منجم فحم يضع الجهود المناخية لبريطانيا على المحك
في وقت تستعد فيه لاستقبال مؤتمر المناخ
حياة حسين
تحقق حكومة بريطانيا بشأن منح ترخيص لمشروع منجم فحم عميق في مقاطعة كمبريا يعترض عليه نشطاء بيئة.
ويعتقد النشطاء أن الموافقة على تنفيذ المشروع ستضع صورة رئيس الوزراء بوريس جونسون على المحك، خاصة أنه يستعد لاستضافة مؤتمر المناخ "كوب26" في بلاده خلال أسابيع.
وتمثل الحكومة البريطانية في التحقيق، وزارة الدولة للتسوية والإسكان والمجتمعات والعلاقات الحكومية الدولية، حسبما ذكرت صحيفة الغارديان.
مجهودات مناخية
قال ممثل جمعية "فريندز أوف ذا إيرث" بول براون، خلال جلسة تحقيق في مسألة منجم الفحم، إن جونسون وحكومته يصطفون حاليًا لبذل مجهودات يبدو فيها رئيس الوزراء قائدًا مناخيًا في مؤتمر المناخ، "لكن منح المنجم الضوء الأخضر للعمل يقضي على تلك المجهودات".
ويُعقد مؤتمر المناخ كوب26 في غلاسكو البريطانية خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
يقول بول براون: إن "الموافقة على منجم فحم كمبريا ستقضي أيضًا على مصداقية حكومة جونسون، وبدلًا من أن تكون قائدًا عالميًا في مجال المناخ، ستظهر بصورة أسوأ منافق يمكن تخيله، كما ستفقد بريطانيا أي سلطة في محاولاتها لإقناع الدول النامية في تبني خطط مشابهة للتخلي عن الوقود الأحفوري".
ومن المفترض أن تجري الوزارة الزيارة الأخيرة لشاطئ مقاطعة كمبريا، القريب من ويتهافن، مطلع الأسبوع المقبل، وذلك بهدف جمع البيانات النهائية خلال أيام الأسبوع التالية.
الحياة البرية
سيجمع أعضاء اللجنة التي تزور المنطقة بيانات بشأن تعويض الكربون، وآثار المنجم على الحياة البرية، ومستوى الكبريت في إنتاج منجم فحم كمبريا السنوي -المتوقع- الذي يصل إلى 2.7 مليون طن.
وتُقدم تلك البيانات إلى وزير الدولة للتسوية والإسكان والمجتمعات والعلاقات الحكومية الدولية، مايكل غوف، الذي بدوره سيحدد القرار النهائي بشأن منجم فحم كمبريا.
ومن المشاركين لبراون في الهجوم على جونسون وحكومته وإدارة مقاطعة كمبريا، الأستاذة في جامعة لانكستر، ريبيكا ويلز، التي قالت: إن "أصحاب مشروع منجم الفحم يرون أن مفتشي التحقيق يجب أن يتجاهلوا انبعاثات حرق الفحم الكربونية، ولكن هل سيتجاهل المناخ هذه الانبعاثات؟ حكومة المملكة المتحدة يجب أن تتخذ إجراءات مناخية، وهذا المنجم يأخذها إلى الاتجاه الخطأ".
ضوء أخضر
على الجانب المقابل، يعتقد المؤيدون لمشروع منجم فحم كمبريا أن حكومة جونسون ستمنحه الضوء الأخضر لبدء العمل في الجولة الأخيرة القريبة، والتي يأملون أن تكون قبل نهاية العام الجاري.
إلا أن المؤيدين لديهم مخاوف من أن يسحب الداعمون الماليون للمشروع استثماراتهم؛ بسبب تأخر تنفيذه لمدة 18 شهرًا.
بيد أن عمدة كوبلاند، مايك ستاركي، يتوقع أن توصي لجنة التحقيق التابعة للحكومة بتنفيذ المشروع، داعيًا في الوقت ذاته إلى تجاهل المعترضين عليه.
كارثة بيئية
كتب النائب الليبرالي الديمقراطي عن ويستمورلاند ولونسديل، تيم فارون، إلى الحكومة خطابًا هذا الأسبوع، يطلب منها إدخال لنظام إشارات المرور الصارمة مثل النظام المطلوب للتكسير، في حالة الموافقة على المنجم؛ بسبب قرب الموقع من منشأة سيلافيلد النووية.
وفارون هو الآن النائب الوحيد غير المحافظ في كمبريا.
وغيّر نائب بنريث، الدكتور نيل هدسون، موقفه عشية التحقيق، وهو واحد من اثنين فقط يعارضان منجم الفحم في المقاطعة.
وقال: "المخطط سيكون كارثة بيئية، و الحل الوحيد المجدي هو رفض مشروع المنجم والاستثمار بدلًا من ذلك في وظائف بقطاع الطاقة المتجددة طويلة الأجل لسكان كمبريا".
موضوعات متعلقة..
- كيري يدعو لخطة تمويل "تريليونية" لأهداف المناخ لما بعد 2025
-
فقر الوقود.. جمعيات خيرية في بريطانيا تحذر من تداعيات الأزمة
اقرأ أيضًا..