ريبسول تُعلن خطتها لخفض الانبعاثات.. وتستعد لتخزين الكربون في إندونيسيا
باستثمارات تتجاوز 7 مليارات دولار
هبة مصطفى
أكدت شركة ريبسول الإسبانية أن احتجاز الكربون وتخزينه سيلعب دورًا رئيسًا في تطوير مشروعاتها الجديدة، مشيرة إلى أن أعمالها في مجال التنقيب والإنتاج تهدف إلى تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 75%، خلال الأعوام الـ4 المقبلة.
وكشفت شركة ريبسول أنها ستبدأ تخزين مليوني طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا، بداية من 2027، في ساكاكيمانغ في إندونيسيا، وهو موقع لأكبر اكتشاف للغاز خلال العقد الماضي، بالتعاون بين ريبسول وبتروناس.
ويُعدّ مشروع التقاط الكربون وتخزينه لريبسول، الأكبر من نوعه عالميًا، والأول من نوعه للشركة وإندونيسيا.
تحديثات جديدة
أعلنت ريبسول إدخال تحديثات جديدة على خريطة طريق خطتها الإستراتيجية المُعلنة مسبقًا حتى عام 2025، للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول 2050، باستثمارات تصل إلى 6.5 مليار يورو (7 مليارات و500 مليون دولار أميركي).
وأكدت الشركة -خلال لقائها محللين ومستثمرين تحت شعار "يوم منخفض الكربون"، الذي خصصته لشرح كيفية انتقال الطاقة- أنها بذلك تقود عملية انتقال الطاقة، بما يتماشى مع اتفاقية باريس للمناخ، وخفض درجات الحرارة العالمية بمقدار درجتين مئويتين، وفق الموقع الإلكتروني للشركة.
وفي السياق ذاته، أعلنت الشركة، للمرة الأولى، هدفًا مطلقًا لخفض الانبعاثات، إذ قررت خفض نسبة 55% من انبعاثات أصول النطاق 1و2، والوصول لـ30% من صافي الانبعاثات للنطاقات 1و 2 و3 بحلول عام 2030.
استثمارات إضافية
تُخصّص ريبسول -في التحديث الجديد للخطة- مليار يورو (مليار و155 مليون دولار) إضافية للمشروعات منخفضة الكربون، على مدار السنوات الـ4 المقبلة، ليصل إجمالي خطتها الإستراتيجية -المحددة مسبقا بـ5.5 مليار يورو- إلى 6.5 مليار يورو.
وتبلغ نسبة الاستثمارات المخصصة لمبادرات منخفضة الكربون 35% خلال السنوات الـ4 المقررة، لترتفع تلك النسبة إلى 45% بحلول عام 2030.
وبذلك تمثّل تحديثات الأهداف الجديدة زيادة قدرها 5%، مقارنة بالواردة في الخطة الإستراتيجية المطروحة منذ عام.
أهداف التحديثات
تُركز الخطة على توليد مزيج من الكهرباء والمنتجات منخفضة الكربون، التي تؤدي بدورها إلى الوصول للحياد الكربوني بطريقة فاعلة ومستدامة، وبأسعار مناسبة، تُراعي المزايا التنافسية للشركة.
ويتحقق هدف الوصول للحياد الكربوني بحلول 2050، بخطة خفض للكثافة الكربونية مُقسمة إلى انخفاض بنسبة 15% عام 2025 بزيادة عن الخطة السابقة المقرر لها 12% حتى العام ذاته.
بالإضافة إلى خفض للانبعاثات بنسبة 28% حتى عام 2030 ارتفاعًا من نسبة 25% في الخطة السابقة، وبنسبة 55% حتى عام 2040، ارتفاعًا من 50% في الخطة السابقة أيضًا.
أسعار الكربون
قررت ريبسول رفع سعر الكربون الداخلي في الاستثمارات الجديدة، وفرّق التحديث الجديد للشركة بين أسعار طن ثاني أكسيد الكربون داخل دول الاتحاد الأوروبي، وباقي البلدان.
وجاءت خطة الأسعار الجديدة للكربون في شركة ريبسول كالآتي: فيما يخص دول الاتحاد الأوروبي، يبلغ سعر الكربون 70 دولارًا للطن في عام 2025، ارتفاعًا من 40 دولارًا قبل التحديث، و100 دولار عام 2040 ارتفاعًا من 70 دولارًا .
أما باقي دول العالم، فتم تحديد سعر 60 دولارًا لطن الكربون في عام 2025، ارتفاعًا من 40 دولارًا قبل التحديث.
ويحتاج المستثمرون تحديدًا واضحًا لسعر الكربون، ضمانًا لكفاءة تصميم المشروعات الجديدة، ولمراعاة المستجدات كافّة خلال القرارات الاستثمارية للدول والشركات المعنية.
تحديثات خطة ريبسول لم تقف عند حد الكربون فقط، إذ قررت الشركة خفض كثافة انبعاثات الميثان عند مستوى 0.20% عام 2025، بانخفاض بلغ نسبة 85%، مقارنة بالهدف الوارد في الخطة السابقة والمحدد بـ25% فقط.
ومن المقرر أن تطرح الشركة خطتها الاستراتيجية وأهدافها المحدثة للتصويت الاستشاري، خلال اجتماع مساهمي الشركة العام المقبل.
كهرباء "متجددة"
أحد أهم أهداف ريبسول هو توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة، وتمنح الأهداف والتحديثات الأخيرة زيادة في قدرة توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة بنسبة 60% بحلول 2030، بقدرة 20 غيغاواط، ارتفاعًا من 12.7 غيغاواط في الخطة الإستراتيجية قبل التحديث.
وبموجب التحديث الجديد، يجري توليد كهرباء من الطاقة المتجددة -بحلول 2025- بقدرة تصل إلى 6 غيغاواط، مقارنة بـ5.2 غيغاواط في الخطة السابقة.
وتعكف ريبسول على تطوير مجموعة من المشروعات قيد التشغيل والتطوير في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، منها توقيع مشترك في تشيلي العام الماضي، وامتلاك نحو 40% من شركة هيكيت إنرجي الأميركية المتخصصة في تطوير الكهرباء المولدة من الطاقة الشمسية، ومشروعات تخزين الكهرباء.
وبنهاية العام الحالي، تخطّط ريبسول للوصول إلى قدرة إنتاجية من الطاقة المتجددة تبلغ 1.7 غيغاواط، و4.7 غيغاواط من مشروعات قيد الإنشاء.
الاقتصاد الدائري والهيدروجين
تعهدت الشركة بحفاظ المنطقة الصناعية على ريادة أصولها وقدرتها التنافسية في أوروبا، لاستمرار عملية تحول الطاقة، ما يتطلب اعتماد الشركة على كفاءة الطاقة، والاقتصاد الدائري، والهيدروجين المتجدد، وعمليات التقاط ثاني أكسيد الكربون واستخدامه.
وتسعى ريبسول أن تتصدر إنتاج الهيدروجين المتجدد في شبه جزيرة أيبيريا، واكتساب مكانة في السوق الأوروبية.
وكانت الشركة قد أعلنت أهدافا طموحة في يوليو/تموز الماضي، لتوليد الهيدروجين المتجدد، وتخطط حاليًا للوصول إلى قدرة تعادل 552 ميغاواط في عام 2025 ارتفاعًا من 400 ميغاواط في الخطة السابقة، و1.9 غيغاواط ارتفاعًا من 1.2 غيغاواط قبل التحديث، عام 2030.
وتصل ريبسول لهذه الأهداف من خلال: تركيب وحدات تحليل كهربائي، وإنشاء مصانع إنتاج للغاز الحيوي في المجمعات الصناعية للشركة.
وتسعى الشركة أيضًا لتطوير تكنولوجيا التحفيز الكهروضوئي، بالتعاون مع شركة إيناغاز، بإنشاء محطة تجريبية في مجمع بويرتولانو الصناعي عام 2025، بهدف الحصول على الهيدروجين مباشرة من المياه، بالاعتماد على الطاقة الشمسية.
إعادة تدوير النفايات
تطبيقًا لسياسة الاقتصاد الدائري، تستخدم المجمعات الصناعية لريبسول نفايات متعددة المصادر وتعدها مادة خامًا يمكن تحويلها إلى وقود ومواد مستدامة.
وتطمح الشركة لإعادة استخدام 3 ملايين طن من النفايات بشكل سنوي، ما يُسهم في التخلص من 7 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا بحلول 2030، بجانب إنتاج مليوني طن من الوقود منخفض الكربون.
وشرحت الشركة، عبر موقعها الإلكتروني، أنها ستحلل أكثر من 40 نوعًا من النفايات والتقنيات الحديثة المستخدمة، لضمان إنتاج الوقود الحيوي وإعادة تدوير المواد البتروكيماوية.
كما تبدأ ريبسول في إنشاء محطة للوقود الحيوي الحديث، خلال الربع الأول من العام المقبل في كارتاغينا، وسيعمل على تجنب انبعاث 900 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي سنويًا.
أما بخصوص مشروعات المواد الكيميائية فتخطط ريبسول لإعادة تدوير ما يعادل 20% من إنتاجها من البولي أوليفين بحلول عام 2030، معتمدة على خطط الاقتصاد الدائري.
وتهدف إلى استثمار 1.5 مليار يورو (1.73 مليار دولار) لتحقيق تلك المشروعات، في غضون السنوات الـ4 المقبلة، وأشارت الشركة إلى أنها ستحقق تقدمًا في مشروعات إعادة التدوير الميكانيكية والكيميائية للبولي أوليفينات، وإعادة تدوير البولي يوريثان، وإنتاج الميثانول من النفايات.
نقاط شحن عامة
نشاط ريبسول لم يتوقف عند هذا الحد، وامتد إلى مجال التنقل وشحن السيارات الكهربائية، وأعلنت أنها سوف تمتلك أكثر من 1000 نقطة إعادة شحن كهربائية عامة في إسبانيا العام المقبل.
كما تعهدت بتركيب أكثر من 300 منشأة شمسية في محطات الخدمة، وأكثر من 180 مجمعًا للطاقة الشمسية، بنهاية العام الحالي.
اقرأ أيضًا..
- الطاقة في قلب السينما.. الشروق الأخير فيلم صيني ينتصر للطاقة الشمسية
- أسعار النفط.. ما سر عدم كبح منتجي الخام جماح الصعود؟