قفزة بقدرات الطاقة المتجددة في أستراليا.. والشمس تتفوق على الرياح
تراجع الكهرباء المنتجة من الوقود الأحفوري في نيو ساوث ويلز بنسبة 7.2%
محمد فرج
- ارتفع إجمالي الإنتاج من مشروعات الطاقة الشمسية بنسبة 36.2% العام الماضي
- تلقّى إنتاج الكهرباء من محطات الفحم الأسود ضربة كبيرة إذ انخفض بنسبة 6.8%
- تراجعت الكهرباء المنتجة من الوقود الأحفوري إلى 75.6% في عام 2020
- نمت كمية الكهرباء المنتجة من مصادر الطاقة المتجددة بنسبة 16.3% في عام 2020
تشهد أستراليا انتعاشة كبيرة في مشروعات الطاقة المتجددة، وتجاوزت الحصة السوقية لمصادر الطاقة المتجددة نظيرتها من إنتاج الكهرباء من الوقود الأحفوري لأول مرة.
وتفوّقت الطاقة الشمسية على طاقة الرياح بوصفها أكبر مصدر للكهرباء المتجددة في أستراليا العام الماضي، إذ ساعد النمو القوي في كل من المنشآت الكبيرة والصغيرة الحجم في زيادة حصة السوق من مصادر الطاقة المتجددة إلى 24.4%.
ونمت كمية الكهرباء المنتجة من مصادر الطاقة المتجددة بنسبة 16.3% عام 2020، لتصل إلى 64.6 ألف غيغاواط/ساعة، في حين ظل الاستهلاك الإجمالي للكهرباء دون تغيير فعليًا، وفقًا للإصدار الأخير من إحصاءات الطاقة الأسترالية، حسب ما نشره موقع رينيو إيكونومي.
انخفاض كبير
تراجعت الكهرباء المنتجة من الوقود الأحفوري إلى 75.6% في عام 2020، وهو انخفاض كبير عما كانت عليه قبل بضع سنوات فقط، من 84.8% المسجلة في عام 2017.
وتلقّى إنتاج الكهرباء من محطات الفحم الأسود ضربة كبيرة، إذ انخفض بنسبة 6.8%، بينما لا يزال يوفّر قرابة 41% من إجمالي توليد الكهرباء في أستراليا، في حين زاد الإنتاج من محطات الفحم البني بنسبة 3%.
وحدثت أكبر التراجعات في إنتاج الكهرباء العاملة بالفحم في نيو ساوث ويلز، إذ انخفض بنسبة 7.2% في عام 2020، وفي كوينزلاند انخفض بنسبة 6%.
الطاقة الشمسية تتصدّر
بفضل الارتفاع الهائل في الإنتاج من كل من المنشآت الشمسية الصغيرة والكبيرة الحجم، أصبحت الطاقة الشمسية الآن أكبر مصدر للكهرباء المتجددة في أستراليا، متجاوزة طاقة الرياح لأول مرة.
والعام الماضي، ارتفع إجمالي الإنتاج من مشروعات الطاقة الشمسية بنسبة 36.2%، بينما أضافت المنشآت الصغيرة على الأسطح 27.5%، وزاد إجمالي الإنتاج من منشآت الطاقة الشمسية في أستراليا بنسبة هائلة بلغت 1368% في 5 سنوات فقط.
وارتفع إنتاج الكهرباء المتجددة بأكثر من 20% في كل ولاية وإقليم، باستثناء ولايتي تسمانيا وجنوب أستراليا، حيث توفر مصادر الطاقة المتجددة بالفعل أكثر من نصف طاقة الولاية.
وتظهر البيانات الأخيرة الوتيرة المتسارعة للتغيير الذي يحدث في سوق الكهرباء الأسترالية والتحوّل الدراماتيكي بعيدًا عن الفحم والغاز نحو مصادر الطاقة المتجددة.
سلسلة إصلاحات
شدد وزير الطاقة الفيدرالية وخفض الانبعاثات، أنغوس تايلور، على أن حكومة موريسون رأت الحاجة إلى إبقاء الوقود الأحفوري في السوق.
وقال تايلور في بيان: "تركيزي هو ضمان أن يظلّ نظام الطاقة الأسترالي موثوقًا وميسور التكلفة لجميع الأستراليين، وبالفعل حققنا طفرة في الطاقة المتجددة، لكنّ مصادر الطاقة المتجددة تحتاج إلى جيل موثوق لدعمها والحفاظ على الأسعار عندما لا تشرق الشمس ولا تهب الرياح".
وأضاف: "ستستمر الحاجة إلى مصادر موثوقة للطاقة، مثل الفحم والغاز، للحفاظ على الإضاءة وتوفير الطاقة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع للمنازل والشركات".
وصادق تايلور على سلسلة من الإصلاحات لسوق الكهرباء الرئيسة في أستراليا -اقترحها مجلس أمن الطاقة لأول مرة- التي من شأنها إنشاء آلية جديدة لمكافأة المولدات "القابلة للتوزيع" ماليًا للبقاء في السوق لفترة أطول.
الطاقة من الوقود الأحفوري
يستمر الاستثمار في مشروعات طاقة الرياح والطاقة الشمسية الجديدة في النمو، وطلبت مولدات الفحم والغاز الحالية من الحكومة والمنظمين التدخل بفاعلية في إنشاء سوق جديدة.
والحل -الذي اقترحه مجلس أمن الطاقة- من شأنه أن يخلق التزامًا فعليًا بموثوقية بائع التجزئة، الذي من شأنه أن يدفع إلى محطات الكهرباء الكبيرة العاملة بالوقود الأحفوري، للحفاظ على قدرتها التوليدية في السوق، ما قد يؤخّر إغلاقها، لأن أسطول المولدات المتقادم أصبح تجاريًا غير قادر على صيانته.
وقال تايلور -في تصريحات سابقة على هامش مشاركته في مؤتمر للطاقة في مايو/أيار الماضي-: "سيكون من الضروري تحفيز مولداتنا الحرارية الحالية على البقاء في سوقنا ما دامت هناك حاجة إليها".
توسعة الشبكات
تعتزم أستراليا إنشاء أطول خط لنقل الكهرباء في البلاد بقيمة 1.76 مليار دولار أميركي، لاستيعاب القدرات المنتجة من محطات طاقة الرياح والطاقة الشمسية، ونقلها بكل سهولة على الشبكات الكهربائية، حسب ما نشرته وكالة رويترز.
ويبلغ طول الخط قرابة 900 كيلومتر بين جنوب أستراليا ونيو ساوث ويلز، بعد أن خفّضت الشركات تكلفته بنسبة 4%.
جدير بالذكر أن الشبكة الأسترالية أُنشئت لنقل الكهرباء المنتجة من محطات الفحم وتعمل دائمًا بالقرب من 3 مناطق تعدين كبيرة، لكنّها واجهت مشكلات على مدى السنوات الـ5 الماضية، ووُصّلت محطات الرياح والطاقة الشمسية -التي توفر كهرباء متقطعة- بأجزاء من الشبكة في مواقع نائية، حيث توجد قدرة محدودة.
انتقادات للحكومة
رغم الخطوات الكبيرة التي تخطوها الدولة للتوسّع في مشروعات الطاقة المتجددة، فإنها واجهت انتقادات عديدة من قِبل مجلس الطاقة النظيفة في أستراليا، الذي أبدى اعتراضه على قرار الحكومة الفيدرالية بناء محطة كهرباء جديدة تعمل بالغاز في نيو ساوث ويلز.
ووصف القرار بأنه يعوق جهود أستراليا لتقديم كهرباء منخفضة التكلفة، وخطة خفض الانبعاثات، وبناء نظام طاقة موثوق.
وقال الرئيس التنفيذي لمجلس الطاقة النظيفة، كين ثورنتون، إن تدخل الحكومة بشكل مباشر لبناء جيل عالي التكلفة "ليس فقط استخدامًا سيئًا لأموال دافعي الضرائب، وإنما يحدّ من ثقة المستثمرين في الجيل الجديد".
اقرأ أيضًا..
-
مذكرة تفاهم لتطوير مشروعات الهيدروجين الأخضر في أوروبا وأستراليا
-
أستراليا تواجه انتقادات جديدة لتمويل محطة كهرباء تعمل بالغاز
Thanks