سلايدر الرئيسيةتقارير النفطتقارير منوعةمفاهيم الطاقةمنوعاتموسوعة الطاقةنفط

قناة السويس.. شريان الاقتصاد العالمي

أنس الحجي

اكتسبت قناة السويس أهمية كبيرة في عالم النفط؛ لأنها تعدّ أسرع طريق يوصل النفط الخليجي إلى أوروبا والولايات المتحدة.

وازدادت أهميتها مع توسيع القناة عبر الزمن، ثم إنشاء قناة ثانية في بعض الأجزاء، وفي الوقت الحالي يمكن لـ99% من ناقلات النفط في العالم عبور القناة.

تاريخيًا، وقبل أزمة كورونا، كان يمرّ في قناة السويس نحو 3.7 مليون برميل يوميًا، تمثّل قرابة 5% من الطلب العالمي على النفط، ويعبر القناة حاليًا أكثر من 700 ناقلة نفط شهريًا وفق أرقام عام 2023، وأكثر من 23 ألف سفينة محملة بمختلف البضائع سنويًا وفق أرقام 2022.

ونتيجة لعمليات التوسيع، فإنه يمكن لسفن طولها 500 متر وعرضها 70 مترًا عبور القناة، ورغم ذلك، فإنه لا يمكن لحاملات النفط الكبيرة والكبيرة جدًا ذات الغاطس العميق عبور القناة؛ كون عرض هذه السفن -وهي محمّلة بالكامل- لا يتناسب مع عرض قاع القناة.

ناقلات النفط في قناة السويس

عبر التاريخ، تحمل أغلب ناقلات النفط المتجهة جنوبًا مشتقات نفطية، بينما تحمل الناقلات المتجهة شمالًا النفط الخام، إلّا أن الأمور بدأت تتغير في الأوقات الأخيرة مع زيادة صادرات نفط غرب أفريقيا والنفط الروسي إلى الصين، حيث بدأت نسبة ناقلات النفط المحمّلة بالنفط الخام والمتجهة جنوبًا بالارتفاع.

نظرًا لمسافة القناة الطويلة نسبيًا (163 كيلومترًا)، والسرعة المحددة للسفن، فإن عبور القناة يستغرق 11 ساعة للسفن المتجهة شمالًا، و16 ساعة للسفن المتجهة جنوبًا.

وعادةً ما تسير السفن على شكل قوافل يومية في كلا الاتجاهين ببرنامج تحدّده هيئة القناة مسبقًا، وغالبًا ما تستغرق السفن المتجهة جنوبًا وقتًا أطول؛ بسبب توقّفها في منطقة البحيرات (المنزلة، والتمساح، والمرة) لتسمح للسفن المتجهة شمالًا بالعبور، والتي لا يُطلب منها الوقوف في المنطقة.

وكانت السفن المتجهة جنوبًا تضطر للانتظار؛ لأن جزءًا كبيرًا من القناة ضيق بحيث لا يسمح بمرور أكثر من سفينة واحدة في اتجاه واحد.

يُذكر أن هذا النظام يسمح للنفط الخليجي بالوصول إلى الأسواق بشكل أسرع من النفط المتجه من الشمال إلى الجنوب.

إلا أن الأمور تغيّرت مع افتتاح قناة موازية سمحت بالملاحة في كلا الاتجاهين، وألغت الانتظار، وخفضت وقت عبور السفن إلى 3 ساعات.

خفض الرسوم على ناقلات الغاز

مع زيادة الطلب العالمي على الغاز المسال، وتركُّز إنتاجه في عدد محدود من الدول، فإنه يُتوقّع أن تستفيد قناة السويس بشكل كبير من هذه التجارة، خاصة مع زيادة إنتاج قطر من الغاز المسال وزيادة صادراتها إلى الدول الغربية خلال السنوات المقبلة.

ولكي تشجع هذه التجارة، خفّضت هيئة السويس الرسوم على ناقلات الغاز المسال، وتصل هذه التخفيضات إلى 35%.

ومنذ بداية عام 2023، طبقت هيئة قناة السويس زيادة في رسوم عبور السفن بنسبة 15%، عدا سفن الصب الجاف والسفن السياحية التي تطبق عليها زيادة بنسبة 10% فقط.

وظهر -مؤخرًا- العديد من المخططات لطرق بديلة لقناة السويس تختصر المسافة بين أوروبا وآسيا، في مقدمتها طريق بحر الشمال أو الممر الشمالي الشرقي، الذي تعمل روسيا على إنشائه.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق