انقلاب مالي يتسبب في تعليق مشروعات الطاقة الشمسية
الحكومة طلبت تخفيض أسعار تعرفة الكهرباء من سكاتك النرويجية
حياة حسين
تسبّب الانقلاب العسكري في دولة مالي الأفريقية قبل 3 أسابيع في توقّف مفاوضات كانت تُجريها الحكومة المُقالة مع مجموعة من الشركات الإماراتية والنرويجية، لإقامة عدد من مشروعات الطاقة الشمسية في البلاد.
وقال رئيس قطاع ترويج الاستثمار في مالي، إبراهيم توري، إن بلاده كانت تُجري مفاوضات مع الشركات، بغرض الاستثمار في مجموعة مشروعات للطاقة الشمسية، كانت طرحتها الحكومة المُقالة لتغطية العجز الشديد في الكهرباء في البلاد، ومن بين تلك الشركات "سكاتك سولار" النرويجية.
التفاوض مع سكاتك سولار
أضاف توري -في تصريحات خاصة إلى منصة "الطاقة"، على هامش منتدى ترويج الاستثمار الأفريقي، الذي اختتم أعماله في مدينة شرم الشيخ المصرية أمس الأحد- أن شركة مرفق الكهرباء الوطنية تتفاوض مع سكاتك سولار منذ سنوات لتنفيذ المشروع، لكن لم تتوصل إلى اتفاق حتى حدث الانقلاب وعطّل المفاوضات.
وأعفى الشهر الماضي الكولونيل آسيمي غويت كلًا من الرئيس ورئيس الوزراء الماليين من منصبهما، قبل اعتقالهما.
وقدّمت سكاتك عرضًا من قبل يتضمن سعرًا مرتفعًا للحكومة، التي كانت ستشتري الكهرباء ثم تعيد شركة المرافق بيعها إلى المواطنين الماليين، وكانت المفاوضات الأخيرة بين الجانبين تدور حول خفض سعر الكهرباء، وفق توري.
وتابع أنه قابل ممثل شركة سكاتك في فرعها في مصر خلال المنتدى، وأعاد طلب خفض السعر حتى تتمكّن الشركة من تنفيذ المشروع.
مد شبكة الكهرباء
تعاني مالي انخفاض تغطية الكهرباء في مدنها إلى 30% فقط.
وقال توري إن الشبكة الوطنية لا تغطي سوى 30% من المدن المالية، إذ تحتاج البلاد إلى استثمارات ضخمة لمد الشبكة ونقل الكهرباء إلى باقي المدن.
وأضاف أن "مالي دولة كبيرة جدًا، وعدد سكانها منخفض وهم منتشرون في القرى والمدن البعيدة عن العاصمة التي تتمتع بتوافر الكهرباء طوال اليوم، لكن في الصيف تعاني انقطاعها بعض الوقت".
وتعتمد مالي على توليد الكهرباء من النفط، والطاقة الكهرومائية، والثانية هي المصدر الأول والأكبر.
توليد الكهرباء من السدود
تٌولّد الكهرباء من خلال مجموعة سدود موجودة على نهر النيجر، ثاني أطول نهر في القارة الأفريقية بعد نهر النيل، ويمتد في مالي والسنغال وغينيا والنيجر ونيجيريا، وفق توري.
وأوضح أن مالي تولّد كهرباء من النفط المستورد بشكل رئيس من الجزائر، وتتوقع حكومات البلاد المتعاقبة وجود نفط في المناطق الشمالية.
وقال توري إن "جاراتها -مثل الجزائر والنيجر- يوجد بها نفط في مناطق قريبة، ومن الطبيعي توقع وجود نفط في الشمال، لكن أزمة مالي تتلّخص في الاستثمارات الضخمة المطلوبة وعدم الاستقرار السياسي".
ويُذكر أن الانقلاب العسكري الأخير هو الثاني بعد 9 أشهر فقط من الانقلاب السابق في مالي.
اقرأ أيضًا..