منوعاتالتقاريرتقارير منوعةرئيسية

زيادة الشيخوخة وتراجع عدد سكان العالم يخفضان استهلاك الطاقة عام 2100

أفريقيا استثناء.. وسيزيد اعتمادها على الطاقة المتجددة

حياة حسين

أظهرت دراسات عديدة أن عام 2100 سيشهد زيادة في نسب الشيخوخة، يصاحبها تراجع كبير في عدد سكان الكرة الأرضية، ما يؤدي بالتالي إلى تراجع ملحوظ في استهلاك الوقود، حسب مقال للكاتب مارك نبلنك، المؤسس المشارك لموقع "إنفروس".

ويقول الكاتب، إنه في عام 1992 توقّع الروائي البريطاني فيليب دورثي جيمس، في روايته القاسية "أطفال الرجال"، أن العالم سيكون بلا مواليد جُدد في 2021، "ما يعني انقراض البشرية".

تراجع المواليد

يضيف نبلنك: "لقد وصلنا لعام 2021 ولم تنقرض البشرية، لكن معدلات المواليد تشهد انخفاضًا، والشيخوخة تتزايد، فكيف سيؤثر ذلك على استهلاك الطاقة؟".

ومن المتوقع أن تشهد كل من اليابان والصين، وهما من الدول كثيفة الاستهلاك للنفط والغاز، انخفاضًا حادًا في عدد سكانهما وبنسبة 50% في 2100.

بينما يشهد عدد سكان الهند هبوطًا بنسبة أقل حدة وهي 25%، وروسيا بنسبة تتراوح بين 15 و50% في المدة نفسها.

غير أن سكان بعض المناطق التي تُعدّ من أكبر الدول طلبًا على النفط والغاز -مثل أميركا- سيرتفع عدد سكانها من 331 مليون نسمة في 2020 إلى 404 ملايين نسمة في 2060، لكن سيستقر عدد السكان عند هذا المستوى حتى 2100.

وحسب بيانات المفوضية الأوروبية، سيتراجع عدد سكان القارة العجوز، إلا أن مواليد أفريقيا سيعوّضون نقص مواليد الدول الغربية، وفق بيانات مركز الإحصاء الأميركي.

وسيكون لمواليد دولة نيجيريا -غرب أفريقيا- دور القيادة في عدد المواليد بالقارة السمراء، حسب مركز الإحصاء الأميركي.

زيادة الشيخوخة

من جهة أخرى، تهبط شيخوخة القارة العجوز بالطلب على وقود النقل، وفق نبلنك.

فمن المتوقع أن يزيد عدد سكان العالم الذين تبلغ أعمارهم 80 عامًا، من 141 مليون نسمة -حاليًا- إلى 866 مليون نسمة في 2100، وفق بيانات "بي بي سي".

وعلى سبيل المثال، سيرتفع عدد السكان الذين تصل أعمارهم إلى 65 عامًا في الولايات المتحدة من 56.4 مليون نسمة حاليًا إلى 98 مليون نسمة في 206، بنسبة نمو 75%، وهو ما ينعكس في انخفاض الطلب على البنزين اللازم لتشغيل وسائل النقل بنسبة 5%، مقارنة بمعدلات استهلاك عام 2019.

وأما زيادة كبار السن فلن تؤثّر على الطلب على البنزين فحسب -وفق الكاتب- ولكن -أيضًا- على نمو الناتج المحلي في البلدان المختلفة، إذ ستسعى إلى خفض الاستهلاك والضرائب لسكان خرجت نسبة كبيرة منهم من قوة العمل.

كما أنها ستزيد من التقارب الاجتماعي في العائلات، إذ سيقدم الأصغر سنًا الرعاية إلى كبار السن، ما يطرح تساؤلًا عن تأثير ذلك على استهلاك الطاقة، وحسب الكاتب فإنه لا يستطيع تحديد ذلك، لكن المؤكد أن شكل الاستهلاك سيختلف، فغالبًا سيلجأ هؤلاء أكثر إلى السيارات الكهربائية، لخفض تكلفة الوقود الأحفوري.

أفريقيا على العكس

الواقع الأفريقي سيكون مختلفًا من ناحية النمو السكاني، والطلب على الطاقة، بالإضافة إلى مصادر الطاقة التي ستعتمد عليها القارة.

تتمتع القارة بقوة شابة وواعدة في نمو المواليد التي قد تكون عائقًا في طريق تحقق نبوءة الروائي البريطاني، وهي تحتاج إلى تأمين الكهرباء لشعوبها، وتحتاج شبكات توليد الكهرباء الكبيرة لاستثمارات ضخمة لبنائها وصيانتها، وهي غير متوافرة.

لذلك، يرى الكاتب أن مستقبل توفير الطاقة في القارة السمراء سيكون من خلال الطاقة المتجددة -خصوصًا الشمسية- من خلال الشبكات الصغيرة.

وعلى سبيل المثال: تدشن دولة غانا 11 مشروعًا من هذا النوع في مناطق مختلفة، بتمويل من البنك الدولي.

ويوفّر المشروع الرئيس منها 5 شبكات صغيرة، تولّد كهرباء من الطاقة الشمسية لنحو 10 آلاف شخص، يعيشون في الجزر المحيطة بنهر "فولتا".

وتوقّع صندوق النقد الدولي -في تقرير صادر العام الماضي- أن معظم الكهرباء التي ستستهلكها أفريقيا في 2100 سيكون مصدرها الشمس والرياح.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق