تقارير النفطرئيسيةعاجلنفط

مصافي النفط الصينية تصطف خلف رؤية "بينغ" لتحقيق الحياد الكربوني

مصافي أباريق الشاي2 أكثر ملاءمة لرؤية قطاع الطاقة في الصين

محمد فرج

اقرأ في هذا المقال

  • تشهد المصافي الصينية الخاصة تخفيضات كبيرة في حصة الاستيراد للحدّ من الطاقة الإنتاجية
  • فرضت الحكومة قيودًا على العديد من مصافي شاندونغ القديمة هذا العام من خلال سدّ بعض الثغرات الضريبية
  • ما زالت لدى الشركات الأحدث مثل هنغلي وشركة تشجيانغ حصص كبيرة لاستيراد النفط الخام
  • تتمتع العديد من مصافي أباريق الشاي2 بمزايا بيئية أخرى، لأنها أكثر تقدمًا في جوانب مثل إدارة النفايات والمياه

تسعى أحدث مصافي النفط المحلية في الصين للتوسع خلال المدة المقبلة، مع الالتزام برؤية الرئيس شي جين بينغ لتقليص الانبعاثات وتحقيق الحياد الكربوني، والتوجه نحو صناعات أنظف وكفاءة أكبر في استخدام الطاقة.

وحصلت تلك المصافي الجديدة على لقب "أباريق الشاي2"، وهو مصطلح يُطلق على مصافي النفط المحلية المستقلة.

وتستعد شركات، مثل جيانغسو، وشينغ هونغ، وهنغلي للبتروكيماويات، لتصبح أكثر نفوذًا في الأسواق العالمية، وقد أنشأت مجمّعات تكرير واسعة أكثر وعيًا بالبيئة، وركزت على استخدام النفط الخام لصنع البلاستيك والمواد الكيميائية بدلًا من الوقود الأكثر تلويثًا مثل الديزل.

وبدأت بعض الشركات الحصول على مزايا ضريبية أو أذونات لاستيراد كميات أكبر من النفط الخام مباشرة من كبار المنتجين، مثل السعودية.

وفي يونيو/حزيران، قامت شركة شينغ هونغ بتركيب أكبر برج تكرير في الصين، وخصصت منشأة بقيمة 10.5 مليار دولار للاحتفال بالذكرى المئوية للحزب الشيوعي، حسبما ذكرت وكالة بلومبرغ، اليوم الثلاثاء.

النفط في الصين

إجراءات صارمة

كان إنتاج شركة شينغ هونغ، التي كانت في السابق منتجة للألياف الاصطناعية، قد تضاعفت بأكثر من 4 أضعاف منذ بدء المشروع قبل عامين، وتضاعف مخزون هنغلي أكثر من 3 مرات منذ أول مصفاة لها في أواخر عام 2018.

واتخذت إدارة الرئيس الصيني، شي جين بينغ، إجراءات صارمة ضد الشركات الخاصة في عدّة مجالات، والتي عُدَّت أنها نمَت بقوة كبيرة المدة الماضية في قطاع الطاقة، بينما تدعم الحكومة الآن الشركات بشكل وثيق بما يتماشى مع أهدافها لتقليص الانبعاثات، وتعمل على الحدّ من الجيل الأول من مصافي النفط الأكثر تلويثًا للبيئة -التي تسمّى أباريق الشاي- الموجودة منذ عقود.

وقال مدير برنامج أبحاث الطاقة الصيني في معهد أكسفورد لدراسات الطاقة، ومقرّه بريطانيا، ميشال ميدان: "إن أباريق الشاي2 لديها نموذج عمل وتشغيل مختلف تمامًا، يعدّ -من الناحية النظرية- أكثر ملاءمة لرؤية قطاع الطاقة في الصين".

وأضاف ميدان أن هذه الشركات الجديدة تتمتع بميزة خاصة فيما يتعلق بتنمية السوق والأولويات المستقبلية في الصين.

النفط والغاز في الصين

تخفيضات كبيرة

ظهرت المصافي الخاصة في الصين أوائل التسعينات، وأصبحت تُعرف باسم "أباريق الشاي" بسبب شكل تصاميمها، وقد نمَت من قمائن الطين الصغيرة التي تعالج النفط من حقول مثل تلك الموجودة في مقاطعة شاندونغ الشرقية، والتي أنتجت أكثر مما تحتاجه مصافي الدولة.

وتشهد المصافي الصينية الخاصة تخفيضات كبيرة في حصة الاستيراد للحدّ من الطاقة الإنتاجية، وتستهدف الصين سوقًا مزدهرة للنفط القذر بقيمة 7 مليارات دولار، حسبما ذكرت وكالة بلومبرغ.

وقد فرضت الحكومة قيودًا على العديد من مصافي شاندونغ القديمة هذا العام، من خلال سدّ بعض الثغرات الضريبية، وتفاقمت هذه الخطوة مع مزيد من التدقيق من قبل الحكومة؛ بسبب الانخفاض الحادّ في كمية النفط الخام المسموح لها باستيرادها. وهذا يعطي الشركات الأحدث اليد العليا.

إزالة الكربون

شهدت شركة نورث هواغين للصناعات الكيميائية، وهي واحدة من الشركات القليلة المدرجة في أباريق الشاي1، انخفاض أسهمها بنسبة 14% منذ يوليو/تموز.

ومن ناحية أخرى، مازالت لدى الشركات الأحدث -مثل هنجلي وشركة تشجيانغ للنفط والكيماويات- حصص كبيرة لاستيراد النفط الخام، بينما تقدّمت شينغ هونغ بطلب للحصول على تصاريح للاستيراد لمصفاتها الجديدة، حسبما ذكرت وكالة بلومبرغ.

وقد بنت شركات إبريق الشاي2 مرافق في الجزر أو شبه الجزيرة المعزولة، تتضمن أرصفة ناقلات النفط، ولكنها لا تزال بعيدة عن المناطق الحضرية المزدحمة، حيث يريد الحزب الشيوعي خفض التلوث.

وقال رئيس مجلس الدولة الصيني، لي كه تشيانغ، خلال جولة في مصفاة داليان في هنغلي في عام 2019: "هذا موقع مثالي لقاعدة بتروكيماوية".

وقد تواجه الشركات الجديدة في النهاية ضوابطها الخاصة، مع مزيد من التدقيق في انبعاثات الكربون الخاصة بها.

خطط بديلة

قال المحلل في شركة الاستشارات إس آي إيه إنرجي، سينجيك تي: "من المحتمل أنهم قد يحتاجون إلى مبادلة مشروعات انبعاثات الكربون الأعلى بقدرات انبعاثات أقلّ إذا قالوا، إنهم يريدون توسيع قدراتهم في المستقبل".

وتتمتع العديد من مصافي أباريق الشاي2 بمزايا بيئية أخرى؛ لأنها أكثر تقدمًا في جوانب، مثل: إدارة النفايات والمياه.

وبدأت شركة هنغلي، التي كانت صانعة للألياف الكيماوية في جيانغسو، الإنتاج الكامل لأول مشروع لإبريق الشاي2 في البلاد منذ عامين.

وارتفعت إيراداتها منذ ذلك الحين، ونحو 66% من إيراداتها السنوية البالغة 13.5 مليار يوان (2.1 مليار دولار) من التكرير. بينما لا تزال شركات -مثل سينوبك و بتروتشاينا- تشكّل نحو ثلثي تكرير النفط في الصين.

وقالت شركة شينغ هونغ في بيان، إن التقنيات الجديدة ستساعد مصنعها على تحويل أكثر من 70% من النفط الخام الذي تستخدمه إلى منتجات كيميائية؛ لذا فإن ثلث نفطها الخام فقط سيذهب إلى صنع الوقود مثل الديزل، وعلى النقيض من ذلك، تقوم مجموعة سينوبك وشركة بتروتشاينا بتحويل 60% من خامها إلى وقود للطرق.

اقرأ أيضَا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق