آسيا ترفض دعوة "وكالة الطاقة" إلى وقف الاستثمارات في الوقود الأحفوري
أكدت أنها لا تتماشى مع جميع السياسات
دينا قدري
رفض مسؤولو الطاقة الآسيويون دعوة وكالة الطاقة الدولية إلى وقف الاستثمارات الجديدة في الوقود الأحفوري، واصفين إياها بأنها لا تتماشى مع سياساتهم، وفقًا لما نقلته وكالة رويترز.
وقالت شركات الطاقة في أستراليا ومسؤولون في اليابان والفلبين، إن هناك عديدًا من الطرق للوصول إلى الحياد الكربوني، حتى إذا قالت وكالة الطاقة إن مسارها هو الأكثر جدوى من الناحية الفنية وفاعلية التكلفة والقبول الاجتماعي.
وأصدرت وكالة الطاقة الدولية أمس الثلاثاء، تقريرًا يحدِّد مسار الحياد الكربوني، إذ يقترح وقف الاستثمارات الجديدة في إمدادات النفط والغاز والفحم، وإيقاف المحطات التي تعمل بالفحم في الاقتصادات المتقدمة بحلول عام 2030، وحظر مبيعات السيارات الجديدة ذات محركات الاحتراق الداخلي بحلول عام 2035.
أمن الطاقة في اليابان
أكد نائب مدير الشؤون الدولية في وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية، أكيهيسا ماتسودا، أن الحكومة ليست لديها خطط لوقف استثمارات النفط والغاز والفحم على الفور.
وقال: "التقرير يقدم اقتراحًا واحدًا حول كيف يمكن للعالم أن يخفّض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وصولًا إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050، لكنه لا يتماشى بالضرورة مع سياسة الحكومة اليابانية".
وتابع: "اليابان بحاجة إلى حماية أمن الطاقة لديها بما في ذلك الإمداد المستقر للكهرباء، لذلك سنوازن هذا مع هدفنا المتمثل في أن نصبح محايدين للكربون بحلول عام 2050".
كانت اليابان ثالث أكبر مصدّر لانبعاثات الكربون في المنطقة في عام 2019، بعد الصين والهند، وفقًا للمراجعة الإحصائية للطاقة لشركة بريتيش بتروليوم.
أستراليا تواصل التمويل
من جانبها، تعهّدت أستراليا، اليوم الأربعاء، بتقديم 600 مليون دولار أسترالي (467 مليون دولار أميركي) من أموال دافعي الضرائب، لبناء محطة كهرباء جديدة تعمل بالغاز لدعم طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وهو ما وصفه وزير الطاقة أنغوس تايلور بأنه خطوة عملية.
وشددت أكبر مجموعات ضغط في صناعة النفط والغاز والتعدين في أستراليا -أكبر مصدّر لانبعاثات الكربون للفرد من بين أغنى دول العالم- على أنه "لا يوجد حجم واحد يناسب الجميع" لإزالة الكربون.
وقال الرئيس التنفيذي للرابطة الأسترالية لإنتاج النفط واستكشافه، أندرو ماكونفيل: "تقرير وكالة الطاقة الدولية لا يأخذ في الاعتبار تقنيات الانبعاثات السلبية المستقبلية والتعويضات من خارج قطاع الطاقة، وهما شيئان من المحتمل حدوثهما وسيسمحان بالتطوير الحيوي والضروري لحقول النفط والغاز في المستقبل".
كما أعلنت شركة وودسايد بتروليوم -أكبر منتج مستقل للغاز في أستراليا- أنها لا تزال تهدف إلى اتخاذ قرار استثماري نهائي لاستثمار 11 مليار دولار لتطوير حقل غاز جديد قبالة غرب أستراليا في أواخر عام 2021.
تقويض تطلعات الفلبين
في الفلبين، حيث من المقرر أن يكون الفحم مصدر الطاقة المهيمن لسنوات حتى بعد حظر مقترحات إنشاء محطات فحم جديدة، أشار وزير الطاقة ألفونسو كوسي إلى أن انتقال الطاقة يجب أن يكون "محايدًا للوقود والتكنولوجيا".
وقال إن قطع التمويل عن النفط والغاز والفحم دون النظر في الكفاءة والقدرة التنافسية من شأنه أن "يقوّض تطلعات الفلبين للانضمام إلى صفوف الدول ذات متوسط الدخل الأعلى".
اقرأ أيضًا..
- وكالة الطاقة: تعهدات الحياد الكربوني غير كافية.. وخارطة طريق لتفادي الأزمة
- تكاليف ضخمة وعقبات سياسية.. هدف الحياد الكربوني يواجه صعوبات (تقرير)
- وكالة الطاقة الدولية تدعو صانعي السيارات للاستثمار في التقنيات النظيفة