المقاطعة الاقتصادية بين الصين وأستراليا تعيد رسم خريطة صادرات الفحم
والهند أكبر الفائرين
هبة مصطفى
أعادت مقاطعة الصين -التي تُعدّ أكبر مستورد للفحم في العالم تليها الهند واليابان- الفحم الأسترالي تشكيل خريطة الصادرات والواردات.
واقتنصت الهند الفرصة من أجل الحصول على حصة الصين من صادرات الفحم الأسترالي، وسط توقعات من مؤسسة وود ماكنزي للاستشارات باستمرار المقاطعة الصينية الفحم الأسترالي لمدة أطول، في حين رجّح بنك غولدمان ساكس استمرار سريانها لسنوات.
ولجأت الصين إلى الولايات المتحدة الأميركية وكندا وروسيا، بصفتها منتجة رئيسة، لتغطية احتياجاتها، مع استمرار مقاطعتها الفحم الأسترالي، رغم ارتفاع أسعار فحم الكوك الأميركي وتكاليف الشحن لزيادة المسافة، حسبما ذكرت منصة آرغوس ميديا المعنية بشؤون الطاقة.
ورغم هدف بكين بالوصول للحياد الكربوني بحلول 2060، -ما يعني أنها ستضطر إلى التخلي عن استخدام الفحم- فإن مسؤولًا في وكالة التخطيط الحكومية الصينية، أكد أن بلاده لا تملك خيارًا حاليًا سوى الاعتماد على الفحم بوصفه مصدرًا موثوقًا لتوليد الكهرباء.
وكانت الصين قد فرضت مقاطعة غير رسمية على الفحم الأسترالي في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في تصعيد كبير للنزاع التجاري بين البلدين، وانخفضت الواردات الصينية من الفحم الأسترالي بالفعل إلى الصفر، وبالتبعية خضعت التدفقات العالمية للفحم لعملية تعديل كبيرة.
واردات الفحم الروسي
زادت واردات الصين من الفحم الروسي بنوعيه (الكوك والحراري)، وتعمل موسكو على تكثيف إنتاجه، ودعم تحديث خطوط السكك الحديدية بمليارات الدولارات لنقل الفحم إلى موانئها، ضمن خطة روسية لتوسيع حصتها في أسواق آسيا.
ويرى محللون أن أي اضطرابات تجارية تسببها الصين، سوف تؤثر في صناعة الفحم العالمية، باعتبارها المستورد الرئيس له.
واعتبر المحللون أن المرحلة ستستمر حتى تُشكل مصادر الطاقة الأخرى، ومن ضمنها مصادر الطاقة المتجددة، حصصًا أكبر من إجمالي استهلاك الكهرباء في الصين، التي يمثّل الفحم ما يقرب من 60% منها، ما يجعل ثبات إمداداته أمر مهم لأمن الطاقة.
صادرات الفحم الأسترالية
في المقابل وبموجب المقاطعة، اندفعت الهند لاقتناص الإمدادات الأسترالية -تُعد أستراليا أكبر مُصدر لفحم الكوك في العالم- التي أصبحت بدورها أقل سعرًا في ضوء المقاطعة الصينية، وفق بيانات شركة تتبع السلع كليبر.
وفي أبريل/نيسان الماضي، زادت مشتريات الهند من الفحم الحراري الأسترالي، بكميات قياسية، مدعومة بأسعار أكثر جاذبية عن فحم جنوب أفريقيا، وفقا لآرغيوس ميديا.
ولم تسعَ الهند وحدها للحصول على الإمدادات الأسترالية من الفحم، شاركتها كوريا الجنوبية وتايوان، ما يُعدّ تعويضًا جزئيًا لانخفاض صادرات الفحم الحراري الأسترالي إلى الصين.
وزادت الواردات الأسترالية إلى اليابان من الفحم الحراري بأكثر من 60%، من 4.96 مليون طن إلى 7.98 مليون طن، خلال المدة من أكتوبر/تشرين الأول حتى يناير/كانون الثاني، وفقًا لبيانات كليبر.
وتُعدّ أستراليا أكبر مُصدر في العالم لفحم الكوك المستخدم في صناعة الصلب، فيما تُعدّ إندونيسيا أكبر مُصدر في العالم للفحم الحراري المستخدم في محطات الطاقة، وتحل أستراليا في المرتبة الثانية.
الفحم الصيني وتغير المناخ
يأتي الإصرار الصيني على مواصلة استخدام الفحم في عملياتها المختلفة رغم تنامي دعوات مكافحة تغير المناخ.
وقالت منظمة السلام الأخضر البيئية، قبل أيام قليلة، إن أقاليم الصين ما زالت تخطط لإطلاق أكثر من 100 غيغاواط من الكهرباء من محطات جديدة تعمل بالفحم.
وأشارت إلى أن الصين تُعدّ أكبر مصدر للانبعاثات الكربونية حول العالم، إذ إنها مسؤولة عن نحو 28% من إجمالي الانبعاثات حول العالم، مشيرة إلى أن خططها للتخلص من محطات الفحم لا تتماشى مع خطط العديد من دول العالم.
وقالت المنظمة إن وكالات التخطيط المحلية وافقت على 24 محطة جديدة لتوليد الكهرباء تعمل بالفحم، بطاقة إجمالية تبلغ 5.2 غيغاواط في الأشهر الستة الأولى من عام 2021، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
اقرأ أيضًا..
- عكس الاتجاه.. الصين تخطط لإضافة 100 غيغاواط من محطات الفحم الجديدة
- خبراء: دعم أستراليا محطات الفحم والغاز المتهالكة يرفع فواتير الكهرباء
- صادرات الفحم الأميركية إلى الصين ترتفع بأكثر من 30 ضعفًا