التقاريرتقارير النفطسلايدر الرئيسيةعاجلنفط

متحور دلتا يخفض نمو الطلب على النفط في آسيا

ونظرة إيجابية محفوفة بالمخاطر للعام المقبل

أحمد شوقي

اقرأ في هذا المقال

  • نظرة سلبية لاستهلاك النفط في آسيا والمحيط الهادئ النصف الثاني
  • إصابات كورونا في آسيا تضر توقعات الطلب العالمي على النفط
  • توقعات بانخفاض الطلب على النفط في الصين خلال الربع الثالث
  • استهلاك النفط في الهند لم يصل بعد لمستويات ما قبل الوباء
  • نظرة متفائلة للطلب الآسيوي العام المقبل رغم المخاطر السلبية

تشهد آسيا والمحيط الهادئ تباطؤًا في النمو الاقتصادي والقيود المستمرة على السفر؛ ما يؤدي إلى إعاقة وتيرة تعافي الطلب على النفط هذا العام.

وانعكس ذلك سلبًا على توقعات نمو الطلب العالمي على النفط العام الجاري؛ إذ خفضت وكالة الطاقة الدولية وإدارة معلومات الطاقة الأميركية تقديرات نمو الطلب إلى 5.2 و4.96 مليون برميل يوميًا.

ويرجع ذلك -في الغالب- إلى زيادة وتيرة الإصابة بمتحور دلتا في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، حتى في المناطق التي تشهد مستويات مرتفعة من التطعيم باللقاح المضاد للوباء.

ويأتي ذلك في الوقت الذي تمثل فيه منطقة آسيا والمحيط الهادئ 35% من الطلب العالمي على النفط، وفق البيانات المتاحة على موقع الاتحاد الدولي لمنتجي النفط والغاز.

تداعيات قيود الإغلاق

أسهمت حملات التطعيم في الولايات المتحدة وأوروبا في التخلي عن قيود الإغلاق بشكل كبير، لكن متغيّر دلتا جعل هذه الخطوة تبدو بعيدة المنال عبر آسيا والمحيط الهادئ.

وفضلًا عن تباطؤ طرح اللقاح في جميع أنحاء المنطقة، أدت مخاوف الصحة العامة إلى قيام الحكومات بالتشبث بقيود الإغلاق؛ ما أثر سلبًا في توقعات تعافي الطلب على الخام خلال النصف الثاني من هذا العام.

وخفضت شركة أبحاث الطاقة، وود ماكنزي، توقعاتها لنمو الطلب على النفط في منطقة آسيا والمحيط الهادئ بنحو 220 و300 ألف برميل يوميًا خلال الربعين الثالث والرابع هذا العام على التوالي، مع استمرار القيود المفروضة على السفر.

وأظهر التقرير الشهري لوكالة الطاقة الدولية مراجعة هبوطية لتقديرات الطلب العالمي على النفط في الربع الثالث من هذا العام بنحو 200 ألف برميل يوميًا مقارنة بالتقديرات السابقة، نتيجة تسارع إصابات كورونا في آسيا؛ ما أثر سلبًا في توقعات العام الجاري بأكمله.

ورغم ذلك؛ فقد توقع رئيس شركة فيتول آسيا لتجارة النفط والسلع الأولية، مايك مولر، ارتفاع الطلب على النفط في آسيا بشكل ملحوظ خلال الأشهر الـ3 المقبلة.

تباطؤ الطلب في آسيا والمحيط الهادئ

تُعد الصين عنصرًا حاسمًا في تعافي الطلب على النفط في المنطقة؛ إذ تمثل أكثر من 40% من استهلاك النفط في آسيا.

وفي الربع الثالث، من المتوقع أن ينخفض ​​الطلب على النفط في الصين بمقدار 190 ألف برميل يوميًا على أساس فصلي إلى 14.2 مليون برميل يوميًا، وفقًا لشركة وود ماكنزي.

ويرجع ذلك إلى تباطؤ النمو الاقتصادي جراء زيادة إصابات متغير دلتا؛ ما أثر بالتبعية في الطلب على النفط، بالإضافة إلى ذلك بدأت تأثيرات سياسات تحوّل الطاقة تظهر على استهلاك الخام، بما في ذلك تشديد الإنتاج في الصناعات كثيفة الاستهلاك للكهرباء وزيادة مبيعات السيارات الكهربائية.

وفي الهند، أدَّت عمليات الإغلاق خلال الربع الثاني، إلى جانب ارتفاع أسعار النفط إلى تأخر عودة استهلاك الخام إلى مستويات ما قبل الوباء.

كما لا تزال المخاطر المستمرة حيال برنامج اللقاحات في الهند تؤثر سلبًا في التعافي، ومع ذلك، يجب أن يتجاوز الطلب على البنزين مستويات 2019 في الهند هذا الربع، بحسب وود ماكنزي.

وتُقدر شركة الأبحاث أن الطلب على الخام في ثاني أكبر سوق للنفط في آسيا -الهند- سينمو بمقدار 300 ألف برميل يوميًا، ليصل إلى 4.8 مليون برميل يوميًا هذا العام.

وبحسب بيانات شركة النفط البريطانية "بي بي"؛ فقد بلغ الطلب على النفط في الهند أكثر من 5.1 مليون برميل يوميًا عام 2019، قبل أن يتراجع إلى 4.6 مليونًا العام الماضي.

وفي المقابل، يتعافى الطلب على النفط عبر الاقتصادات المتقدمة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ؛ إذ من المتوقع أن تشهد اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وأستراليا ونيوزيلندا مجتمعة تعافيًا في الطلب بمقدار 380 ألف برميل يوميًا من مستويات 2020 خلال النصف الثاني من هذا العام، بحسب وود ماكنزي.

توقعات متفائلة ومخاطر سلبية

ترى وود ماكنزي توقعات قوية لنمو الطلب العالمي على النفط في عام 2022؛ إذ تُعد آسيا والمحيط الهادئ محركًا رئيسًا لهذا النمو، مع ارتفاع الطلب من هذه المنطقة بما يزيد قليلاً على مليوني برميل يوميًا، وسط زيادة استهلاك وقود الطائرات وتزايد التطعيم ضد الوباء.

ويتوافق ذلك -أيضًا- مع النظرة الإيجابية للطلب العالمي على النفط، العام المقبل، من قبل وكالة الطاقة وأوبك، مع توقعات أن يتجاوز مستويات ما قبل الوباء.

ومع ذلك، هناك مخاطر سلبية على التوقعات فيما يتعلق بالطلب على النفط في آسيا؛ إذ يُظهر تحليل أجرته شركة فيريسك مابليكروفت (Verisk Maplecroft) أن احتمال السفر دون الحجر الصحي للمسافرين الحاصلين على اللقاح إلى دول بما في ذلك الصين واليابان وأستراليا والهند يبدو منخفضًا بشكل مثير للقلق خلال الأشهر الـ12 المقبلة على الأقل.

ومع انخفاض احتمالية رفع القيود في أي وقت قريب في آسيا والمحيط الهادئ، يشير التحليل إلى أنه من المتوقع أن تظل المنطقة مغلقة إلى حد كبير العام المقبل، وهو ما سيؤثر سلبًا بالتبعية في الطلب على وقود النقل.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق