سياراتأخبار السياراتسلايدر الرئيسية

منجم ليثيوم جديد يقلل اعتماد أميركا على المصادر الأجنبية

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • رغم أن الولايات المتحدة تمتلك نصيبًا من أكبر الاحتياطيات في العالم، فإنها تستورد معظم الليثيوم الخام، المستخدم محليًا، من أميركا اللاتينية أو أستراليا.
  • غالبًا ما ينطوي إنتاج المواد الخام مثل الليثيوم والكوبالت والنيكل اللازمة لهذه التقنيات عن أضرار للأراضي والمياه والحياة البرية والبشر.
  • يتم غض الطرف، جزئيًا، عن هذه الخسائر البيئية، بسبب السباق القائم بين الولايات المتحدة والصين وأوروبا والقوى الكبرى الأخرى للسيطرة على المعادن.
  • سيجري استخراج الليثيوم عن طريق خلط الطين المستخرج من سفح الجبل بما يصل إلى 5800 طن يوميًا من حامض الكبريتيك.

دفع تسابق شركات تصنيع السيارات لإنتاج أعداد كبيرة من السيارات الكهربائية، الولايات المتحدة إلى بذل قصارى جهدها لإيجاد إمدادات جديدة من الليثيوم.

ورغم أن الولايات المتحدة تمتلك نصيبًا من أكبر الاحتياطيات في العالم، فإنها تستورد معظم الليثيوم الخام -المستخدم محليًا- من أميركا اللاتينية أو أستراليا، وتجري معالجة معظمه وتحويله إلى خلايا بطاريات في الصين ودول آسيوية أخرى، حسبما أفادت صحيفة "سياتل تايمز" الأميركية.

ويستعد العمال للشروع في تفجير وحفر حفرة عملاقة على قمة بركان خامد منذ مدة طويلة في شمال ولاية نيفادا؛ لتكون أول منجم جديد لليثيوم على نطاق واسع في الولايات المتحدة منذ أكثر من عقد، ويُعدّ الإمداد المحلي الجديد مكونًا أساسيًا لبطاريات السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة.

ومن المتوقع أن يساعد المنجم، الذي شُيِّد على أراضٍ فيدرالية مستأجرة، في تقليل اعتماد الولايات المتحدة -شبه الكلي- على مصادر الليثيوم الأجنبية.

اعتراض سكان المنطقة والمجموعات البيئية

أثار المشروع، المعروف باسم "ليثيوم أميركاز"، احتجاجات مربيّ الماشية، والمجموعات البيئية، وأفراد قبيلة أميركية أصلية: لأنه من المتوقع أن يستنزف مليارات ليترات المياه الجوفية العذبة، ولربما يتسبب في تلويث بعضها لمدة 300 عام، عدا عن كومة النفايات العملاقة التي سيخلفها.

وتلوح في الأفق بوادر موجة احتجاج بيئية في جميع أنحاء العالم؛ لكون السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة ليست خضراء كما تبدو، وغالبًا ما ينطوي إنتاج المواد الخام -مثل الليثيوم والكوبالت والنيكل- اللازمة لهذه التقنيات عن أضرار للأراضي والمياه والحياة البرية والبشر.

الجدير بالذكر أنه يتم غض الطرف -جزئيًا- عن هذه الخسائر البيئية: بسبب السباق القائم بين الولايات المتحدة والصين وأوروبا والقوى الكبرى الأخرى للسيطرة على المعادن التي يمكن أن تساعد البلدان على تحقيق الهيمنة الاقتصادية والتكنولوجية لعقود مقبلة.

ويرى محللون أن غض الطرف والتغاضي عن هذه المنافسة، في الأشهر الأخيرة، وفي جميع أنحاء الولايات المتحدة، يعود إلى انتهاج أفضل السبل لاستخراج وإنتاج كميات كبيرة من الليثيوم بطرق أقل تدميراً بكثير من الطريقة المعتمدة في التعدين على مدى عقود من الزمن.

خطط المستثمرين

يدعم بعض المستثمرين البدائل بما في ذلك خطة استخراج الليثيوم من المياه المالحة تحت أكبر بحيرة في كاليفورنيا "سالتون سي" على بعد نحو 965 كيلومترًا جنوب موقع مشروع "ليثيوم أميركاز".

ويخطط المستثمرون في "سالتون سي" لاستخدام حبات مغلفة خصيصًا لاستخراج ملح الليثيوم من السائل الساخن الذي يجري ضخه من طبقة المياه الجوفية التي يزيد ارتفاعها عن 1219 مترًا تحت السطح.

وستربط الأنظمة المستقلة بمحطات الطاقة الحرارية الأرضية التي تولّد كهرباء خالية من الانبعاثات، وهكذا يسعى المستثمرون لتوليد الإيرادات اللازمة لإعادة تأهيل البحيرة التي تعرضت للضرر بسبب الجريان السطحي السام من مزارع المنطقة لعقود.

وقد أدى الجفاف وسوء الإدارة إلى تحويل بحيرة "سالتون سي" إلى مصدر للملوثات على مر السنين، لكن المستثمرين الحاليين يروجون للبحيرة كواحدة من أكثر احتمالات الليثيوم الواعدة والصديقة للبيئة في الولايات المتحدة، حسبما أفادت صحيفة "سياتل تايمز" الأميركية.

مخاوف جيران المشروع بولاية نيفادا

يرى أحد أصحاب المزارع المجاورة لمشروع "ليثيوم أميركاز"، إدوارد بارتيل، ويملك نحو 500 رأس من الأبقار والعجول، أن المنجم سوف يستهلك المياه التي تحافظ على ماشيته على قيد الحياة.

وقال أحد مستشاري مشروع "ليثيوم أميركاز" إن المنجم سيستهلك ما يقرب من 12 ألف و 204 لتر في الدقيقة؛ مما قد يتسبب في انخفاض منسوب المياه الجوفية على الأرض التي يمتلكها بارتيل بما يقدر بـ3.65 مترًا.

وقال بارتيل، الذي رفع دعوى قضائية لمحاولة إغلاق المنجم إنه أمر محبط حقًا أن يتم الترويج له باعتباره مشروعًا صديقًا للبيئة بينما هو -حقًا- موقع صناعي ضخم.

ووفقًا للوثائق الفيدرالية، وبما أن المنجم ينتج 66 ألف طن سنويًا من كربونات الليثيوم من فئة البطاريات، فقد يتسبب في تلوث المياه الجوفية بالمعادن بما في ذلك الأنتيمون والزرنيخ.

وسيجري استخراج الليثيوم عن طريق خلط الطين المستخرج من سفح الجبل بما يصل إلى 5 آلاف و 800 طن يوميًا من حامض الكبريتيك، وستخلف هذه العملية برمتها نحو 270 مليون متر مكعب من نفايات التعدين.

ووفقًا لتقييم أجرته وزارة الداخلية في ديسمبر/كانون الأول أنه على مدار عمره البالغ 41 عامًا، تبيّن أن المنجم سيتسبب في تحلل ما يقرب من 20.23 كيلو مترًا مربعًا من نطاق الشتاء الذي تستخدمه الظباء ذات القرون الشوكية، وسيلحق الضرر بموطن طيور الطيهوج.

ومن المحتمل -أيضًا- أن يتسبب المشروع بتدمير منطقة تعشيش لزوج من النسور الذهبية التي يكون ريشها حيويًا للاحتفالات الدينية للقبيلة المحلية.

وفي محمية "فورت ماك ديرميت" الهندية، تفاقم الغضب من المشروع، حتى أنه تسبب في بعض المشاجرات بين الأعضاء، وقد عرض مشروع "ليثيوم أميركاز" توظيف أفراد القبائل مقابل أجر سنوي متوسط قدره 62 ألفًا و675 دولارًا أميركيًا، لكن ذلك سيندرج كمقايضة كبيرة.

الجدير بالذكر أن المحمية تقع على بعد نحو 80 كيلومترًا من موقع المنجم، وأكثر بعدًا عن المنطقة التي قد تتلوث فيها المياه الجوفية، ومع ذلك يخشى أفراد القبيلة من انتشار التلوث.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق