شل ترفع استثماراتها إلى 22 مليار دولار سنويا لتحقيق الحياد الكربوني
بالتركيز على الهيدروجين وأعمال التجزئة ونقاط شحن السيارات الكهربائية
آية إبراهيم
أعلنت شركة شل للنفط، اليوم الخميس، عن تحديث إستراتيجيتها للحياد الكربوني، بحلول عام 2050، وذلك بزيادة الاستثمارات في مجال الطاقة المتجددة.
وحددت شل خططًا للحد من انبعاثاتها من خلال النمو السريع لأعمالها منخفضة الكربون، بما في ذلك الوقود الحيوي والهيدروجين، على الرغم من أن الإنفاق سيظل مائلًا نحو النفط والغاز في المستقبل القريب، حسبما ذكرت وكالة رويترز الإخبارية.
تراجع إنتاج النفط وضغط المستثمرين
تعهد عملاق النفط بالوصول إلى صفر انبعاثات كربونية بحلول 2050، خاصة في ظل تراجع إنتاجها النفطي من ذروة 2019، فضلا على مواجهة ضغط المستثمرين المتزايد على قطاع النفط والغاز لمحاربة تغير المناخ.
وكانت شل قد وضعت -العام الماضي- خطة للوصول إلى الحياد الكربوني؛ تماشيًا مع اتفاقية باريس للمناخ وطموحات الاتحاد الأوروبي، لكنها قالت إن الهدف يعتمد على عملائها.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة رويال داتش شل، بن فان بيردن، في بيان للشركة: "نستخدم قوتنا الراسخة في تنفيذ الخطط المدروسة؛ للانتقال للمرحلة التنافسية".
وأكد مدير الأخلاقيات والتواصل بمجلس المعاشات في كنيسة إنجلترا، الذي قاد مشاركة المستثمرين مع شل آدم ماثيوز: "هدف شل الرائد تحقيق الحياد الكربوني، والالتزام بالمعايير المحققة لذلك في مشروعاتها".
حجم استثمار شل
تتوقع الشركة أن يصل إجمالي الإنفاق إلى ما بين 19 و22 مليار دولار سنويًا، حيث تستثمر ما لا يقل عن 5 مليارات دولار فيما تسميه ركيزة النمو، من خلال تقسيم الاستثمارات بالتساوي بين أعمال التجارة والتجزئة ووحدات الطاقة المتجددة، ضمن خطط قريبة المدى.
وكانت شل تهدف في السابق إلى إنفاق ما يصل إلى 3 مليارات دولار -فقط- على مصادر الطاقة المتجددة والتسويق معًا.
وبحسب الخطة، فإن إنتاج النفط والغاز سيجذب الحصة الأكبر من ميزانيتها بنحو 8 مليارات دولار، كما تعتزم إنفاق 4 مليارات دولار، على أعمالها في مجال الغاز الطبيعي المسال، وما يصل إلى 5 مليارات دولار على الكيماويات والتكرير.
الاعتماد على أعمال التجزئة
تتمثل إستراتيجية شل الجديدة في مواصلة الاعتماد على أعمال التجزئة الخاصة بها، وهي الأكبر في العالم، حيث تهدف إلى زيادة عدد المواقع إلى 55 ألف بحلول عام 2025 من 46 ألفًا حاليًا، وكذلك زيادة عدد نقاط شحن السيارات الكهربائية من 60 ألفًا إلى 500 ألف.
ولم تحدد شل أي خطط لتنمية قدرتها على توليد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح؛ ما يمثل اختلافًا عن المنافسين، مثل شركتي بي بي البريطانية وتوتال الفرنسية، اللتين أعلنتا عن تعزيز ملكيتهما في مزارع الرياح والطاقة الشمسية.
وقال فان بيردن إن شل تهدف إلى بيع 560 تيراواط/ساعة من الكهرباء سنويًا بحلول عام 2030؛ ما يضاعف الكميات الحالية.
انبعاثات الكربون
قالت شل إن انبعاثات الشركة بلغت ذروتها عام 2018 عند 1.7 مليون طن؛ لذلك عجّلت من خططها لخفض انبعاثات الكربون، إلى 20%بحلول عام 2030 و45% بحلول عام 2035 و100% بحلول منتصف القرن، مقارنة بنسبة تتراوح بين 6٪ و 8٪ من مستويات عام 2016 بحلول عام 2023.
كانت الشركة قد أعلنت في وقت سابق أنها تعمل على خفض مقياس كثافة انبعاثات الكربون بنسبة 3% على الأقل بحلول عام 2022، و30% بحلول عام 2035، و65% بحلول عام 2050.
انخفاض إنتاج النفط
بلغ إنتاج شل النفطي ذروته في عام 2019 عند حوالي 1.8 مليون برميل يوميًا، ومن المتوقع أن يتراجع بنسبة 1٪ إلى 2٪ كل عام، بما في ذلك تصفية حقول النفط والانخفاض الطبيعي للحقول.
تاريخيًا، حققت المشاريع النفطية عائدًا على الاستثمار لا يقل عن 15٪، بينما يتوقع مطورو مصادر الطاقة المتجددة 6٪ -9٪ ، لكن شل وشركة بي بي قالتا إن وحداتهما التسويقية والتجارية يمكن أن تزيد من عوائد الطاقة المتجددة إلى نحو 10٪.
اقرأ أيضًا