تقارير الطاقة المتجددةأخبار منوعةالتقاريرتقارير منوعةرئيسيةطاقة متجددةعاجلمنوعات

الطاقة الكهرومائية.. مجموعات بيئية تطالب بحظر المشروعات الجديدة

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • المعيار الجديد للطاقة الكهرومائية لا يحمي الأنهار المتخمة بمحطات وسط وشرق أوروبا
  • هناك حاجة للاستفادة من الخيارات الأكثر استدامة مثل طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية
  • مجموعة بيئية: أوروبا تحتاج إلى الاستثمار في كبح تفاقم تأثير الطاقة الكهرومائية الحالية

رغم احتساب الطاقة الكهرومائية مصدرًا نظيفًا لتوليد الكهرباء، والتوسع في هذا النوع من المشروعات مؤخرًا، فإن مجموعات بيئية طالبت بتقييد هذا الاتجاه.

في 8 سبتمبر/أيلول الجاري، أطلق المؤتمر العالمي للطاقة الكهرومائية معيارًا جديدًا للطاقة الكهرومائية يمثّل التزامًا من الصناعة بوضع حدّ لأضرارها وآثارها السلبية على الطبيعة والمجتمعات والأنهار.

وتقول المجموعات البيئية، إنه في حين يُعدّ المعيار الدولي الجديد خطوة في الاتجاه الصحيح، فلا يقوم بالحماية الكافية للأنهار "المتخمة بمحطات الطاقة الكهرومائية" وسط وشرق أوروبا.

ولذلك تريد تلك المجموعات فرض حظر على تمويل مشروعات الطاقة الكهرومائية الجديدة، حسبما أورده موقع "إميرجينغ يوروب".

معيار الطاقة الكهرومائية

ترى مؤسسات بيئية رائدة أن المعيار الجديد غير كافٍ لمعالجة الدمار الذي يواصل قطاع الطاقة الكهرومائية إلحاقه بالتنوع البيولوجي والنظم البيئية في جميع أنحاء أوروبا، لا سيما في أنهار وسط وشرق أوروبا، التي يقول النشطاء، إنها مليئة بمحطات الطاقة الكهرومائية.

وقالت مديرة الحماية الإقليمية في وسط وشرق أوروبا لدى الصندوق العالمي للطبيعة (دبليو دبليوإف)، إيرين لوشيس، إن السدود والبنية التحتية للمياه التي تؤثّر في الموائل الطبيعية للأسماك تمثّل أحد الدوافع الرئيسة لانخفاض التنوع البيولوجي للمياه العذبة في حوض الدانوب.

وتُعدّ المنطقة موطنًا لأسماك الحفش والسلمون وثعالب الماء وآلاف الأنواع الأخرى.

وأوضحت إيرين لوشيس أن أوروبا بحاجة لتطبيق حظر على تمويل مشروعات الطاقة الكهرومائية الجديدة، إضافة إلى الحاجة إلى الاستثمار في كبح تفاقم تأثير الطاقة الكهرومائية الحالية المدمّرة، والاستفادة من الخيارات الأكثر استدامة مثل طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية.

الطاقة الكهرومائية
محطة كهرومائية نهرية في رومانيا - أرشيفية

محميات طبيعية نهرية

في المقابل، يقرّ الصندوق العالمي للطبيعة بأهمية التزامات الرابطة الدولية للطاقة الكهرومائية (آي إتش إيه) بشأن المناطق المحمية.

ويرى أن الإعلان عن مناطق "محظورة" لمواقع التراث العالمي يمثّل خطوة أولى صغيرة جدًا في الاتجاه السليم بالنسبة لصناعة لديها آلاف المشروعات المخطط لها، أو قيد الإنشاء في مناطق محمية.

تأثيرات سلبية

قال الرئيس التنفيذي للرابطة الدولية للطاقة الكهرومائية، إيدي ريتش، إن مشروعات الطاقة المتجددة في المناطق المحمية يجب أن تفي بأعلى معايير الأداء، وأن تُظهر بوضوح الفوائد الصافية التي تقدّمها للبيئة الشاملة.

وبيّن أنه يمكن للطاقة الكهرومائية أن تحقق فوائد ضخمة بصفتها مصدرًا للكهرباء منخفض الكربون، وتوفر تخزينًا نظيفًا للطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وتساعد في حماية أنظمة الكهرباء من انقطاع التيار الكهربائي.

وأضاف أن استخدام الطاقة الكهرومائية بدلًا من الوقود الأحفوري يمنع انبعاثات مليارات الأطنان من انبعاثات الكربون سنويًا. وأوضح أنه كما هي الحال مع أيّ مشروع للبنية التحتية، قد يؤدي إنشاء مشروعات الطاقة المتجددة إلى آثار في البيئة المحلية يجب تخفيفها.

من ناحيته، أفاد الصندوق العالمي للطبيعة أن التزامات الرابطة الدولية للطاقة الكهرومائية لا تلبّي الحدّ الكافي من الحماية، وستواصل السماح بتطوير مشروعات الطاقة الكهرومائية في المناطق المحمية، مما يؤدي إلى تفاقم أزمة الطبيعة العالمية.

وحذّر من أن هذا ينطوي على آثار كارثية في النظم الإيكولوجية للمياه العذبة والتنوع البيولوجي، على سبيل المثال: سمك الحفش أو السلمون أو ثعبان البحر، التي تحتاج إلى الهجرة من أجل البقاء.

وأشار إلى أن كل منشأة طاقة مائية جديدة تتسبّب في وقوع تأثيرات سلبية إضافية على النظم البيئية للمياه العذبة في أوروبا، التي لا تستطيع الطبيعة تخفيفها، ولا التعامل معها.

وأوضح أن قدرة معظم المرافق المخطط لها تقلّ عن 10 ميغاواط، وهي تعادل قدرة توربينات رياح كبيرة على الشاطئ، ومن ثم لن تقدّم سوى إسهام ضئيل في توليد الطاقة المتجددة، حسبما أورده موقع "إميرجينغ يوروب".

الطاقة الكهرومائية
محميات طبيعية نهرية - أرشيفية

وأعرب عن قلقه من أن ثلث مشروعات الطاقة الكهرومائية المخطط لها في الاتحاد الأوروبي تقع في مناطق محمية، مثل المتنزهات الوطنية ومواقع محميات شبكة "ناتورا 2000"، التي ينبغي أن توفر ملاذات آمنة للتنوع البيولوجي الأكثر ضعفًا في أوروبا.

الإجراءات الملحّة

قال مدير مركز التراث العالمي لدى اليونسكو، ميتشتلد روسلر، إن التزام الرابطة الدولية للطاقة الكهرومائية الجديد يُمثّل خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح لقطاع الطاقة الكهرومائية لضمان عدم تأثير مشروعات الطاقة الكهرومائية في مواقع التراث العالمي.

وأضاف أن الالتزام الجديد يتماشى مع الموقف الراسخ للجنة التراث العالمي، وهو أن بناء السدود ذات الخزّانات الكبيرة وفي حدود العقارات لا يتوافق مع وضعها بصفة موقع تراث عالمي.

وقال المشرف على برنامج المياه العالمية العذبة لدى الصندوق العالمي للطبيعة، ستيوارت أور، إن حظر مشروعات الطاقة الكهرومائية في مواقع التراث العالمي يُعدّ الخطوة الأولى لهذه الصناعة.

وأضاف أنها خطوة صغيرة جدًا، نظرًا لأن هذا الالتزام لا يستبعد التطورات الجديدة في أيّ مناطق محمية أخرى، بما في ذلك الأراضي الرطبة المحمية دوليًا.

وبيّن أن صناعة الطاقة الكهرومائية لا تزال ملتزمة ببناء السدود والمحطات في المناطق المحمية، الأمر الذي لن يؤدي إلّا إلى تفاقم أزمة الطبيعة.

جدير بالذكر أن الصندوق العالمي للطبيعة يدعو قطاع الطاقة الكهرومائية إلى توسيع التزاماته بشكل عاجل، بما يتجاوز مواقع التراث العالمي، لتشمل مناطق محمية وطنية ودولية أخرى، لتجنّب إنشاء آلاف المشروعات المخطط لها في المناطق المحمية.

وأوضح أن بلغاريا والمجر وسلوفاكيا ورومانيا وأوكرانيا تمتلك مجتمعة أكثر من 1000 محطة للطاقة الكهرومائية، مع وجود نحو 400 أخرى مخطط لها أو قيد الإنشاء.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق