إنتاج النفط الأميركي يحتاج 9 أشهر لتعويض فجوة المعروض المحتملة (تقرير)
مع جمود مفاوضات أوبك+ ورغم ارتفاع أسعار الخام
أحمد شوقي
- سوق النفط قد تشهد عجزًا قدره 1.6 مليون برميل الشهر المقبل
- الإنتاج الأميركي يحتاج 9 أشهر لتعويض عجز المعروض النفطي
- المعروض الأميركي من الخام سيرتفع بشكل هامشي هذا الصيف
- إنتاج النفط في أميركا قد يصل لـ12 مليون برميل يوميًا أكتوبر 2022
- تكساس ونيو مكسيكو أكبر المساهمين في زيادة إنتاج النفط الأميركي
مع استمرار الجمود في مفاوضات تحالف أوبك+ بشأن سياسة الإنتاج، قد تشهد سوق النفط عجزًا في المعروض، لكن لا يبدو أن المنتجين الأميركيين قادرون على سدّ تلك الفجوة في المدى القصير.
وترى شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي -في تقرير حديث- أن الإنتاج الأميركي يحتاج لعدّة أشهر من أجل سدّ الفجوة في المعروض، التي قد يخلقها عدم توصّل أوبك+ إلى اتفاق، رغم ارتفاع أسعار الخام.
وبحسب التقرير، فإن سوق النفط ستحتاج الشهر المقبل إلى 1.6 مليون برميل يوميًا إضافية من الإمدادات، لتحقق التوازن، على خلفية زيادة الطلب في موسم الصيف، فضلًا عن إعادة فتح الاقتصادات.
ففي الأسبوع قبل الماضي، فشل تحالف أوبك+ في التوصّل لاتفاق، فبينما أقرّت الدول الأعضاء زيادة تدريجية لإنتاج النفط بنحو 400 ألف برميل يوميًا خلال الأشهر المقبلة حتى نهاية 2021، عارضت الإمارات الاتفاق، ما لم يجرِ تغيير شهر الأساس إلى أبريل/نيسان 2020 بدلًا من أكتوبر/تشرين الأول 2018.
المعروض الأميركي
يرى التقرير أن المعروض الأميركي من الخام قد يرتفع بشكل هامشي فقط هذا الصيف، على الرغم من صعود أسعار النفط جراء تزايد الطلب واحتمال نقص الإمدادات النفطية.
وترى شركة أبحاث الطاقة أنه حال اتّباع شركات النفط الصخري في الولايات المتحدة إشارة الأسعار، وقرار زيادة الإنتاج، فسوف يستغرق الأمر 9 أشهر على الأقلّ، بداية من اتخاذ قرار الاستثمار حتى الوصول إل ذروة الإنتاج؛ لرؤية ارتفاع ملحوظ في الإمدادات.
لذلك، فإن زيادة الإنتاج تنطوي على مخاطر كبيرة؛ بسبب التقلّبات التي تحيط بالطلب على النفط ومسارات الأسعار، بحسب التقرير.
لماذا يحتاج المنتجون عدّة أشهر؟
تتحوط الكثير من شركات النفط العامة في الولايات المتحدة تجاه إنتاج الخام هذا العام عند مستويات أسعار أقلّ بكثير من 70 دولارًا للبرميل، ما يؤدي في النهاية إلى عدم وجود رغبة كبيرة في زيادة الإنتاج، بحسب التقرير.
ومع ذلك، فإن أقلّ من 40% من إجمالي إنتاج النفط الصخري المتوقع لعام 2021 يخضع للتحوط، ما يعني أن هناك العديد من الشركات، التي سيشجعها ارتفاع أسعار خام غرب تكساس الوسيط على زيادة الإنتاج، للاستفادة من هذا الاتجاه الصعودي في الأسعار، خاصة المنتجين من القطاع الخاص.
وهناك سبب آخر لكون استجابة المنتجين الأميركيين لزيادة الإمدادات من الخام هذا العام خافتة، وهو التزام شركات النفط بالانضباط الرأسمالي وبإعادة توزيعات الأرباح للمساهمين بعد العام السابق الذي كان صعبًا، بحسب التقرير.
وتتوقع ريستاد إنرجي عدم وجود استجابة كبيرة لزيادة الإمدادات من قبل جميع المنتجين الأميركيين قبل حلول الربع الثاني من عام 2022.
توقعات الإنتاج الأميركي
تُظهر بيانات ريستاد إنرجي أن إنتاج النفط الأميركي بلغ 11.45 مليون برميل يوميًا يونيو/حزيران الماضي.
وعلى الرغم من الظروف الداعمة لزيادة الإنتاج، المتمثلة في ارتفاع أسعار الخام، فمن المتوقع أن ينمو إنتاج الخام في الولايات المتحدة بمقدار 60 ألف برميل يوميًا فقط الشهر الجاري، ليصل إلى 11.51 مليون برميل يوميًا، ويبقى عند المستوى نفسه خلال أغسطس/آب المقبل، بحسب التقرير.
ومقارنةً بشهر أغسطس/آب المقبل، يرى التقرير أن الإنتاج الأميركي سينخفض في سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول إلى 11.34 و11.41 مليون برميل يوميًا، على التوالي.
وفي آخر شهرين من العام الجاري، من المتوقع أن يبدأ إنتاج النفط في الولايات المتحدة مسار نمو ثابتًا -وإن كان بطيئًا- ليصل إلى 11.55 و11.62 مليون برميل يوميًا، على التوالي.
وبدءًا من يناير/كانون الثاني 2022 فصاعدًا، سيستمر إنتاج النفط الأميركي في الارتفاع، ليتجاوز المتوسط الشهري البالغ 12 مليون برميل يوميًا مع حلول أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه.
ومن المتوقع أن تكون تكساس ونيو مكسيكو هما المحركين الأساسيين لنمو إنتاج النفط الأميركي تقريبًا في المدة من النصف الثاني لعام 2021 وحتى عام 2023، على حين من المقرر أن تظل بقية مناطق الإنتاج في وضع الصيانة.
ومن المقرر أن تنتج تكساس ونيو مكسيكو ما يتراوح بين 5.3 و5.4 مليون برميل يوميًا خلال السنوات المقبلة، بحسب التقرير.
وعلى الرغم من النمو المستمر، من غير المرجح أن يبلغ إنتاج النفط الأميركي الشهري خلال العامين المقبلين، المستوى القياسي البالغ 12.9 مليون برميل يوميًا، والمسجل عام 2019، مع توقّعات تراجع أسعار خام غرب تكساس الوسيط عن المستويات المرتفعة الحالية.
وتحوم أسعار خام غرب تكساس حول أعلى مستوياتها منذ أكتوبر/تشرين الأول عام 2018، قرب 75 دولارًا للبرميل.
ومع ذلك، هناك احتمال لعدم تراجع أسعار الخام الأميركي حال استمرار التقلّبات، وفقًا لشركة الأبحاث.
توقعات إنتاج الغاز الطبيعي
من المرجح أن يواصل إنتاج الغاز الطبيعي الجاف في أميركا التعافي التدريجي نحو ذورة ما قبل الوباء؛ ليتجاوز مستوى 96 مليار قدم مكعبة يوميًا بحلول نهاية عام 2022، بقيادة حقلي برميان وهاينزفيل، وفقًا للتقرير.
وبالنسبة للغاز الطبيعي المسال، فإن الإمدادات من الآبار الموجودة في الولايات المتحدة ارتفعت إلى مستوى قياسي جديد قدره 5.62 مليون برميل يوميًا أبريل/نيسان الماضي، بحسب ريستاد إنرجي.
اقرأ أيضًا..
- أسعار النفط ترتفع بأكثر من 1%.. وبرنت يتجاوز 75 دولارًا
- إنتاج النفط الأميركي يتراجع خلال أبريل.. وأغلب الهبوط من خليج المكسيك
- إيرادات صناعة النفط الصخري تتجه لتسجيل مستوى قياسي خلال 2021