صافر.. الأمم المتحدة تحذر من كارثة أكبر تسرب نفطي تهدد البحر الأحمر
قد تستغرق سنوات حتى تتعافى النظم البيئية والاقتصادات
دينا قدري
- الملايين في السعودية واليمن معرّضون للتلوث في غضون 24-36 ساعة
- صافر قد تحدث تسربًا نفطيًا أكبر 4 مرات من كارثة إكسون فالديز
- جماعة الحوثي تمنع الخبراء الدوليين من الوصول إلى ناقلة النفط المتهالكة
- السعودية وصفت الناقلة بالتهديد الكبير لكل الدول المطلة على البحر الأحمر
- لم تخضع ناقلة النفط صافر لأي صيانة منذ أكثر من 6 سنوات
- تحتوى على 1.1 مليون برميل وترسو على بعد 60 كيلومترًا من ميناء الحديدة
- تقدر تكاليف التنظيف للتسرب بـ20 مليار دولار أميركي
حذّرت مسؤولة البيئة في الأمم المتحدة من تزايد خطر حدوث تسرّب نفطي هائل في البحر الأحمر، في ظل منع جماعة الحوثي الخبراء الدوليين من الوصول إلى ناقلة النفط المتهالكة صافر.
وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، إنغر أندرسن -خلال اجتماع مجلس الأمن حول الناقلة-: "في حالة نشوب حريق أو انفجار يُمكن أن يتعرّض نحو 4.8 مليون شخص في اليمن و350 ألف شخص في السعودية إلى مستويات ضارة من التلوّث في غضون 24-36 ساعة".
وأضافت: "ما زلنا لا نعرف الحالة الدقيقة للسفينة، ولا الحل الأفضل للتعامل مع 1.1 مليون برميل من النفط في ناقلة قديمة تقع في منطقة حساسة بيئيًا في البحر الأحمر".
كارثة تاريخية
أوضحت الأمم المتحدة أن الناقلة صافر لديها القدرة على إحداث تسرُّب نفطي أكبر 4 مرات من كارثة إكسون فالديز في ألاسكا، في عام 1989، التي شملت 257 ألف برميل من النفط، واستغرق تنظيفها عدة سنوات.
وأجرت الأمم المتحدة مناقشات مكثفة -لكنها غير ناجحة- مع الحوثيين خلال الأيام الـ10 الماضية، لمحاولة التغلُّب على الخلافات، وفي غضون ذلك، تعمل مع شركاء على خطط طوارئ في حالة حدوث السيناريو الأسوأ.
وحذّرت أندرسن من أنه "حتى لو بدأت أنشطة الاستجابة فور حدوث تسرّب نفطي، فإن الأمر سيستغرق سنوات حتى تتعافى النظم البيئية والاقتصادات"، وفقًا لما نقلته إذاعة فويس أوف أميركا.
ورقة سياسية
اتّهم مبعوث اليمن إلى الأمم المتحدة المتمردين باستخدام الوضع بوصفه ورقة مساومة سياسية، بما يمثل خطرًا كبيرًا على السكان.
ومن جانبه، أعرب مجلس الأمن -المؤلَّف من 15 دولة- عن "قلقه البالغ" من الخطر المتزايد من أن الناقلة قد تتحطّم أو تنفجر.
وقال الأعضاء إنهم يتوقّعون من الحوثيين تسهيل الوصول غير المشروط والآمن لبعثة التقييم التابعة للأمم المتحدة "دون مزيد من التأخير".
محاولات مستمرة
يسعى مسؤولو الأمم المتحدة للوصول إلى الناقلة صافر منذ أكثر من عامين، لتقييم سلامتها وإجراء إصلاحات خفيفة وسحبها في النهاية إلى ميناء آمن لإزالة النفط.
ومع ذلك، تراجع المتمردون الحوثيون الذين يسيطرون على المنطقة عدة مرات عن وعودهم بالسماح بحدوث ذلك.
واعتقدت الأمم المتحدة، في نوفمبر/تشرين الثاني، أنها توصلت أخيرًا إلى اتفاق مع الحوثيين، ولكن أوضحت أندرسن أن العقبات السياسية واللوجستية حالت دون انتشار البعثة الأممية.
ولا تزال ناقلة النفط -البالغة من العمر 45 عامًا- راسية على بُعد 60 كيلومترًا من شمال غرب ميناء الحديدة الرئيس في البلاد.
ولم تخضع الناقلة لأي صيانة منذ أكثر من 6 سنوات، وتشعر الأمم المتحدة بالقلق من أنها تتحلّل جسديًا، وأن الغازات القابلة للاشتعال قد تتراكم في بعض مناطق السفينة.
تداعيات الكارثة
طالب اليمن المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالقيام بمسؤولياتهما والتدخل من أجل وقف هذه الكارثة، والضغط على ميليشيا الحوثي، لوقف المتاجرة بملف صافر والسماح لبعثة الأمم المتحدة بالوصول إليها.
وجاء ذلك بعد أن صدرت دراسة أعدتها منظمة البحث السويسرية -بالتعاون مع شركتي كاتبولت وريسك أوير- عن تقييم الأثر لاحتمالات تسرّب صافر أو انفجارها أو غرقها بين أبريل/نيسان ويونيو/حزيران 2021.
ولخّصت الدراسة الأثر الاقتصادي المتوقَّع للكارثة، في ظل توقّف عمليات ميناءي الحديدة والصليف لمدة شهرين إلى 3 أشهر.
وهو الأمر الذي سيحدّ من واردات الوقود والغذاء، ويعرّض وظائف عمال الموانئ للخطر، ما سيؤثر بدوره على إنتاج الكهرباء والخدمات الصحية والنقل وارتفاع أسعار الوقود والمواد الغذائية.
وقدّرت الدراسة تكلفة التأثير العام وتكاليف التنظيف العالية للتسرّب النفطي بـ20 مليار دولار أميركي، مشددة على أن انسكاب النفط في المياه ستكون له تأثيرات أكبر بكثير وأطول أمدًا من إطلاق الجسيمات من خلال النار.
تحذير السعودية
كانت السعودية قد وصفت ناقلة النفط صافر بأنها تشكّل تهديدًا لكل الدول المطلة على البحر الأحمر.
فقد أرسل المندوب الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة، عبدالله المعلمي، رسالة تحذير إلى مجلس الأمن الدولي، في سبتمبر/أيلول الماضي، بعد رصد بقعة نفطية على مسافة 50 كيلومترًا إلى الغرب من الناقلة المتهالكة.
وأشارت السعودية إلى أن الناقلة صافر وصلت إلى حالة حرجة، مؤكدة أن الوضع يمثّل تهديدًا خطيرًا يجب ألا يُترك دون معالجة.
تاريخ صافر
يُعدّ صافر خزانًا نفطيًا عائمًا شبه ثابت في المياه اليمنية العميقة بالقرب من ميناء الحديدة، ومحطة تصدير للنفط.
وبدأ استخدامه بوصفها ناقلة نفط عملاقة بعد أن انتهت شركة هيتاشي زوسين من تصنيعها في اليابان، في عام 1976، تحت اسم إسو اليابان.
واشتُريت لصالح اليمن عام 1986، وأُرسلت إلى كوريا الجنوبية، لتحويلها إلى خزان عائم من أجل تصدير النفط القادم من مأرب.
وكانت هناك حاجة إلى صافر بسبب ضحالة الشواطئ اليمنية في البحر الأحمر، إذ يتعذّر على ناقلات النفط المجيء إليها، ما دفع إلى بناء منصة عائمة من باخرة ضخمة، وتركيزها وسط البحر في المياه العميقة، وتوصيلها بالميناء بأنبوب نفط.
اقرأ أيضًا..
- صافر.. قنبلة موقوتة تهدد العالم بأكبر كارثة تلوث نفطي
- اليمن يطالب مجلس الأمن بالضغط على مليشيا الحوثي لتلافي كارثة خزان صافر
- رسالة عاجلة من السعودية لمجلس الأمن: "صافر" بدأت تسريب النفط