التقاريرتقارير منوعةسلايدر الرئيسيةعاجلمنوعات

العالم يتحرك ببطء.. هدف الحياد الكربوني مهدد بالفشل (تقرير)

ترجمة وتحرير - أحمد شوقي

لا شك أن نظام الطاقة عالميًا أصبح أكثر اخضرارًا خلال العقد الماضي، لكن في الحقيق، لا تزال معظم الدول بعيدة عن المسار الصحيح لتحقيق الحياد الكربوني بحلول منتصف هذا القرن.

ودون تغيير سريع، سيظل هدف الحياد الكربوني -رغم أهميته- بعيد المنال للعديد من الدول، بحسب ما قاله كبير محللي الأسواق، جون كيمب، في تقرير نشرته وكالة رويتزر.

تباطؤ في التحوّل للطاقة النظيفة

أدى استبدال توليد الكهرباء عبر الفحم إلى توليدها باستخدام الغاز الطبيعي وطاقة الرياح والطاقة الشمسية، بالإضافة إلى تحسين كفاءة الاحتراق، وإلى تقليل الانبعاثات لكل وحدة من استهلاك الطاقة في معظم الدول، لكن الزيادات الأساسية في الطلب على الطاقة أدت لارتفاع إجمالي الانبعاثات ذات الصلة بالطاقة، وفقًا لتقديرات شركة بي بي.

ومع النمو السكاني، وزيادة الدخل، والطلب على خدمات الطاقة في الدول النامية، لم يكن استهلاك الطاقة في السنوات الماضية أقلّ كثافة للكربون بالسرعة الكافية لتعويض الزيادة السريعة في استخدام الطاقة.

وارتفع استهلاك الطاقة في جميع أنحاء العالم بمعدل سنوي بلغ 1.9% في الـ10 سنوات، التي سبقت العام الذي شهد تفشّي وباء كورونا، بينما زادت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بالطاقة بنحو 1.4% في المتوسط.

ابعاثات الكربون - تسعير الكربون

الدول النامية تقود زيادة الانبعاثات

ارتفعت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بالطاقة لمستوى قياسي بلغ 34.2 مليار طن في عام 2019، ارتفاعًا من 29.7 مليار طن في 2009 و23.1 مليار طن في عام 1999، مع حقيقة أن الزيادة الأكبر كانت في الاقتصاديات النامية.

وسجلت الاقتصادات النامية خارج منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية زيادات سنوية كبيرة في كل من استهلاك الطاقة (​3.1% في المتوسط) وانبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون (​​2.5% في المتوسط).

وكانت هناك زيادات كبيرة في متوسط ​​الانبعاثات سنويًا، على سبيل المثال في الصين بنحو 2.5% والهند 4.5%، بل وصلت إلى 8% و10.8% في بنغلاديش، وفيتنام، على التوالي.

وفي الاقتصادات المتقدمة الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، زاد استهلاك الطاقة بشكل طفيف فقط بلغ 0.4% سنويًا، وفي المقابل انخفضت الانبعاثات بنسبة مماثلة 0.4%.

وقادت الدنمارك انخفاض انبعاثات الكربون، حيث تراجعت بنحو 4% في المتوسط، ثم بريطانيا بتراجع 2.8%، كما شهدت دول مثل إيطاليا وفرنسا وإسبانيا، وألمانيا، والولايات المتحدة هبوطًا في الانبعاثات يتراوح بين 0.6 و1.8% في الاتجاه الهبوطي.

انبعاثات الكربون - ضريبة الكربون
انبعاثات صادرة من مدخنة - أرشيفية

جهود غير كافية لتحقيق الحياد الكربوني

من المرجح أن يرتفع استهلاك الطاقة والانبعاثات مرة أخرى، على أن يسجل رقمًا قياسيًا جديدًا بحلول عامي 2023، و2024، مع تعافي الاقتصادات، بعد التراجع المسجل في عام 2020، نتيجة لجائحة كورونا وتداعياتها.

ويعني هذا ضرورة بذل جهود كبيرة للوصول إلى الأهداف التي التزم بها قادة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين جميعًا بشأن تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050 أو 2060.

وبالطبع، ستكون هذه الالتزامات محط اهتمام الرأي العامّ في الأشهر المقبلة، قبل قمة المناخ التي تعقدها الأمم المتحدة في بريطانيا خلال نوفمبر/تشرين الثاني 2021.

ودون بذل جهد أسرع وأوسع نطاقًا للحدّ من الانبعاثات الكربونية، مع تلبية الطلب المتزايد في الوقت نفسه على خدمات الطاقة في الدول النامية، فمن شبه المؤكد أن هدف الحياد الكربوني لن يتحقق في الموعد المحدد.

وبالفعل، وضع صنّاع السياسات مجموعة من التقنيات، التي يمكن أن تقلل صافي الانبعاثات إلى الصفر بحلول منتصف القرن، مثل تحسين الكفاءة، والتحول إلى الكهرباء، والاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة، واستخلاص الكربون وتخزينه والهيدروجين.

ما ينقص هذه الخطط هو خارطة طريق مقنعة للاقتصادات المتقدمة، خاصةً في بقية دول العالم، للتكيف مع استمرار الطلب على الطاقة في الزيادة بشكل أسرع، وتحقيق الحياد الكربوني في الوقت نفسه.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق