إدارة بايدن تتخذ إجراءات لحماية أنظمة الكهرباء من تقلبات الطقس
بعد أن تعرضت العديد من الشبكات للتدمير
نوار صبح
- أنظمة الكهرباء في الولايات المتحدة غير مهيأة لتحمّل ظروف الطقس القاسية
- المخاطر المرتقبة الناجمة عن تقلبات الطقس كانت واضحة طوال العام
- هددت حرائق غابات وموجات الحر بزيادة الأحمال على الشبكة الكهرباء قبل إعصار "آيدا"
- المواطنون السود واللاتينيون والسكان الأصليون يعانون من الضرر الفوري والمباشر لظروف الطقس القاسية
تتعرض شبكات الكهرباء في الولايات المتحدة الأميركية لتحديات كبيرة أبرزها ظروف المناخ القاسية كالأعاصير وموجات الصقيع والحَرّ والجفاف التي تتسبّب في تعطلها وتكبّد المستهلكين خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.
وتطرقت وزيرة الطاقة الأميركية، جينيفر غرانهولم، لهذه الوقائع والحلول المقترحة للخروج من الأزمة في مقال بعنوان "التدابير اللازمة لحماية أنظمة الكهرباء الأميركية من ظروف الطقس القاسية"، نشرته خدمة "بيزنس بريسبكتيف" التابعة لشبكة سي إن إن الأميركية مؤخرًا.
وقالت الوزيرة، إن صورة البرج الكهربائي المتحطم وخطوط كهرباء التي ألقى بها إعصار آيدا في نهر المسيسيبي أظهرت تحديًا كبيرًا يواجه البلاد، وأعلنت أن أنظمة الكهرباء في الولايات المتحدة غير مهيأة لتحمّل ظروف الطقس القاسية.
وأشارت إلى أنه دون الاستثمارات الكبيرة لتعزيز وتحديث وتنظيف شبكات الكهرباء الأميركية، يصبح السؤال المطروح متعلقًا بموعد تعطّل شبكات الكهرباء وليس باحتمال تعطّلها.
مخاطر التغير المناخي
قالت وزيرة الطاقة الأميركية، جينيفر غرانهولم، في مقالها، إن المخاطر المرتقبة الناجمة عن تقلبات الطقس كانت واضحة طوال العام، إذ كانت حرائق غابات وموجات الحر تهدد بزيادة الأحمال على الشبكة الكهرباء حتى قبل إعصار آيدا.
وبيّنت أن الجفاف الذي يعوق توليد الطاقة الكهرومائية، وموجة الصقيع القطبية التي أدت إلى تجميد إنتاج الغاز سبقت الإعصار، وأن هذه الظواهر تمثّل جزءًا من مسار متواصل ناجم عن التغير المناخي، وأن هذا المسار سيتفاقم مع استمرار انطلاق انبعاثات الكربون.
واستشهدت الوزيرة بما قاله الأمين العامّ للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بشأن هذا الخطر الذي يمثّل إنذارًا صارخًا للجنس البشري.
وأشادت بخطة الرئيس الأميركي جو بايدن الرامية إلى إعادة البناء على أسس سليمة وتنفيذ استثمارات ضرورية لحماية البينة التحتية من التأثيرات المناخية، وتوجيه البلاد إلى المسار الصحيح لبناء اقتصاد الطاقة النظيفة.
ودعت إلى أخذ مخاوف المتشككين في جدوى مشروعات الرئيس بايدن لمعالجة أزمة المناخ بالحسبان ومراعاة التكاليف الباهظة للإصلاح والترميم بعد وقوع الأضرار الناجمة عن ظروف الطقس القاسية، وفقًا لما نشره موقع شبكة سي إن إن الأميركية.
تكاليف باهظة
قالت وزيرة الطاقة الأميركية، جينيفر غرانهولم، إن تكاليف التعافي والصيانة التي تسبّبت بها الكوارث المناخية في ثمانينات القرن الماضي، وبلغت نحو 18 مليار دولار سنويًا، نتيجة تردّي أحوال الطقس في التسعينات.
وأضافت أن تلك التكاليف بلغت ما يقارب 52 مليار دولار سنويًا في العقد الأول من القرن الـ21، في حين ارتفعت تكاليف الصيانة والإصلاح إلى 81 مليار دولار، في عام 2010.
وبيّنت أن الولايات المتحدة أنفقت 121 مليار دولار سنويًا على الصيانة والترميم، طوال السنوات الـ5 الماضية، وأنه يتعذّر الاستمرار على هذا النحو.
وأشارت إلى أن تعطّل أنظمة الكهرباء نتيجة الكوارث المناخية يوقف عمل الشركات التجارية ويُحمِّل موازنات الولايات والحكومات المحلية أعباء مالية ضخمة، ويلحق الضرر بصحة وثروة العائلات الأميركية في جميع أنحاء البلاد.
وذكرت أن موجة الحر الشديد، في فصل الصيف هذا، تسبّبت في استنفار أكثر من 100 مليون مواطن أميركي.
وألمحت إلى أن الأميركيين ذوي الدخل المنخفض في مجتمعات المواطنين السود واللاتينيين والسكان الأصليين يعانون من الضرر الفوري والمباشر لظروف الطقس القاسية.
التدابير الوقائية
قالت وزيرة الطاقة الأميركية، جينيفر غرانهولم، إن الحفاظ على سلامة الشعب الأميركي تستوجب زيادة القدرة على الصمود في مواجهة هذه العواصف القوية، وتتطلب أولاً توفير المزيد من الخطوط لنقل الكهرباء إلى مسافات طويلة.
وأوضحت أن هذا الإجراء يقلل من احتمال تعطّل محطات توليد الكهرباء المحلية خلال العاصفة وترك المجتمعات السكانية دون كهرباء.
وأكدت ضرورة أن تكون البنية التحتية الجديدة التي تُبنى قادرة على تحمّل التأثيرات المناخية المتزايدة التي يعلم الجميع أنها مقبلة.
وأوضحت أن ذلك يعني استبدال الأعمدة الخشبية بأعمدة مصنوعة من الفولاذ والخرسانة المسلحة، وطمر الخطوط تحت الأرض، عند الاقتضاء.
وأشارت إلى أن شركة باسيفيك للغاز والكهرباء تطمر 1609 كيلومترات من خطوط الكهرباء تفاديًا لحرائق الغابات، ويمكن تكرار هذه العملية في المناطق الرئيسة المعرّضة لظروف الطقس القاسية.
حلول الطاقة النظيفة
أشارت وزيرة الطاقة الأميركية، جينيفر غرانهولم، إلى أن سكان الشقق في منطقة سانت بيتر تمتعوا بـ8 ساعات من الكهرباء يوميًا بفضل الألواح الشمسية الموجودة على سطح المجمع وتخزين البطاريات، بينما كان معظم ولاية نيو أورلينز يعانون من انقطاع الكهرباء.
ودعت إلى ربط البنية التحتية والمباني المهمة بمثل هذه الشبكات الصغيرة للطاقة المتجددة التي يمكنها العمل في وقت قصير، وتلبية الاحتياجات المحلية.
وأضافت أنه في حين تسعى الوزارة إلى استكمال ترقيات نقل الكهرباء لآلاف الأميال، يمكن للمدن والولايات أن تنشر وتدعم مشروعات الطاقة صغيرة الحجم.
وأوضحت أن دعم قطاع الكهرباء بنسبة 40% من الطاقة الشمسية بحلول عام 2035، سيوجِد نحو 1.5 مليون وظيفة، دون الحاجة لرفع أسعار الكهرباء.
وبيّنت أن تقنيات الطاقة النظيفة الأخرى، مثل تخزين البطاريات وخلايا وقود الهيدروجين النظيفة، تمتلك إمكانات كبيرة يمكن إطلاقها من خلال الاستثمار الفيدرالي.
وقالت، إن خطة البنية التحتية للرئيس بايدن تتضمن 27 مليار دولار لاستثمارات نقل الكهرباء، ويمكن أن تشمل تعزيز أبراج النقل وطمر خطوط النقل تحت الأرض، بالإضافة إلى زيادة الإنفاق على مكونات شبكة النطاق الترددي العريض وشحن المركبات الكهربائية.
وأكدت أن الاستمرار في تلويث الغلاف الجوي ودفع المليارات للتعافي من كوارث الطقس القاسية سيضع البلاد في حلقة لا تنتهي من الدمار والاضطراب وإعادة البناء.
اقرأ أيضًا..
- السعودية.. عروض بـ4 مليارات دولار لتمويل مشروع بتروكيماويات في الجبيل
- أوروبا تمدد دعم الغاز حتى 2027.. ونشطاء يصفون القرار بـ"الكارثة"