بعد مناوشاتها مع السعودية.. الهند تستعد لاستئناف استيراد النفط الإيراني
في انتظار تخفيف العقوبات الأميركية
دينا قدري
تعتزم الهند استئناف شراء النفط الخام من إيران، بمجرد تخفيف العقوبات الأميركية، في إطار سعيها لخفض اعتمادها على الشرق الأوسط وتنويع سلة وارداتها.
كما يأتي بعد أسابيع من مناوشات مع السعودية عقب قرار المملكة الخفض الطوعي لإنتاج الخام في فبراير/شباط الماضي، وحتى نهاية أبريل/نيسان الجاري، وما تبعه من ارتفاع أسعار النفط.
كانت نيودلهي قد توقفت عن استيراد النفط الإيراني في منتصف عام 2019، بعد العقوبات التي فرضتها إدارة ترمب على البلاد.
وتجتمع الولايات المتحدة والقوى العالمية الأخرى في فيينا لإحياء الاتفاق النووي الإيراني.
استعدادات الهند
قال مسؤول حكومي بارز -طلب عدم الكشف عن هويته-: إنه "بمجرد رفع العقوبات، يمكننا أن نتطلع لاستئناف استيراد النفط من إيران".
وأضاف أن "المصافي الهندية بدأت الأعمال التحضيرية ويمكنها إبرام عقود بسرعة بمجرد رفع العقوبات.. لدينا بالفعل نموذج للشروط التجارية، ويمكننا إبرام عقود بسرعة كبيرة في اللحظة التي يُسمح فيها لإيران بتصدير النفط".
فوائد النفط الإيراني
سيحقق النفط الخام الإيراني عددًا من الفوائد، بما في ذلك دورة ائتمان أطول ووفورات أقل في تكاليف الشحن، وفقًا لما نقلته صحيفة "ذا إيكونوميك تايمز".
لن يؤدي دخول النفط الإيراني إلى السوق إلى خفض الأسعار فحسب، بل سيساعد الهند أيضًا على تنويع سلة وارداتها.
يُعد النفط الإيراني عملية شراء مربحة لمصافي التكرير، حيث توفر طهران 60 يومًا من الائتمان للمشتريات، وهي شروط غير متوفرة من موردي الخام البديل -السعودية والكويت والعراق ونيجيريا والولايات المتحدة.
أسعار النفط
ذكر المسؤول: "كنا ندعو منتجي النفط لضخ المزيد من الخام من خلال تخفيف سقف الإنتاج.. يُشكل ارتفاع أسعار النفط تهديدًا للانتعاش الاقتصادي الهش في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الهند".
وشدد على أن بلاده لا تؤيد مثل هذه الزيادات في الإنتاج عندما تكون الأسعار ضمن حد معين معقول.
وقال: "لقد عبّرنا عن مخاوفنا عندما تجاوز سعر النفط 63-64 دولارًا أميركيًا على أساس مستدام. نريد أسعارًا مقبولة للمنتجين ومعقولة للمستهلكين".
دور إيران
كانت إيران ثالث أكبر موّرد للهند في 2017-2018 -بعد العراق والسعودية-، وقامت بتلبية نحو 10% من إجمالي الاحتياجات.
حتى 2010-2011، كانت طهران ثاني أكبر موّرد للنفط الخام لها، بعد السعودية، لكن العقوبات الغربية بسبب برنامجها النووي المشتبه به جعلتها في المرتبة الـ7 في السنوات اللاحقة.
اشترت الهند من إيران 11 مليون طن في 2013-2014، و10.95 مليون طن في 2014-2015، وزادت إمداداتها إلى 12.7 مليون طن في 2015-2016، ما جعلها في المركز الـ6.
في العام التالي، قفزت الإمدادات الإيرانية إلى 27.2 مليون طن لتقذف بها إلى المركز الـ3.
تأثير العقوبات
تراجعت الصادرات الإيرانية بعد أن شدد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب العقوبات في 2018، وأنهى الإعفاءات لبعض الدول في 2019، بما في ذلك الهند.
كانت نيودلهي ثاني أكبر مشترٍ للنفط الإيراني بعد الصين، قبل أن توقف العقوبات الإمدادات في مايو/أيار 2019.
اقرأ أيضًا..
- وزير النفط الهندي يوجه رسالة لـ أوبك+: لدينا الكثير من الخيارات
- ردًا على أوبك+.. الهند تعتزم خفض وارداتها النفطية من السعودية
- بعد تراجع وارداتها من أوبك+.. الهند تشتري أول شحنة نفط من غايانا