أرامكو وأدنوك.. كبار منتجي النفط يتنافسون على تصدير الهيدروجين لآسيا
حياة حسين
- تطورات قطاع الطاقة في آسيا تدفع منتجي نفط الشرق الأوسط لحجز مكان في سباق الطاقة الجديدة
- أكبر مشروع في العالم في نيوم السعودية لإنتاج الهيدروجين الأخضر
- دول النفط الشرق أوسطية تسعى لأن تكون موردا للنفط والهيدروجين لآسيا
- آسيا تستقبل أكثر من 80% من صادرات الخام من الشرق الأوسط
توقّع محللون أن يحتلّ منتجو النفط بالشرق الأوسط موقع ثاني أكبر مُصّدر للهيدروجين بنوعيه الأزرق والأخضر إلى أسواق آسيا، مؤكدين في الوقت ذاته وجود منافسة قوية في هذا السياق بين كبار المنتجين، مثل أرامكو السعودية وأدنوك الإماراتية.
وقال عضو مجلس إدارة مؤسسة آسيا والمحيط الهادي للهيدروجين، إدغار كيركيويك: إن "هذا الأمر سيكون جيدًا بالنسبة لدول آسيا التي لا ترغب في الاعتماد على أستراليا فقط في واردات الهيدروجين" -حسب منصة "إس آند بي غلوبال بلاتس".
مصادر غير ملوثة
تشهد صناعة الطاقة تطورات سريعة، حيث تبحث معظم دول العالم، ومن بينها الآسيوية، عن مصادر جديدة غير ملوثة للبيئة، متضمنة الهيدروجين.
لذلك يدفع اهتمام الدول الآسيوية بهذه التطورات، منتجي النفط في الشرق الأوسط، إلى العمل على إنتاج الهيدروجين، حتى تضمن استقرار أسواق تستقبل معظم صادراتها النفطية.
وتستقبل الأسواق الآسيوية أكثر من 80% من صادرات دول الشرق الأوسط النفطية من الخام تقريبًا.
وتسعى تلك الدول حاليًا إلى عقد صفقات تعاون مع دول آسيا التي تحتاج استيراد كل من النفط والهيدروجين في المستقبل، حيث ترغب في أن تكون جاهزة لإمدادها بكل منهما.
دول الشرق الأوسط الغنية بالنفط، مثل السعودية، تتّسم بوفرة مصادر الطاقة الجديدة والغاز الطبيعي
يتوقع محللون أن يشهد الطلب على الهيدروجين نموًا على المدى البعيد، "لذلك تحجز الدول المُنتجة للنفط مكانًا بين منتجي الهيدروجين لتستفيد من إنتاجه وتجارته"، حسبما قال رئيس قطاع تحليل الاقتصاد الكلي في آسيا بـ"أس آند بي غلوبال بلاتس"، كنغ وو.
وارتفعت صادرات النفط الخام لدول الشرق الأوسط إلى آسيا بنسبة 2.6%، لتصل إلى 93.9% في 2020، كما شهدت آسيا تطورات حثّت منتجي النفط على اتخاذ خطوات استباقية تميّزها في مجال الهيدروجين.
على سبيل المثال، وقّعت شركة "هيونداي" اتفاقًا مع أرامكو (عملاق النفط السعودي) بشأن مشروعات الهيدروجين الأزرق والأمونيا، مطلع شهر مارس/آذار الجاري.
وبموجب الاتفاق، تمدّ أرامكو هيونداي بغاز النفط المُسال لتحويله إلى هيدروجين أزرق، وأيضًا بالأمونيا الزرقاء.
كما أعلنت شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك"، هذا الشهر، البحث عن فرص التعاون مع شركة طاقة كوريا الجنوبية "جي إس"، في مجال الهيدروجين والأمونيا الزرقاء.
ووقعت اليابان اتفاقًا مع أدنوك، في يناير/كانون الثاني الماضي، لمدّها بوقود الأمونيا اللازم لتطوير سلسلة إمدادات الأمونيا الزرقاء.
كما استقبلت طوكيو أول شحنة من الأمونيا الزرقاء من السعودية، العام الماضي، ما يمهد الطريق لمزيد من استخدام الهيدروجين في أنظمة الطاقة.
علاوة على ذلك، وقّعت شركة بتروناس المملوكة للدولة اتفاقًا مع شركة مصدر الإماراتية للتعاون في مجال الطاقة الجديدة والهيدروجين في آسيا والشرق الأوسط.
وفي الوقت الذي تعمل فيه دول الشرق الأوسط المنتجة للنفط، على الاستعداد للمنافسة في سوق الطاقة الجديدة، تواجه حاليًا منافسة في أسواقها الرئيسة في قطاع الخام من أميركا والدول الأفريقية.
جهود أرامكو
لاتقتصر جهود أرامكو السعودية لتكون لاعبًا رئيسًا في مجال إنتاج الهيدروجين الأزرق، بل تسعى إلى حجز موقع متميز في مجال الهيدروجين الأخضر أيضًا.
لذلك أطلقت السعودية مشروعًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر في مدينة نيوم، يُعدّ الأكبر في العالم، بطاقة نحو 1.2 مليون طن متري من الأمونيا، يبدأ العمل به عام 2025.
ويُنتج الهيدروجين الأزرق من الوقود الأحفوري، والأخضر من مصادر الطاقة الجديدة.
وأطلقت أستراليا خطة لخفض سعر الهيدروجين إلى دولارين للكيلوغرام، لكن بعض المحللين يرى أنه هدف طموح جدًا.
ويتوقع محللو "بلاتس" زيادة الطلب العالمي على الهيدروجين النقي بنسبة 4.2% ليصل إلى 74.1 مليون طن متري، العام الجاري، يرتفع إلى 79 مليون طن متري، عام 2025.
اقرأ أيضًا..
- تحديث - تفاصيل التعاون السعودي الألماني بمجال الهيدروجين
-
وزير الطاقة السعودي يقود خطة المملكة لصدارة سوق الهيدروجين العالمية