مقال - 5 أساليب جديدة لتغيير طريقة استهلاك الكهرباء
إيمان عبدالله
- أسهَمت التقنيات الجديدة في ظهور نوع جديد من مستهلكي الطاقة
- التحول في أنماط استهلاك الكهرباء يتطلب تحديث التشريعات المنظمة للأسواق
- هناك حاجة لدمج المستهلكين بشكل فعّال في أسواق الطاقة الكهربائية
- يُسهم التحول إلى المستهلكين الذاتيين في تعزيز مفاهيم الكفاءة وحفظ الطاقة والبيئة
منذ القرن الماضي اعتمد الناس على النموذج التقليدي لاستهلاك الكهرباء من خلال الشبكات الكهربائية العمومية ومزودي الكهرباء، ويُطلق على هذا النوع من المستفيدين "المستهلكون السلبيون" بمعنى أنهم يأخذون الكهرباء من الشبكة ولكنهم لا يقدمون أي سلع أو خدمات في المقابل.
يلعب اليوم المستهلكون دورًا أكثر نشاطًا في أسواق الطاقة الكهربائية؛ لعدد من الأسباب؛ منها: التطور التقني المتسارع من خلال ظهور تقنيات الشبكة الذكية، والطاقة الشمسية، والسياسة المتطورة والتوقعات المتزايدة للعملاء إلى ظهور ما يعرف باسم "المستهلكين المنتجين"، هذا المصطلح هو كناية عن مزيج يجمع بين خواص المستهلكين والمنتجين.
"المستهلكون المنتجون" ينتجون جزءًا من احتياجاتهم من الطاقة الكهربائية ويضخون فائض إنتاجهم في الشبكة الكهربائية، ويستخدمون كهرباء الشبكة لسحب الكهرباء عندما لا يكون الإنتاج الذاتي كافيًا لتلبية الاحتياجات الخاصة بهم.
يستهلك "المستهلكون المنتجون" وينتجون الكهرباء بشكل ذاتي على حدٍ سواء، إنهم يستخدمون قدرتهم المتزايدة على التحكم في استخدامهم أو تغييره، أو إنتاج (وحتى بيع) الطاقة الكهربائية التي ينتجونها، من أجل تحقيق وفورات مالية من خلال تقليل فواتير الكهرباء من جهة والمحافظة على البيئة من جهة أخرى.
أسهَم انخفاض تكلفة تقنيات الطاقة المتجددة، وخاصة الألواح الشمسية، في ارتفاع عدد مستهلكي الطاقة الذاتيين.
هذا النوع من المستهلكين النشطين سيتمكن من التحكم في كمية الطاقة المولدة، والمخزنة، والموزعة عبر الشبكات، وسيكون لحلول تخزين الكهرباء العامل الحاسم في تغيير قواعد اللعبة في هذه السوق الواعدة.
أنواع مختلفة من المستهلكين
توجد أنواع مختلفة لمستهلكي ومنتجي (مولدي) الطاقة الكهربائية الذاتيين:
- النوع الأول: هم المستهلكون المقيمون الذين ينتجون الكهرباء في المنزل - بشكل أساسي من خلال الألواح الشمسية المثبتة على أسطح منازلهم، أو من خلال جمعيات الطاقة التي يؤسسها الأفراد أو جمعيات الإسكان التعاونية.
- النوع الثاني: يغطي المستهلكين التجاريين مثل الشركات الصغيرة والمتوسطة والصغيرة، والمتاجر ومباني المكاتب والصناعة وغيرها من الكيانات التجارية التي لا يتمثل نشاطها التجاري الرئيس في إنتاج الكهرباء، ولكنها تستهلك الكهرباء التي تنتجها ذاتيًا، بشكل أساسي من خلال الألواح الشمسية على الأسطح؛ ما يؤدي إلى توفير كبير في التكاليف.
- النوع الثالث: يشمل المستهلكين في القطاع العام في المنافع العامة مثل المدارس والمستشفيات التي تولد طاقتها الكهربائية بشكل ذاتي.
أساليب مبتكرة لاستهلاك الكهرباء
فيما يلي عدد من الطرق يستخدمها مستهلكو ومنتجو الطاقة الكهربائية الذاتية بأنواعهم ليكونوا أكثر استجابة ومرونة من أي وقت مضى.
- تقنية المنزل الذكي، هذا النوع من المنازل لديه نظام طاقة ذاتي لتوليد الطاقة الكهربائية من خلال استخدام الخلايا الشمسية الكهروضوئية وتقنيات إدارة استخدام الكهرباء مثل عدادات المنزل الذكية.
- تمكين التكامل للطاقة الكهربائية المولدة من مصادر الطاقة المتجددة في الشبكة الكهربائية؛ حيث سيزيد ذلك من مرونة الشبكة وتخفيف الأحمال وزيادة الموثوقية من خلال إضافة مصادر لامركزية.
- تحقيق وفورات مالية ومصادر مالية مباشرة للعملاء من خلال تقديم الرخص، على سبيل المثال سمحت ولاية أريزونا في الولايات المتحدة الأمريكية بتأجير أسطح المنازل مباشرة من السكان لتوليد الطاقة الكهربائية من خلال تركيب الألواح الشمسية على الأسطح.
- تغيير أنماط وسلوك المستهلكين يشجع على رفع كفاءة استهلاك الطاقة من رفع وعي المستهلكين بخياراتهم الاستهلاكية والتفضيلية.
- دعم البيئة التشريعية المنظمة لهذا النموذج الجديد من المستهلكين الذاتيين والاستفادة من فائض إنتاجهم من خلال تنظيم دمجه في الشبكة الكهربائية بفاعلية.
تمكين مجتمع الرقمية
نتيجة للتسارع التقني ستتغير الطريقة التي يتفاعل بها المستهلكون مع الطاقة بشكل جذري، على سبيل المثال، سيكونون قادرين على تنظيم حجم استهلاكهم عند تمكين الرقمية والأتمتة، كما ذكرنا من خلال المشاركة بنشاط في السوق من خلال بيع فائض الإنتاج من الكهرباء.
أيضًا ستؤدي الرقمية إلى عدد من الفوائد كانخفاض الفواتير وزيادة الراحة والمشاركة في الحلول المستدامة، ويمكن للرقمية واللامركزية أن تسهل وتحفز مشاركة المستهلك.
كما ستمكن الرقمية من تحسين الخدمات التي تساعد المستهلكين في اتخاذ قراراتهم. كما أنها تمكن العملاء من البحث عن الخيارات التي تناسب إمكاناتهم، على سبيل المثال من خلال أدوات مقارنة الأسعار.
ويمكن للتطبيقات والخدمات الذكية الأخرى الجذابة بصريًا وسهلة الاستخدام أن تجعل تفاعل الأشخاص مع استهلاكهم عملية تفاعلية. على سبيل المثال، يمكن أن يشجعك التطبيق المصمم جيدًا على استخدام وظيفة "الخيار البيئي" في الأجهزة المنزلية مثل غسالة الملابس أو الأطباق وتمكن من استخدام كهرباء أقل ومياه أقل، وهناك أيضًا مع جملة الفوائد عدد من المخاطر، مثل حماية البيانات والخصوصية.
لذلك، من الضروري أن نبدأ في التفكير في كيفية تجنب مثل هذه المخاطر، ويجب أن تتكيف سياسة المستهلك والطاقة بسرعة مع هذه التغييرات.
موضوعات متعلقة..
- مقال - النحاس اللاعب الرئيس في ثورة تحول الطاقة
- البيتكوين وأخواتها.. تساؤلات مستمرة عن استهلاك الكهرباء وانبعاثات الكربون
اقرأ أيضًا..
- توقعات بارتفاع حصة السيارات الكهربائية إلى 31% بحلول 2050
- ليلى بنعلي وزيرة للانتقال الطاقي بحكومة المغرب (سيرة ذاتية)