أخبار النفطالتقاريرتقارير النفطرئيسيةعاجلنفط

توقعات بارتفاع الطلب الآسيوي على النفط خلال 3 أشهر

بعد انخفاض المخزونات العالمية واستمرار العقوبات على إيران

هبة مصطفى

دفع الانخفاض في مخزونات النفط العالمية، والتزام أوبك+ بخطة الزيادة التدريجية للإمدادات، نحو رفع توقعات زيادة الطلب الآسيوي على النفط، في الربع الأخير من العام الحالي.

جاءت توقعات زيادة الطلب على النفط في آسيا وخاصة الصين، مدعومة بمواقف أوبك+ وقراراتها الأخيرة، بجانب استمرار العقوبات الأميركية على إنتاج الخام الإيراني، وتوقف المحادثات الإيرانية الأميركية حول استئناف خطة العمل المشتركة المجمدة منذ عام 2018.

إنتاج أوبك+ لا يلبي الطلب

توقع رئيس شركة فيتول آسيا لتجارة النفط والسلع الأولية، مايك مولر، ارتفاع الطلب الآسيوي على النفط بشكل ملحوظ خلال الأشهر الـ3 المقبلة.

وأرجع ذلك إلى "عدم قدرة تحالف أوبك+ على توفير إمدادات كافية، خاصة بعد انخفاض المخزون العالمي خلال أغسطس/آب الماضي".
الطلب العالمي على النفط - أوبك

ورجح مايك مولر -خلال ندوة غولف إنتيليجنس، المنعقدة عبر تقنية التواصل المرئي- أن دول آسيا ستكون المسؤولة عن غالبية الطلب المتزايد على النفط خلال الأشهر الـ3 المقبلة، حسبما نقلت عنه صحيفة ستاندرد آند بورز غلوبال بلاتس.

وتوقع استمرار نمو استهلاك الصين، مشيرًا إلى أن قرار أوبك+ تخفيف خفض الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يوميًا بين أغسطس/آب وديسمبر/كانون الأول، لم يعد كافيًا لتلبية الطلب العالمي في ظل وجود عمليات سحب للمخزونات بشكل متسارع.

وأضاف أن استمرار سياسة أوبك+ على الشكل الحالي -حسب تعبيره- لم يعد مناسبًا، خاصة في هذا التوقيت من العام؛ ما يجعل السحب من المخزونات العالمية للنفط يستمر لتلبية الطلب.

وشهد شهر أغسطس/آب انخفاضًا في المخزونات، قدره 2 مليون برميل يوميًا، وهو ما يعادل 5 أضعاف تخفيضات أوبك+ المقدرة بـ400 ألف برميل يوميًا.

الإنتاج في أغسطس

طبقًا لتقديرات ستاندرد آند بورز غلوبال بلاتس الآخيرة؛ لم تحصد أوبك+ الاستفادة الكاملة من الحصص المخففة للإنتاج في أغسطس/آب؛ إذ ارتفع إنتاج النفط بمقدار 50 ألف برميل يوميًا فقط.

وضخت 13 دولة من أعضاء أوبك 26.97 مليون برميل يوميًا في أغسطس/آب، بزيادة قدرها 140 ألف برميل عن إنتاج يوليو/تموز.

فيما أضاف 9 شركاء من خارج أوبك بقيادة روسيا 13.29 مليون برميل يوميًا، بانخفاض قدره 90 ألف برميل يوميًا.

قرارات أوبك+ الأخيرة

كانت دول أوبك+ قد اتفقت، مطلع سبتمبر/أيلول الجاري، على رفع إنتاجها من الخام بمقدار 400 ألف برميل يوميا، مع التمسك بخطتها المعلنة مسبقًا بمواصلة تخفيف خفض الإنتاج، مع توقعات ارتفاع الطلب العالمي على الخام.
الطلب الآسيوي على النفط

واستعرض وزراء أوبك+، خلال لقائهم، مطلع الشهر الجاري، توقعات ارتفاع الطلب العالمي مقابل المعروض بمليون برميل يوميًا، الشهر الجاري، و1.1 مليون برميل الشهر المقبل، و800 ألف برميل يوميًا في نوفمبر/تشرين الثاني، و400 ألف برميل يوميًا في ديسمبر/كانون الأول.

ولم يرَ وزراء أوبك+ سببًا للتراجع عن قرارهم؛ لعدة عوامل؛ منها: ارتفاع أسعار النفط عن 70 دولارًا للبرميل، واستمرار النمو الاقتصادي للشركات، وكبح نمو الإنتاج الأميركي المنافس.

وقلصت أوبك+ (التي تضم 23 دولة تسيطر على ما يقرب من نصف الإنتاج العالمي للنفط)، تخفيضات الإنتاج البالغة 9.7 مليون برميل يوميًا، بعد بدء تعافي الطلب من تبعات جائحة كورونا.

غياب النفط الإيراني

من جانب آخر، كان لغياب الإنتاج الإيراني للنفط الخام أثر كبير على الأسواق، مع استمرار فرض العقوبات الأميركية.

واعتبر مايك مولر عودة الخام الإيراني المرتقبة للأسواق بحلول منتصف العام المقبل، خطوة مهمة لإحداث توازنات الإنتاج في الأسواق.

واستند في افتراضه بعودة الإنتاج الإيراني إلى إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية لقاءً مرتقبًا، عُقد أمس الأحد، بين مديرها رافاييل غروسي، ونائب الرئيس الإيراني ورئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية محمد السلمي.

المحادثات النووية

كانت المحادثات النووية بين الجانبين قد توقفت منذ منتصف يونيو/حزيران، في ترقب للانتخابات الإيرانية حينها، فيما سادت توقعات باستئناف المحادثات عقب تولي الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي مهام عمله، الشهر الماضي.
إيران وأسواق النفط

وتتطرق المحادثات إلى خطة العمل المشتركة، وكذلك اتفاقية عام 2015 التي كُبِحَت بموجبها القدرات النووية الإيرانية، ومستويات تخصيب اليورانيوم.

ضمت تلك المحادثات كلًا من إيران، والولايات المتحدة الأميركية، والصين، وفرنسا، وألمانيا، وروسيا، والمملكة المتحدة.

تراجعت طهران عن التزاماتها وتعهداتها بموجب تلك الاتفاقية بعدما دفعت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب لانسحاب أميركا من خطة العمل المشتركة عام 2018.

تحركات دبلوماسية

ذكرت وزارة الخارجية الأميركية أن كبير المفاوضين الأميركيين، روبرت مالي، قد التقى دبلوماسيين روسيين وأوروبيين، خلال الأسبوع الماضي؛ لإجراء محادثات للتفاهم حول العودة لخطة العمل المشتركة بين الدول المذكورة.

وتوقعت بلاتس أناليتيكس توصل الولايات المتحدة الأميركية وإيران إلى اتفاق نووي جديد خلال أكتوبر/تشرين الأول أو نوفمبر/تشرين الثاني.

وأوضحت أن الاتفاق سيمهد لرفع العقوبات الأميركية على النفط الإيراني والشحن والبتروكيماويات، والقطاعات الأخرى.

ورغم توقعها باتفاق نووي جديد بين الجانبين، لم تستبعد بلاتس أناليتيكس سيناريو عدم التوصل لاتفاق؛ لتنامي الشكوك حول إمكانية إيران وأميركا الخروج من المأزق الراهن.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق