناة الصناعة والمستهلكين من ارتفاع فواتير الطاقة وأسعار المواد الغذائية.

أزمة صناعية

هناك مخاوف من أن تكون المملكة المتحدة على شفا أزمة صناعية حال استمرار ارتفاع أسعار الغاز، ويخشى بعض المسؤولين من أن الشركات لن تقدر على اجتياز الأسابيع القليلة المقبلة دون مساعدة من الحكومة.

ويقول المدير العام لشركة "يو كيه ستيل" الصناعية غاريث ستيس، إن الخلاف الواضح بين عضوي مجلس الوزراء عزز رأيه بأن القطاع يجب أن يطلب تدخل رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، المباشر لضمان عدم تحول الأزمة الحالية إلى أزمة صناعية.

ويرى ستيس أن تصريح وزير الأعمال بأنه ما يزال في حالة بحث عن حلول للأزمة يثير القلق، مشيرًا إلى أن شركات القطاع اجتمعت معه في نهاية سبتمبر/أيلول وقدمت إليه حلولًا محددة التكاليف.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق