هل تفشل صناديق الثروة السيادية في تفادي مخاطر تغير المناخ؟
تحليل حديث صادر عن المنتدى الدولي لصناديق الثروة السيادية
سالي إسماعيل
يعد تغير المناخ بمثابة أحد أكثر القضايا تهديدًا في العصر الحالي، لكن هل تفشل صناديق الثروة السيادية في تفادي المخاطر التي تشكلها هذه الظاهرة؟
في واقع الأمر، يدرك غالبية صناديق الثروة السيادية، المخاطر والفرص المتعلقة بتغير المناخ، كما تقوم بدراسة هذه القضايا نوعًا ما عند اتخاذ القرارات الاستثمارية.
وكشف تحليل حديث صادر عن المنتدى الدولي لصناديق الثروة السيادية، أن 8 فقط من بين 34 صندوقًا سياديًا تستثمر أكثر من 10% من محافظها في إستراتيجيات متعلقة بالمناخ.
وتشمل أكبر صناديق للثروة السيادية في العالم، صندوق الثروة السيادي نورجس بنك، ومؤسسة الاستثمار الصينية، وصندوق الثروة السيادي للسعودية، وصندوق أبوظبي السيادي، وصندوق الثروة الكويتي.
تجاهل أهداف المناخ
وجد التحليل أن 7 صناديق سيادية لم تقم بمواءمة أيًا من استثماراتها مع أهداف تغير المناخ، في حين رفضت 5 صناديق الكشف عن مخصصاتها الاستثمارية.
كما أن 8 صناديق أخرى للثروة السيادية لم تستجب للمسح الذي أجراه المنتدى الدولي لصناديق الثروة السيادية، والذي تم توزيعه في سبتمبر/أيلول 2020 على 42 صندوقًا.
وتجدر الإشارة إلى أن إجمالي المستجيبين للمسح بلغ 34 صندوقًا، وهو ما يمثل 43% من صناديق الثروة السيادية حول العالم كافة والبالغ عددها 78 صندوقًا.
مخاطر المناخ والاستثمارات
قال الرئيس التنفيذي للمنتدى الدولي لصناديق الثروة السيادية، دنكان بونفيلد: إن 88% من الصناديق التي شملها الاستطلاع تدعي أنها قامت بدمج مخاطر تغير المناخ في عملياتها الاستثمارية بطريقة ما، ولكن كان هناك اختلافات حادة في الأساليب المتبعة.
وتابع: "رغم أن الكثيرين لا يزالون بحاجة كي يكونوا أكثر منهجية وشمولية، لكننا نعتقد أن هذا التقرير يوضح أن الصناديق السيادية تأخذ هذه القضية على محمل الجد".
الوقود الأحفوري
مع ذلك، لا تزال عمليات بيع أصول ذات الصلة بالوقود الأحفوري من جانب الصناديق السيادية أمرًا نادرًا.
ووفقًا للدراسة، فإن 14% من المستطلع آرائهم أكدوا قيامهم بسحب الاستثمارات على أساس الاعتبارات البيئية.
وعلى النقيض، قلص صندوق الثروة السيادية النيوزيلندي، تعرضه لأصول الوقود الأحفوري بنحو 40% منذ عام 2016، كجزء من إستراتيجيته الاستثمارية المتعلقة بتغير المناخ.
كما يضع الصندوق النيوزيلندي هدفًا للتخلص من استثمارات ذات صلة بالوقود الأحفوري بنسبة تصل إلى 80% بحلول نهاية عام 2025.
ويعتقد 91% من الخاضعين للاستطلاع أن النشاط البشري قد أدى لتسريع تغير المناخ، فيما يرى 88% أن تغير المناخ سيكون ذا تأثير سلبي ملموس على النمو الاقتصادي طويل الأجل.
اقرأ أيضًا..
- 5 اتّجاهات لخفض انبعاثات الكربون عالميًا في 2021
- انبعاثات النفط والغاز.. هل تتأثّر أسعار الخام وحجم الاستثمارات؟
- صقيع تكساس.. استمرار انقطاع الكهرباء ونقص الوقود بالولاية الأميركية