بتروبراس توقع أول عقد لتوريد الغاز في السوق الحرة للبرازيل
وسط مخاوف من إعاقة فتح المنافسة
مي مجدي
في خطوة جديدة نحو انسحاب بتروبراس من توزيع الغاز وإنهاء احتكارها، وقّعت الشركة البرازيلية المملوكة للدولة اتفاقية لتوريد الغاز في السوق الحرة مع شركة غيرداو.
ووفقًا لبتروبراس، تعدّ الاتفاقية علامة فارقة نحو فتح سوق الغاز الطبيعي في البرازيل، وتُجسّد توجّهات الشركة الحكومية لتلبية أهداف المستهلكين وتقديم حلول تجارية تلبّي احتياجات عملائها.
وتعدّ الاتفاقية جزءًا من حافظة المنتجات الجديدة التي أطلقتها بتروبراس هذا العام، والتي تعمل على تنويع الأنشطة التجارية والارتقاء بمستوى مشتريات محافظ الغاز الطبيعي.
وستقوم بتروبراس بتوريد الغاز الطبيعي لمصنع الصلب في أورو برانكو بولاية ميناس غيرايس، وستكون مدة العقد 4 سنوات، ومن المتوقع أن يبدأ التوريد في 1 يناير/كانون الثاني 2022، بحسب ما نقله موقع "آرغوس ميديا".
تحديات الاتفاقية
ماتزال غيرداو بحاجة إلى التوصل إلى اتفاق مع موزّع الغاز في ولاية ميناس غيرايس، الذي يتحكم في خط أنابيب التوزيع الذي يريط بين المصنع وشبكة نقل الغاز.
وعقدت الولاية مشاورات عامة الشهر الماضي، لتطوير لوائح إمكان وصول طرف ثالث إلى خطوط أنابيب التوزيع.
في حين خفضت الدولة حدّ المشاركة في سوق الجملة إلى 5 آلاف متر مكعب/يوم، من 10 آلاف متر مكعب/يوم.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة غازميغ، بيدرو غيماريس، خلال ندوة عبر الإنترنت في شهر يوليو/تموز الماضي، إن شركة بتروبراس قادرة على استغلال موقعها المهيمن في السوق من خلال التفاوض على بيع الغاز الطبيعي بالجملة مع غيرداو.
وأضاف أن الافتقار لفرص الوصول إلى البنية التحتية للنقل يجعل من المستحيل على الشركة تنويع مصادر الإمداد بالجملة.
استثمارات غيرداو
تستثمر غيرداو 1.15 مليار دولار لتوسيع عملياتها في ميناس غيرايس، وتخطط لزيادة إنتاج لفائف صلب مدرفلة على الساخن بمقدار 250 ألف طن سنويًا، بدءًا من عام 2024، وعوارض هيكلية بمقدار 500 ألف طن سنويًا في عام 2025.
كما تستثمر الشركة لتقليل انبعاثات الكربون عن طريق استبدال الفحم الخشبي بفحم الكوك.
وفي يوليو/تموز، وقّعت الشركة -أيضًا- صفقة مع شركة شل العالمية لبناء مشروع للطاقة الشمسية بقدرة 190 ميغاواط لتزويد محطاتها بالطاقة المتجددة.
الخوف من الفشل
في الإطار نفسه، اتفقت بتروبراس في يوليو/تموز على بيع حصتها البالغة 51% لشركة كومباس غاز -التابعة لشركة كوزان للطاقة- مقابل 396.81 مليون دولار، بينما تمتلك شركة ميتسوي اليابانية النسبة المتبقية البالغة 49%.
وتُعدّ شركة كومباس أكبر موزّع للغاز في البرازيل بحصة تبلغ 31% من حصة السوق المحلية، ولديها خطط طموحة للتوسع في سوق الغاز الحيوي بشكل متزايد، مدعومة باستثمارات كبرى.
لكن الضغط على شركة بتروبراس لإنهاء احتكار توزيع الغاز الطبيعي المحلي قد يؤدي إلى تعزيز ملكية الولايات في القطاع وإعاقة خطط فتح المنافسة، إذ تتقيد شركة غازبترو -وهي شركة فرعية تابعة لبتروبراس لتوزيع الغاز الطبيعي- بحكومات الولايات البرازيلية، ولها حصص في 19 شركة توزيع غاز إقليمية.
ومن خلال ذلك، يمكن للولايات وشركة ميتسوي ممارسة خيار الشراء لاقتناء حصص غازبترو، لكن ميتسوي أبلغت شركاءها في شركات التوزيع أنها لن تفعل ذلك؛ ما فتح الباب أمام الولايات لشراء حصص في شركات الغاز الإقليمية.
ويُعدّ بيع غازبترو جزءًا من التزام بتروبراس بمراقبة المنافسة من خلال المجلس الإداري للدفاع الاقتصادي (كيد) المعني بمكافحة الاحتكار وحماية المنافسة في البرازيل لفتح سوق الغاز، ولدى المجلس قرابة 11 شهرًا لمراجعة اقتراح كومباس.
وتشعر الأطراف المعنية في قطاع الغاز بالقلق من أن الاتفاق سيعوق المنافسة، لكن بتروبراس ترى أن عملية البيع تتماشى مع اتفاق بين شركة النفط وهيئة مكافحة الاحتكار لبيع أصول الغاز الطبيعي.
زيادة حصص الولايات
خلال مناقشات عُقدت أواخر الشهر الماضي، ناقش رؤساء شركات توزيع الغاز شمال شرق البرازيل إمكان زيادة حصص الولايات في كل شركة.
وقد يكون لدى الولايات الـ8 -التي تعدّ فيها ميتسوي مراقبًا مباشرًا لشركة غازبترو بحصة 24.5%- القدرة الاستثمارية الكافية لزيادة حصتها.
وقالت مديرة شركة التوزيع في ولاية ريو غراندي دو نورتي، لاريسا دانتاس، إن العديد من محافظي الولايات يدركون أهمية سوق الغاز الطبيعي في تحوّل الطاقة وتحقيق انتعاش الاقتصادات المحلية خلال مرحلة ما بعد الوباء.
وتابعت أن شركات توزيع الغاز في بعض الولايات ماتزال بحاجة إلى عدّة سنوات من الاستثمار العامّ، خاصة لتوسيع البنية التحتية.
ونظرًا لأن الشركة اليابانية تشارك مع الموزعين من خلال حصتها في غاز بترو؛ فإنها تخطط لتأجيل اتخاذ قرار بشأن شراء المزيد من الأعمال التجارية، وهي خطوة من شأنها تقليص حصة كومباس.
اقرأ أيضًا..
- بتروبراس البرازيلية تواجه انتقادات بإعاقة فتح سوق الغاز
- بتروبراس تعلن موعد إنهاء احتكارها لسوق الغاز في البرازيل