هل إجبار شركات النفط العالمية على خفض الإنتاج سيقلل من الانبعاثات؟ (تقرير)
نوار صبح
- اتهامات لشركات النفط الوطنية بعدم مراعاة الشفافية في الإبلاغ عن الانبعاثات
- يتركّز التغيير على معالجة الطلب على الطاقة المعتمدة على الكربون
- تشغيل المركبات الكهربائية يعوّض الإيرادات المفقودة من بيع البنزين
لا يبدو أن الوعود التي تقطعها شركات النفط العالمية العملاقة للالتزام بمكافحة التغيّر المناخي وخفض انبعاثاتها، من خلال ضريبة الكربون وخفض إنتاجها، وتعهداتها بتحوّل الطاقة، ستخفّف وطأة الضغوط المفروضة عليها محليًا وإقليميًا ودوليًا.
ورغم أن مواقف تلك الشركات العملاقة شهدت تغيرًا ملحوظًا في الأشهر الـ12 الماضية -بحسب مجلة "فوربس"- يستمر الجدل الهادف إلى إيجاد بدائل مستدامة ترضي جميع الأطراف، في ظل مخاوف حقيقية من تأثّر الأنشطة الاقتصادية جرّاء الاستغناء عن الوقود الأحفوري تدريجيًا.
وترى شركات النفط الكبرى -التي تخضع لضغوط ترمي للحد من استخراج الوقود الأحفوري- أن النتيجة لن تؤدي إلى تقليل الانبعاثات العالمية، لأن الطلب على الوقود التقليدي لن يتغيّر، حسبما أوردت وكالة بلومبرغ.
نتائج خفض إنتاج النفط
يقول الرئيس التنفيذي لشركة شل، بن فان بيردن، إن توقّف شركة شل عن بيع البنزين والديزل اليوم، سيخفّض -بالتأكيد- انبعاثات الكربون لشركة شل، وسوف يملأ الناس سياراتهم وشاحنات النقل في محطات الخدمة الأخرى، ولن يستفيد العالم استفادة ملموسة.
وتوضّح صناعة الطاقة أن خفض الإنتاج سيتسبّب فقط في ارتفاع الطلب، ولهذا تحتاج شركات النفط مواصلة إمداد النفط حتى في أثناء انتقالها إلى طاقة نظيفة.
- شركات النفط والغاز تغير نظرتها في تحول الطاقة (تقرير)
- غازبروم تحذر من انهيار الاقتصاد العالمي حال توقف الاستثمار في النفط
- بي بي تنضم إلى تحالف نرويجي لتطوير الرياح البحرية في بحر الشمال
ويضيف بن فان بيردن أن حصة السوق -التي تنازلت عنها شركات النفط العالمية العملاقة مثل شل- تذهب إلى شركات النفط الوطنية، دون مراعاة الشفافية في الإبلاغ عن الانبعاثات، وفي غياب المساءلة أمام المستثمرين من القطاع الخاص، وهذا يمثّل خطرًا حقيقيًا.
وقد يتفاقم الوضع مع تزايد عدد الأشخاص المقتنعين بأن ذروة الطلب على النفط قد تكون وشيكة.
وتستفيد المنشآت وشركات صناعة السيارات -بالفعل- من الانخفاض المستمر في تكاليف الكهرباء المتجددة وبطاريات الليثيوم أيون، والمحاكم، مثل المحكمة الهولندية التي أمرت شركة "رويال داتش شل" بخفض الانبعاثات بنسبة 45% هذا العقد، في بيئة العمل المواتية لخفض الانبعاثات.
إستراتيجية خفض الطلب على النفط
يقول الرئيس التنفيذي لشركة شل، بن فان بيردن، إن لدى شل 3 عوامل لتقليل الطلب على النفط، وهي: الضغط من أجل تبنّي سياسات التغيّر المناخي، والاستثمار في التقنيات النظيفة، والانتقال إلى مشروعات الطاقة النظيفة.
وأكد ضرورة التعاون والعمل مع المجتمع والحكومات والمتعاملين لتحقيق تغيير حقيقي وهادف في نظام الطاقة في العالم، إذ يُعنى هذا التغيير بمعالجة الطلب على الطاقة المعتمدة على الكربون، لا إمداداتها فقط.
ويشير بن فان بيردن إلى أن الإنفاق الحكومي على البحث والتطوير في مجال الطاقة لم يزد بشكل كبير، وفقًا لبيانات وكالة الطاقة الدولية، في حين أن توفير الأموال لتسريع الابتكار يؤدي إلى تسريع انتقال الطاقة.
خيارات شركات النفط
من الخيارات المتاحة أمام شركات النفط الاستثمار في أعمال الطاقة النظيفة، مثل توليد الكهرباء المتجددة وتوزيعها وشحن المركبات الكهربائية ووقود الطائرات المستدام والهيدروجين منخفض الكربون واحتجاز الكربون وتخزينه.
وعلاوة على ذلك، ترى شركات النفط في تشغيل المركبات الكهربائية تعويضًا عن إيراداتها المفقودة من بيع البنزين إلى سيارات محركات الاحتراق الداخلي.
ووفقًا لتقديرات نشرة بلومبرغ لتمويل الطاقة الجديدة، تحتاج المركبات الكهربائية عالية الكفاءة إلى أقل من نصف الطاقة لقطع المسافة نفسها التي تقطعها السيارات التي تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي.
ولأن هوامش الربح على الكهرباء تكون -عادة- أقل من تلك الموجودة على الوقود، يمكن لشركات النفط توفير طاقة أقل لكل مركبة كهربائية وتحقيق أرباح أقل من الطاقة التي توفرها.