رغم الضغوط.. الطلب على فحم الكوك الأميركي مستمر في النمو حتى 2022
تقليص التمويل يدعم الأسعار في الأشهر المقبلة
نوار صبح
- إنتاج الصلب في الولايات المتحدة ارتفع في يونيو/حزيران بنسبة 44.4% عن العام السابق
- الصين ستقيد واردات فحم الكوك الأسترالي لسنوات قادمة
- إنتاج الربع الثاني زاد بنحو 10% منذ العام السابق
- شهدت شركات التعدين تأثيرًا ضئيلًا أو معدومًا من النقص العالمي في الرقائق الإلكترونية
في مطلع هذا الشهر أفادت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن إنتاج فحم الكوك في الولايات المتحدة الأميركية ازداد في الربع الأول من هذا العام، رغم الضغوط التي تمارسها مجموعات حماية البيئة بوقف استثمارات الوقود الأحفوري تفاديًا لمزيد من الانبعاثات.
جدير بالذكر أن إنتاج الصلب في الولايات المتحدة ارتفع في يونيو/حزيران بنسبة 44.4% عن العام السابق إلى 7.1 مليون طن، واستمر استخدام السعة في الارتفاع، إذ ارتفع إلى 84.6% للأسبوع المنتهي في 24 يوليو/تموز من 84.1% في الأسبوع السابق.
وأوردت منصة "آرغوس ميديا" المعنية بشؤون الطاقة العالمية أن التعافي العالمي السريع لإنتاج الصلب من التأثير الأولي لوباء كوفيد-19، تجاوز استجابة العرض، إذ تتوقّع شركات التعدين استمرار محدودية العرض العالمي في المستقبل المنظور.
ارتفاع الطلب على فحم الكوك
من جهة ثانية، يتوقع موردو فحم الكوك في الولايات المتحدة ارتفاع الطلب في أسواق التصدير الخارجية والأسواق المحلية، وتقلص تمويل إنتاج الفحم اللازم لمواصلة دعم الأسعار في الأشهر المقبلة.
وبلغ تقييم "آرغوس" اليومي لفحم الكوك قليل التقلُّب أعلى مستوياته منذ أبريل/نيسان 2017، عند 229 دولارًا للطن للتسليم في ميناء هامبتونرودز أمس، وذلك نتيجة دعم الشراء الصيني القوي ارتفاع الأسعار الفورية للفحم الأميركي.
- ارتفاع إنتاج الفحم الأميركي مع زيادة الصادرات والاستهلاك
- واردات الصين من الفحم الأميركي ترتفع إلى الضعف
- أسعار فحم الكوك في أميركا تواصل الارتفاع
وتقول شركات التعدين إن تردد المؤسسات المالية المستمر والمتزايد في دعم شركات الفحم سيحدّ من قدرة الصناعة على الاستجابة إلى بيئات الأسعار المواتية.
وأشارت إحدى شركات المناجم الرئيسة إلى أن الدافع العالمي نحو إزالة الكربون يُثقل كاهل منتجي فحم الكوك ويولّد لديهم القلق والتردد الدائمين.
تعافي الطلب حتى عام 2022
تسود أجواء التفاؤل أوساط المورِّدين الأميركيين الذين يتوقعون إبرام عقود فحم الكوك المحلية لهذا العام عند مستويات أعلى بكثير من تلك التي أُبرمت في الربع الثالث من عام 2020.
وقال أحد التجار إن النسبة المعتادة بين الصادرات والمبيعات المحلية قد تتعرّض إلى ضغوط الطلب القوي في الولايات المتحدة، وأضاف أنه سيكون عامًا جيدًا لأصحاب المحافظ المحلية القوية.
ارتفاع أسعار الصلب
قالت إحدى شركات المناجم إن ارتفاع أسعار الصلب في الولايات المتحدة يحفّز الشراء القوي، لأن الوقت الحالي قد ينذر بنفاد المواد، وفقًا لمنصة "آرغوس ميديا" المعنية بشؤون الطاقة العالمية
وأضافت أن انخفاض مخزونات فحم الكوك في مصانعه والموانئ يمثّل مؤشرًا تصاعديًا للأشهر المقبلة.
وانتعش إنتاج الصلب في الاتحاد الأوروبي في النصف الأول من العام بنسبة 18.4% عن العام السابق إلى 77.8 مليون طن.
كما وصل تقييم "آرغوس" اليومي في شمال غرب أوروبا "إتش سي آر" إلى 1,206.50 يورو/طن (1434.42 دولارًا أميركيًا/طن) في 22 يونيو/حزيران، وهو أعلى مستوى منذ إطلاق التقييم في نوفمبر/تشرين الثاني 2018.
وقال مصدر أوروبي إن بعض مشتري الصلب يطلبون تسليم شحنات في الربع الأول، مضيفًا أنه لا يتوقع أن تنخفض الأسعار الأسترالية ذات الحجم المنخفض الممتازة إلى أقل من 200 دولار/طن في المستقبل القريب.
وفي المقابل، قال مورد رئيس للفحم شديد التقلب إن بعض المعامل الأوروبية تطلب تنفيذ عمليات التسليم بدءًا من أبريل/نيسان 2022 فصاعدًا، لأنهم قلقون بشأن وفرة الإمدادات للعام المقبل، كما أنهم لا يأتون عادة للبحث عن عروض حتى وقت لاحق في الربع الرابع.
المنافسة الصينية
أصدر أحد المعامل الأوروبية الكبيرة مناقصته السنوية، لتأمين متطلبات الفحم عالية التقلب لعام 2022، إذ كانت المناقصة تصدر عادةً في أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني، في السنوات السابقة.
وأشارت شركات التعدين إلى أن هذا يرجع جزئيًا إلى المخاوف بشأن المنافسة مع المصانع الصينية على الإمدادات.
وعلاوة على ذلك، شهدت شركات التعدين تأثيرًا ضئيلًا أو معدومًا من النقص العالمي في الرقائق الإلكترونية على مبيعاتها لمصانع الصلب.
تأخّر الطلب عن العرض
ارتفع إنتاج الصلب العالمي بنسبة 14%في النصف الأول من العام إلى ما يزيد قليلاً على مليار طن.
وعلى جانب العرض، قدّرت شركة تعدين الفحم "آرتش" أن سعة فحم الكوك التي أُخرجت من السوق عالميًا في عام 2020، سيُستردّ نصفها فقط بحلول نهاية العام.
وأشارت دراسة استقصائية لبيانات الإنتاج، قدّمها معظم مناجم فحم الكوك الرئيسة في الولايات المتحدة إلى إدارة السلامة والصحة في شركات المناجم، إلى أن إنتاج الربع الثاني زاد بنحو 10% منذ العام السابق، لكنه انخفض بنسبة 27% عن عام 2019.
ولا تشمل هذه الأرقام مناجم "بلو كريك 7" و"بلو كريك 4"، إذ تأثّر الإنتاج بالإضراب المستمر من قِبل العمال في ووريور ميت كول.
وبدورها، أنتجت شركة "ووريور" 1.05 مليون طن من فحم الكوك منخفض التقلب في منجم "بلو كريك 7" في الربع الثاني، بانخفاض 33% عن العام السابق، إذ تشغّل الشركة المنجم بمعدل مخفض باستخدام العمالة غير النقابية.
وانخفض إنتاج الحجم المتوسط الممتاز في "بلو كريك 4"بنسبة 73%، مقارنة بالعام السابق إلى 147 ألفًا و813، كما أن المنجم معطل حاليًا.
وتتوقّع شركة "بي إتش بي" الأسترالية لإنتاج فحم الكوك أن الصين ستقيّد واردات فحم الكوك الأسترالي لسنوات قادمة، ما سيمنح شركات التعدين الأميركية الثقة في أن الشراء الفوري الصيني قد يستمر في دفع الأسعار في المستقبل المنظور.