مقالات منوعةالمقالاترئيسيةمنوعات

مقال - الوصول إلى الطاقة وقت الجائحة الصحية

إيمان عبدالله

اقرأ في هذا المقال

  • يؤدي قطاع الطاقة دورًا حيويًا في دعم تقديم الرعاية الصحية والحد من انتشار الفيروس
  • إبان فترات الجوائح الصحية.. الوصول لمصادر موثوقة للطاقة حاجة إنسانية ملحة
  • الافتقار إلى الوصول إلى الطاقة سيؤدي إلى تضخيم الكارثة البشرية الحالية
  • تشير التقديرات إلى أن 28% فقط من المرافق الصحية لديها إمكان الحصول على كهرباء موثوقة

منذ تفشي الجائحة الصحية في العالم نتيجة لانتشار فيروس كورونا (كوفيد-19) المستجد، تمر على البشرية جمعاء -دون استثناء للدول الغنية أو الفقيرة- تحديات عديدة على رأسها توفير الرعاية الصحية المستدامة، لذلك يسارع القطاع الصحي حول العالم الخطى لتقديم الخدمة والرعاية الصحية اللازمة للحالات المصابة.

وقد يبدو للوهلة الأولى صعوبة فهم العلاقة بين القطاع الصحي وقطاع الطاقة، وبسبب جائحة كورونا العالمية برزت أهمية تأمين إمدادات كهربائية آمنة وسلاسل توريد طبية مستدامة وأجهزة تبريد ذات كفاءة عالية لتخزين اللقاحات.

وعلى مستوى دولي تنبّهت عدد من الحكومات حول العالم إلى ضرورة الجمع بين الصحة والطاقة وخلق التآزر بينهما. وللتأكيد على أهمية الربط بين الصحة والطاقة عالميًا ضمنت أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة (الأهداف الـ17) في الهدف الثالث المعني بتحقيق الصحة الجيدة، والهدف السابع المعني بتأمين طاقة ذات تكلفة ميسورة ونظيفة، إذ يكون هذا الربط خطوة مهمة للتخفيف من آثار الجائحة الصحية وحفظ حياة مئات الملايين.

آثار الجائحة الصحية.. تردي المشهد الإنساني

يفرض الوباء ضغطًا شديدًا على الاقتصاد العالمي، فالبلدان التي كانت تواجه تحديات تنموية ما قبل الجائحة المشهد التنموي فيها في حالة يُرثى له بسبب آثار الفيروس. فإذا لم تتمكّن المستشفيات والمجتمعات المحلية من الوصول إلى الطاقة، فقد يؤدي ذلك إلى تضخيم الكارثة البشرية وإبطاء التعافي العالمي بشكل كبير.

في أجزاء من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، تشير التقديرات إلى أن 28% فقط من المرافق الصحية لديها إمكان الحصول على كهرباء موثوقة. وهناك حاجة إلى كهرباء موثوقة ومعقولة التكلفة لإبقاء الناس متصلين في المنزل، ولتشغيل المعدات المنقذة للحياة في المستشفيات. ومع انتشار الفيروس، خاصة في جميع أنحاء أفريقيا وأجزاء من آسيا، فإن أحد التدابير الوقائية الأكثر استخدامًا هو ترف لا تستطيع جميع البلدان تحمّله.

تعتمد تدابير التباعد الاجتماعي والبقاء في المنزل التي يجري تبنيها في العديد من البلدان على افتراض مهم، وهو أن السكان يمكنهم الوصول إلى كهرباء موثوقة وبأسعار معقولة، للبقاء على اتصال، ومواصلة التواصل مع الخدمات العامة ومع بعضهم بعضًا عن بعد.. لكن 840 مليون شخص -معظمهم في دول أفريقيا جنوب الصحراء- يعيشون دون كهرباء، ومئات الملايين لا يحصلون إلا على كهرباء محدودة للغاية أو غير موثوقة. كثير من هؤلاء الناس، ومعظمهم من النساء، يقيمون إما في المدن المزدحمة وإما في المناطق الريفية. قد لا يكون "توفير المأوى في مكانه" في مثل هذه المناطق لمدد طويلة من الوقت ممكنًا، لأن الطاقة مطلوبة لطهي الطعام وتخزينه أو لتبريد المنازل.

لك أن تتخيل -عزيزي القارئ- أنه حتى عندما تتوفر العلاجات واللقاحات اللازمة للتصدي للجائحة، فإن الافتقار إلى سلسلة التبريد والتبريد سيعوق من جهود الحكومات لاحتواء آثار الجائحة الصحية، يعني ذلك أن الافتقار إلى الوصول إلى الطاقة سيؤدي إلى تضخيم الكارثة البشرية ويبطئ من سرعة التعافي.

طرق الاستجابة

دفعت الأزمة العالمية الناجمة عن الجائحة الصحية الحكومات في جميع أنحاء العالم إلى اتخاذ تدابير دعم طارئة. ومن المفهوم أن معظم التدابير تركّز على الرعاية الصحية، إذ تُعدّ الاستجابة إلى الجائحة الهم الذي تتشارك فيه الحكومات حول العالم للقضاء عليها، ولتحقيق ذلك لا بد من إعطاء الأولوية لحلول الطاقة التي تمكّن من تقديم الرعاية الصحية وخدمات الخط الأمامي الطبية، للتعامل مع حالات الطوارئ في أثناء الجائحة وتوزيع اللقاحات التي يتطلّب حفظها درجات تبريد منضبطة، لذلك يجب إعطاء الأولوية للوحدات الصحية التي لا تحصل على كهرباء موثوقة في البلدان منخفضة الدخل.

ومن طرق الاستجابة أيضًا، الحفاظ على اتصال ذوي الدخل المحدود أو المجتمعات الضعيفة خارج تغطية الشبكة الكهربائية، الذين من المحتمل ألا يكونوا قادرين على تحمل فواتير الطاقة الكهربائية، لذلك من المهم تبني ضمانات حماية للمستهلكين لتأمين إمدادات موثوقة للطاقة الكهربائية.

يجب على البلدان الاستفادة من مصادر الطاقة الميسورة التكلفة التي يمكن أن تساعد في الانتعاش الاقتصادي في أعقاب الجائحة الصحية. ويمكن أن يسمح ذلك للبلدان بالتعافي بشكل أفضل، لضمان الوصول الشامل إلى الطاقة والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

* إيمان عبدالله - باحثة وكاتبة متخصصة في شؤون الطاقة

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق