طاقة الرياح.. الصين قد تُشكل ثلثي السعة المركبة عالميًا بحلول 2030
ولها دور كبير في تحقيق الحياد الكربوني
أحمد شوقي
تشهد طاقة الرياح في الصين زخمًا كبيرًا؛ إذ يُعوّل على هذا المصدر المتجدد ثاني أكبر اقتصاد في العالم لتحقيق هدف الحياد الكربوني بحلول 2060.
وبفضل سياسات حكومية داعمة وظروف مواتية، تتصدّر بكين دول العالم في تركيبات طاقة الرياح، في الوقت الذي يعتمد عليها العالم كثيرًا في دفع جهود خفض الانبعاثات الكربونية.
ومن المتوقع ارتفاع السعة التراكمية لطاقة الرياح المتصلة بالشبكة في الصين إلى 689 غيغاواط بحلول نهاية عام 2030، وهو ما يمثّل 67% من القدرة الإجمالية العالمية، وفق تقرير حديث لشركة الأبحاث وود ماكنزي.
دور رئيس للصين
من المحتمل أن تستحوذ الصين على أكثر من ثلثي سعة طاقة الرياح العالمية المتصلة بالشبكة بحلول عام 2030، وفقًا للتقرير.
وهذا يدعم ما جاء في تقرير حديث لوكالة الطاقة الدولية بأن بكين تلعب دورًا مهمًا في جهود العالم لمواجهة أزمة تغيّر المناخ.
وبحسب وكالة الطاقة، فإن نجاح الصين في تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060، يعني إسهامًا قويًا في خفض درجات الحرارة العالمية.
ويأتي ذلك مع حقيقة أن الصين أكبر مستهلك للطاقة عالميًا، وتُسهم بثلث انبعاثات الكربون حول العالم.
زخم قوي للرياح البرية
تستهدف الصين زيادة قدرة طاقة الرياح والطاقة الشمسية إلى 1200 غيغاواط بحلول نهاية العقد الحالي، حسبما أفاد التقرير.
ومن أجل تحقيق هذا الهدف، من المتوقع أن تضيف بكين 408 غيغاواط من السعة الجديدة خلال المدّة من 2021 إلى 2030، وفق وود ماكنزي.
وبحسب التقرير، من المرجح أن تُشكّل الرياح البرية 82% من إجمالي السعة المتوقعة، بمتوسط قدرة سنوية تبلغ 33 غيغاواط.
وتواصل المناطق الشمالية الهيمنة على سوق الرياح البرية في الصين؛ بسبب السياسات والظروف المناسبة.
فضلًا عن زخم الرياح البرية، فإن الصين -أيضًا- تقود العالم في سعة طاقة الرياح البحرية المركبة للعام الثالث على التوالي، مع تركيب أكثر من 3 غيغاواط من هذا المصدر المتجددة العام الماضي.
ويتوقع المجلس العالمي لطاقة الرياح تركيب الصين نحو 7.5 غيغاواط من سعة طاقة الرياح البحرية، قبل انتهاء الدعم الحكومي بنهاية 2021.
سياسات داعمة
تلقّت سوق الرياح دعمًا قويًا بعد إقرار العديد من السياسات، التي تدفع الصين إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2060.
ووضعت هذه السياسات أهداف الطاقة المتجددة لعام 2030، وأهداف معيار المحفظة المتجددة (RPS) -تعزيز إنتاج الكهرباء من مصادر طاقة متجددة- فضلًا عن فرض تعرفات على الشبكة الكهربائية لتحقيق الاستقرار في ربح مشروعات الرياح البرية بعد انتهاء الدعم في عام 2020.
وبحسب التقرير، ستسمح سلسلة إمداد طاقة الرياح البرية ونماذج توربينات الرياح واسعة النطاق، للتكلفة المستوية للكهرباء المولدة من هذا المصدر المتجدد -القيمة الحالية الصافية لتكلفة وحدة الكهرباء على مدى عمر المنشأة- بالانخفاض بنسبة 46% بنهاية 2030، والانخفاض إلى ما دون التعرفات المفروضة على توليد الكهرباء من الفحم بحلول عام 2022.
منافسة شديدة
في الحقيقة، طاقة الرياح ليست الفائز الوحيد في إطار هدف الحياد الكربوني في الصين، لكنها تواجه تحديًا من خلال الطاقة الشمسية منخفضة التكلفة في حقبة ما بعد الدعم.
ويسهم الاستثمار الأولي المنخفض لمشروعات الطاقة الشمسية في تراجع عتبة دخول السوق وزيادة تنوّع اللاعبين في السوق مقارنة بمشروعات طاقة الرياح، والتي تفضّلها الشركات التابعة للدولة.
ووفقًا للتقرير، أصبحت المشروعات الهجينة أكثر انتشارًا؛ إذ تشجع الحكومة تطوير مشروعات طاقة الرياح والطاقة الشمسية والتخزين والطاقة المائية والحرارية، لتكمل بعضها بعضًا وفقًا للظروف الجوية، ومن أجل تخفيف الضغط على الشبكة الكهربائية.
وتقوم الصين باستثمارات كبيرة في بطاريات تخزين الكهرباء، مع هدف زيادة سعة التخزين إلى 30 غيغاواط بحلول عام 2025.
وبحسب تقرير حديث لشركة وود ماكنزي، من المتوقع أن تُهيمن الصين إلى جانب الولايات المتحدة على سوق التخزين العالمي، ليمثّلا معًا أكثر من 70% من إجمالي السعة العالمية المركبة حتى عام 2030.
موضوعات متعلقة..
- نمو مشروعات طاقة الرياح عالميًا في 2020 (إنفوغرافيك)
- دورة حياة طاقة الرياح.. انبعاثات كربونية وجهود حثيثة وتحديات قائمة (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- شنقيط.. ماذا تعرف عن أول حقل نفط في موريتانيا؟ (إنفوغرافيك)
- بنك أوف أميركا يتوقع تجاوز أسعار النفط حاجز الـ100 دولار للبرميل