الضريبة الخضراء.. كولومبيا تحاصر استهلاك الفحم لخفض انبعاثات الكربون
88.776 مليون دولارًا سنويًا حصيلة التطبيق الضريبي
آية إبراهيم
تعتزم الحكومة الكولومبية تطبيق ضريبة خضراء ضمن مساعيها لخفض الانبعاثات الكربونية من خلال فرض ضريبة جديدة على استهلاك الفحم في قطاعي الطاقة والصناعة.
وقال الرئيس الجديد لاتحاد الفحم في كولومبيا كارلوس كانتي، إنه من المتوقع أن تبلغ الضريبة المفروضة على مستهلكي الفحم 47 ألف بيزو (13 دولارًا أميركيًا) لكل طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون.
قانون إصلاح ضريبي
تعتزم وزارة المالية في كولومبيا المبادرة تقديم مشروع قانون إصلاح ضريبي، من المتوقع أن تطرحه الحكومة على البرلمان الشهر المقبل، بعد أن تراجع الاقتصاد الكولومبي بنسبة 6.8%، في عام 2020، وفقًا لمكتب الإحصاء الوطني.
تهدف الضريبة الجديدة إلى سدّ عجز الموازنة الناجم عن جائحة كوفيد-19، فضلًا على أنه يأتي ضمن التوجّهات العالمية لخفض استهلاك المواد الملوّثة للبيئة.
وأضاف كارلوس كانتي: "إذا طُبّقَت الفاتورة الضريبية على حرق الفحم، فإن الحكومة ستجمع نحو 320 مليار بيزو سنويًا (88.776 مليون دولار).. الحكومة مصممة على المضي قدمًا".
وتنتج محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم نحو 1.32 غيغاواط، من إجمالي 17.82 غيغاواط من قدرة التوليد المركبة في كولومبيا، بدءًا من سبتمبر/أيلول الماضي، ويستهلك قطاع الكهرباء نحو 9 ملايين طن سنويًا من الفحم.
ويضيف سعر الكربون البالغ 13 دولارًا/طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، نحو 11.67 دولارًا أميركيًا/ ميغاواط ساعة، إلى تكلفة التوليد لمحطة فعالة تعمل بالفحم بنسبة 38%، وفقًا لما أوردته وكالة آرغوس ميديا المعنية بشؤون الطاقة.
ضريبة خضراء لعام 2016
فرض المشرّعون الكولومبيون "ضريبة خضراء" في مناسبتين سابقتين، كانت آخرهما ضمن خطة الحكومة للتنمية الوطنية لعام 2019، كما رُفِضت مبادرة سابقة في عام 2016.
استُبعِدت مولدات الكهرباء التي تعمل بالفحم والمستخدمون الصناعيون من مبادرة، في أواخر عام 2016 ، حين فُرِضَت ضريبة على مصانع البتروكيماويات والمصافي التي تستخدم الغاز الطبيعي والغاز المسال.
ومن المقرر أن تُضاف عائدات الضريبة الجديدة إلى 500 مليار بيزو (138.630 مليون دولار)، التي تجمعها الحكومة من ضريبة 2016، على مصانع البتروكيماويات.
توقعات ما بعد التطبيق الضريبي
قال مدير جمعية مولدات الكهرباء الحرارية أليخاندرو كاستانيدا، إن الضريبة الجديدة ستزيد أسعار الكهرباء بمقدار 15-20 بيزو/كيلوواط ساعة، بما في ذلك الأسعار الفورية وعقود الكهرباء.
وهناك توقّع في مجال صناعة الفحم في كولومبيا، بأن الضريبة ستحدّ من إنتاج الفحم في المناطق الداخلية للبلاد، حيث تكون تكاليف إنتاج الفحم الحراري مرتفعة للغاية، بحيث لا يمكن تصديرها.
وتعدّ حصة كولومبيا من الانبعاثات العالمية منخفضة نسبيًا عند 0.46%، بفضل الاعتماد القوي على توليد الطاقة الكهرومائية.
التعهد بخفض الانبعاثات
أكد الرئيس الكولومبي إيفان دوكي، اليوم، أن كولومبيا جددت تعهدها بخفض انبعاثات الكربون إلى 51%، بحلول عام 2030، من الهدف السابق البالغ 20%، المحدد في عام 2015.
وتسهم كولومبيا بنحو 237 مليون طن سنويًا من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وتعدّ أكثر عرضة لتأثيرات تغيّر المناخ بشكل خاص، بما في ذلك الفيضانات الشديدة والجفاف، وتمثّل إزالة الغابات فقط نحو 52 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
اقرأ أيضًا..
- "كورونا" يُحكم قبضته على ميزانية كولومبيا لعام 2021
- صادرات كولومبيا من الفحم تتراجع لأدنى مستوى منذ 12 عامًا