آيرينا: السعودية ومصر تقودان التحول الأخضر.. والمصالح الخاصة تمنعنا من التحرك السريع
فرانشيسكو لا كاميرا: مصادر الطاقة المتجددة هي الأرخص لتوليد الكهرباء
دينا قدري
أكد المدير العامّ للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا"، فرانشيسكو لا كاميرا، الحاجة الملحّة إلى التحوّل الجذري في أنظمة الطاقة، وأهمية وضع السياسات اللازمة لتوسيع نطاق مصادر الطاقة المتجددة.
وأشاد في هذا الصدد بخطوات المملكة العربية السعودية، ومصر، في تبنّي مشروعات الهيدروجين، والإعلان عن خطوات فعلية.
وقال -في تصريحات لصحيفة عرب نيوز-: "إن عام 2030 هو الوقت الحاسم الذي نحتاج فيه إلى مواءمة نظام الطاقة مع أهداف التنمية على المدى القريب، والأهداف المناخية طويلة المدى".
قمة المناخ
يستعد ممثّلو الحكومات وعدّة مسؤولين للاجتماع في غلاسكو بدءًا من 31 أكتوبر/تشرين الأول، لحضور مؤتمر الأمم المتحدة الـ26 حول تغيّر المناخ (كوب 26)، وهي الفرصة التي يأمل المراقبون أن تؤدي إلى تغيير فعلي.
قبل أشهر قليلة من انعقاد القمة، حددت أكثر من 170 دولة أهدافًا للطاقة المتجددة، إذ أدرجت العديد منها في إسهاماتها المحددة وطنيًا.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الاقتصادات الكبرى التي تمثّل 70% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية لديها الآن أهداف للحياد الكربوني بحلول عام 2050، وتقوم الأسواق الآن بتسعير تحوّل الطاقة.
أهداف المنطقة العربية
في هذا الصدد، أوضح لا كاميرا أن التوقعات عالية بالنسبة إلى جميع الدول، بما فيه ذلك تلك الموجودة في المنطقة العربية، مشددًا على أنه من الضروري أن تنقل قمة "كوب 26" العالم من الحوار إلى العمل.
وأضاف أن العديد من الدول في المنطقة العربية أظهرت بالفعل مدى جدّيتها في التحوّل إلى الطاقة المتجددة.
وتابع: "الإعلان عن مشروع هيدروجين أخضر بقيمة 4 مليارات دولار في مصر، والخطة الطموحة لبناء أكبر محطة للهيدروجين الأخضر في العالم في السعودية، وافتتاح أول منشأة هيدروجين أخضر على نطاق صناعي في الإمارات، جميعها تشير إلى منطقة تطلعية تتبنى بشكل متزايد تحوّل الطاقة.. ولكن هناك الكثير مما يتعيّن القيام به".
أقل تكلفة
شدّد المدير العامّ لـ"آيرينا" على أن مصادر الطاقة المتجددة أصبحت المصدر الرئيس والأرخص لتوليد الكهرباء في العالم.
وقال: "هذه حقيقة، وستؤدي إلى استخدام مصادر الطاقة المتجددة بشكل ملحوظ".
وتابع: "تشير أحدث بياناتنا إلى أن معظم مصادر الطاقة المتجددة الجديدة تتفوق على الفحم من حيث التكاليف، وهذا تغيّر في قواعد اللعبة، ويمكن استخدامه لزيادة الطموح".
التحدي السياسي
أكد لا كاميرا أن "الوقت قد حان الآن لترجمة الطموح إلى أفعال من خلال بعض الخطوات التي حددتها الوكالة الدولية للطاقة المتجددة في خارطة الطريق الخاصة بنا لتوقعات تحوّل الطاقة العالمية إلى مستقبل 1.5 درجة".
وقال، إن وضع السياسات والأطر التنظيمية والتقنية والاقتصادية لتمكين الدول من توسيع نطاق مصادر الطاقة المتجددة سيكون أمرًا لا غنى عنه للنجاح الجماعي للعالم.
وأوضح أن "التحدي الحقيقي اليوم لا يتعلق بالتكنولوجيا أو التكاليف أو تدفّقات الاستثمار.. الشيء الرئيس الذي يمنعنا من التحرك بشكل أسرع هو المصالح الخاصة والإرادة السياسية.. يجب أن تعكس عملية صنع القرار في السياسة والاستثمار مدى إلحاح المهمة المطروحة".
اقرأ أيضًا..
- في سيناريو 1.5 درجة مئوية.. تحول الطاقة يحفز نمو الاقتصاد العالمي
- آيرينا ترحب بإطار عمل جديد للتحول العادل والشامل للطاقة
- آيرينا تدعو لتعاون الاقتصادات المتقدمة لدعم تحول الطاقة في الدول النامية
- شراكة جديدة بين سيمنس و"آيرينا" للتعاون في مجال الطاقة المتجددة