تراجع انبعاثات الكربون من محطات الفحم الأوروبية 25%
الغاز يتفوّق عليه لأول مرة في 2020
حياة حسين
كشفت دراسة لـ "إنرجي ثنك تانك إمبر" أن انبعاثات الكربون -الناجمة عن محطات الفحم بنوعيها في أوروبا- تراجعت في 2020 بنسبة تقترب من 25%، حسبما ذكر موقع "يورو أكتيف".
وأشارت الدراسة التحليلية -التي نُشرت يوم الجمعة- إلى أن انبعاثات محطات الفحم الحجري هبطت بنسبة 23% والفحم الصلب بنسبة 27% العام الماضي، مقارنة بعام 2019.
وأدى هذا التراجع إلى تفوُّق الغاز -بوصفه مصدرًا للانبعاثات الكربونية- على الفحم لأول مرة، ما يعني أنه أصبح أكبر مصدر لتلك الانبعاثات في القارة الأوروبية، وفقًا للدراسة.
بيانات 10 آلاف شركة
اعتمدت الدراسة التحليلية على بيانات 10 آلاف من كبريات الشركات التي تخضع لخطة أوروبا لتجارة انبعاثات الكربون، وتحدّد سعره.
وأجرت الدراسة مقارنة بين انبعاثات محطات الغاز والفحم بنوعيه، إذ بثّ الأول نحو 236 طنًا من ثاني أكسيد الكربون في هواء أوروبا عام 2020، مقابل 205 ملايين طن للفحم الحجري، و154 مليون طن للفحم الصلب.
بينما يُعد الفحم الحجري الأكثر ضخًا للانبعاثات عند توليد الكهرباء، فهو المصدر الأرخص أيضًا، ونزول انبعاثات الفحم مقارنة بالغاز العام الماضي ربما يشير إلى أن الغاز كان الأرخص، وفقًا للدراسة.
وقال مصدر من تكتلات الطاقة في أوروبا -رفض الكشف عن هويته- إن "الغاز هو الفحم الجديد".
وأضاف محلل "إيمبر"، تشارلز مور، أن هبوط انبعاثات الفحم تزامن مع ارتفاع سعر انبعاثات الكربون، وفقًا لخطة أوروبا لتجارته، إضافة إلى سرعة وتيرة بناء محطات طاقة شمسية ورياح جديدة.
وتابع أن "هذا هو الاتجاه.. الشمس والرياح تدفعان الفحم الذي يتزايد سعره السنوات الأخيرة".
نمو قصير الأجل
غير أن مور يرى أن زيادة سعر الكربون أدت إلى نمو قصير الأجل في الطلب على الغاز بصفته مصدرًا لتوليد الكهرباء في أوروبا.
وتوقع مور انخفاض استهلاك الغاز الملوث في توليد الكهرباء في أوروبا خلال الوقت المقبل، بسبب تبني القارة قيودًا صارمة بشأن تغيّر المناخ.
وعلى سبيل المثال، أعلنت شركة "سيمنس إيه جي" في فبراير/شباط عن خطة تلغي بها 7 آلاف و800 وظيفة في قطاع الغاز بحلول عام 2025؛ بسبب الاتجاه إلى الطاقة المتجددة والبعد عن الوقود الأحفوري.
ويعتقد مور أن نتائج الدراسة قد تكون تحذيرًا لبعض الدول مثل بولندا، التي تعتزم الاعتماد على الغاز لتغطية احتياجاتها عند التخلص من محطات الفحم.
اقرأ أيضًا..
- ارتفاع إنتاج الفحم في الصين خلال الربع الأول من 2021
-
ضريبة الكربون.. ضغوط على الكونغرس الأميركي لتحميل شركات النفط تكلفة الانبعاثات