التحوّل الأخضر.. الغاز الطبيعي عنصر مهم لدعم الطاقة المتجددة (تقرير)

في العقود الماضية كان للغاز الطبيعي دور أساس في توليد الكهرباء، وبالمثل، فإن استمراره في السنوات المقبلة يُعدّ بمثابة أمر ضروري لدعم التحوّل للطاقة المتجددة.

ومن المهم وجود الغاز الطبيعي لعدّة عقود مقبلة، بصفته وقودًا انتقاليًا من الهيدروكربونات إلى مصادر الطاقة المتجددة، بالنظر إلى وضع التكنولوجيا وفقر الطاقة في جميع أنحاء العالم، حسب رؤية للمحلل، أرييل كوهين، نشرها الموقع الإلكتروني لمجلة فوربس.

دور الغاز الطبيعي

تواجه صناعة الغاز الطبيعي تحديًا تاريخيًا، لكنها -أيضًا- أمام فرصة عظيمة، هذا ما يراه الاتحاد الدولي للغاز، الذي يدافع عن الغاز بصفته جزءًا لا يتجزأ من نظام الطاقة العالمي.

ومع ذلك، يعتقد نائب رئيس الاتحاد، أندريا ستيغر، أن الصناعة لم توضح رسالتها بشكل كافٍ في ظل عصر المنافسة الشرسة على الطاقة؛ إذ يقاتل الفحم من أجل البقاء، بينما يُنظر إلى مصادر الطاقة المتجددة على أنها الدواء الشافي لإنقاذ العالم من تغيّر المناخ.

ويقول ستيغر، إن التحوّل من الفحم والنفط إلى الغاز الطبيعي النظيف بصفته حلًا واقعيًا أفضل من التركيز على الحلول المثالية مثل التكنولوجيا غير المثبتة أو غير التجارية في المستقبل.

وفي الولايات المتحدة -علي سبيل المثال- فإن التحوّل للغاز الطبيعي أدّى دورًا أساسيًا في خفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، مع حقيقة أنه شكّل أكثر من 60% من كبح الانبعاثات في توليد الكهرباء بين عامي 2006 و2019، وفقًا لبيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

• بالتزامن مع تعهدات أميركية لخفض الانبعاثات.. الغاز الطبيعي كلمة السر

ووفقًا للوكالة الأميركية، فإن الغاز الطبيعي يُصدر انبعاثات كربونية أقلّ بنحو 50% مقارنة بالفحم.

ويرى تقرير فوربس، أنه في العقدين أو الـ3 عقود المقبلة، سينضم أكثر من ملياري شخص إلى دائرة أولئك الذين يحصلون على الكهرباء -معظمهم من الفقراء- ومن ثم سيكون من الصعب مطالبتهم باستهلاك الكهرباء المولدة عبر مصادر الطاقة المتجددة فقط، خاصةً مع عدم وجود الموارد المالية أو القاعدة الصناعية لتوفير المصادر النظيفة.

ويمكن للدول الغنية تحمّل تكلفة الاستثمار في التقنيات الجديدة للطاقة، لكن الفقراء في حاجة الآن إلى الكهرباء أولًا مع النمو السكاني.

الغاز يدعم التحوّل للطاقة المتجددة

يقول نائب رئيس الاتحاد الدولي للغاز، إن الغاز الطبيعي ليس في منافسة مع مصادر الطاقة المتجددة، لكنه هو المحفّز لتعزيز قدرة هذه المصادر النظيفة.

وتُعدّ الشبكات المتكاملة القائمة على الغاز ضرورية عندما تكون مصادر الطاقة المتجددة أقلّ فاعلية؛ بسبب سوء الأحوال الجوية، أو قلّة الرياح أو أشعة الشمس، كما كانت الحال في كاليفورنيا وتكساس هذا العام.

وشهدت أميركا انقطاعات للكهرباء في ولاية كاليفورنيا؛ بسبب الحرارة الشديدة، وكذلك في تكساس؛ بسبب العواصف الثلجية والصقيع، وهو ما كان ناتجًا عن الاعتماد المفرط على توليد الطاقة عبر أجهزة صغيرة موصولة بالشبكة.

• شبكة الكهرباء في تكساس وكاليفورنيا.. تحذيرات بشأن المستقبل (تقرير)

لتجنّب مثل هذه الكوارث في المستقبل، يجب تعزيز سعة التخزين الاحتياطية لغاز الطبيعي، ودعم توليد الكهرباء من الغاز، لتوليد حمل كهرباء أساس موثوق به، إذا فشلت مصادر الطاقة المتجددة في الإمداد.

ويشير ستيغر إلى أن النظر إلى مصادر الطاقة المتجددة على أنها الحلّ النهائي الوحيد أمر ذو عواقب جادّة، كما أوضحت الأحداث الأخيرة في كاليفورنيا وتكساس.

أوروبا نموذجًا

في إيطاليا، تعمل شركات إيني وإنيل وإيدسون على تعزيز توليد الكهرباء من الغاز الطبيعي، وتقوم باستيراده من 4 أماكن رئيسة حول العالم، روسيا والجزائر وشمال أوروبا ولبيبا، وفي الوقت نفسه، تستثمر الشركات بشكل متزايد في مصادر الطاقة المتجددة.

وتوضح إمدادات الغاز الطبيعي في إيطاليا تفاوت أمن الطاقة في أوروبا، فبينما تستورد غرب أوروبا الغاز عبر خطوط أنابيب من روسيا والنرويج، ولديها سعة هائلة للغاز الطبيعي المسال، فإن عملية بناء خطوط الربط لإمداد دول شرق ووسط أوروبا بالغاز الطبيعي لا تزال جارية.

وتعمل أوروبا على تطوير تطبيقات للغاز الطبيعي المسال والغاز الطبيعي المضغوط للشحن البحري والشاحنات والحافلات -أيضًا- ما يقلل من انبعاثات الكربون من وقود الديزل، مع حقيقة وجود أكثر من 4 آلاف محطة وقود تعمل بالغاز الطبيعي وتتوسع في التقنيات المتجددة، وفقًا للتقرير.

وتحتاج المناطق الأخرى إلى حلول مختلفة بناءً على مواردها الطبيعية والمالية، وكمية طاقة الرياح التي تتلقّاها ومدى التعرّض للشمس؛ لأنه لا يوجد نموذج واحد يناسب الجميع، بحسب التقرير.

اقرأ أيضًا..

• مجلس الطاقة العالمي: الغاز الطبيعي سيلعب دورًا رئيسًا في تحوّل الطاقة
• هل يخرج الغاز المسال من عباءة الحياد الكربوني؟