رئيسيةعاجلمقالات النفطنفط

حوار - جيوفاني ستانوفو: أسعار النفط تجاوزت التوقعات.. والخفض السعودي وراء توازن السوق

الأسعار المرتفعة يمكن أن تعيد بعض النشاط الاستثماري في أميركا

دينا قدري

اقرأ في هذا المقال

  • انتقال خام برنت إلى 60 دولارًا للبرميل قد تحقق بشكل أسرع من المتوقع
  • صمود الطلب ورفع القيود على الحركة من الأسباب الرئيسة للارتفاع الأخير في أسعار النفط
  • الارتباط بين الدولار الأميركي والنفط الخام سلبيًا إلى حدٍ ما
  • التنبؤ بتطور الإنتاج في دول مثل ليبيا وإيران يُعد تحديًا كبيرًا
  • زيادة عدد منصات النفط في أميركا من شأنها أن ترفع معدلات الإنتاج
  • انتهاء تخفيضات إنتاج النفط قبل الموعد المقرر تتوقف على طرح لقاح كوفيد -19 وعودة المخزونات إلى طبيعتها

يرى محلل السلع في بنك يو بي إس في سويسرا، جيوفاني ستانوفو، أن هناك توقعات إيجابية لأسعار النفط خلال العام الجاري، على الرغم من معاناة السوق من نقص في المعروض، مؤكدًا أن الخفض الإضافي الطوعي للسعودية سيساعد في عملية إعادة توازن السوق.

وأضاف في حوار مع منصّة "الطاقة"، أن تخفيضات إنتاج النفط المقررة قد تنتهي قبل الموعد المحدد، حال عودة مخزونات النفط إلى المعدلات الطبيعية مع طرح لقاح "كوفيد -19" وتعافي الطلب.. وإلى نصّ الحوار:

تجاوز سعر خام برنت الآن 60 دولاراً للبرميل.. فهل كان هذا متوقعًا؟.. وهل هذا المستوى مستدام؟.. ولماذا؟

لدينا توقعات إيجابية لأسعار النفط في عام 2021، لكن يجب أن أعترف أن انتقال خام برنت إلى 60 دولارًا للبرميل قد تحقّق بشكل أسرع من المتوقع.

ونظرًا لأننا نتوقع أن يعاني سوق النفط من نقص بمقدار 1.5 مليون برميل يوميًا، هذا العام، مازلنا نرى ارتفاعًا مقارنةً بالمستويات الحالية، إلّا أنه على المستثمرين أن يتوخّوا الحذر، ويضعوا في اعتبارهم أن الطريق لأسعار أعلى قد يصبح أكثر صعوبة مما كانت عليه، في الفترات الماضية.

ما هي الأسباب الرئيسة للارتفاع الأخير في أسعار النفط؟

هناك مجموعة من العوامل، منها أن الطلب على النفط يصمد بشكل أفضل بكثير ممّا توقعه الكثيرون، كما إن الرفع المحتمل للقيود المفروضة على الحركة والمواصلات، خلال الأشهر المقبلة، على خلفية إطلاق لقاح كوفيد-19 من شأنه أن يعزز الانتعاش، حيث ينتقل الطلب على النفط من مستوى 93-94 مليون برميل يوميًا حاليًا، إلى 100 مليون برميل يوميًا في النصف الثاني من 2021.

ومن ناحية العرض، لا نرى سوى زيادة متواضعة في الإنتاج خارج تحالف أوبك+ في البرازيل وكندا والنرويج، ومن المتوقع أن يظلّ الامتثال داخل أوبك+ مرتفعًا، بالإضافة إلى الخفض الإضافي الطوعي للسعودية بمقدار مليون برميل يوميًا في شهري فبراير/شباط ومارس/آذار، والذي من شأنه أن يساعد في تسريع عملية إعادة التوازن إلى أسواق النفط.

وفي ظل سعي أوبك وحلفائها (أوبك+) لإبقاء مستوى إنتاج النفط العالمي تحت مستويات الطلب، فإن مخزونات النفط ستستمر في الانخفاض، هذا العام، وهذا بدوره سيدعم أسعار النفط.

تجدر الإشارة أيضًا إلى هيكل منحنى العقود الآجلة للنفط الخام، الذي انتقل من حالة "كونتانغو" -حيث تكون أسعار العقود الآجلة أعلى من السعر الفوري المتوقّع للعقد عند الاستحقاق- إلى حالة "باكورديشن"- حيث تكون أسعار العقود الآجلة أقل من السعر الفوري المتوقّع للعقد عند الاستحقاق-، هذا الأمر يجذب المستثمرين، لأنه يتيح لهم جني الأرباح حتى إذا بقيت أسعار النفط ضمن مستويات ضيّقة.

هل سيلعب الدولار الأميركي دورًا في أسعار النفط حتى باقي العام؟.. وكيف سيتم ذلك؟

يُعدّ الارتباط بين الدولار الأميركي والنفط الخام سلبيًا إلى حدٍّ ما، لكنه بعيد عن الاستقرار.. لذلك، فإن الارتباط غير كافٍ لجعل العملة الأميركية عاملًا رئيسًا عند التوجيه لأسعار النفط الخام المرتفعة أو المنخفضة.

وعلى الرغم من ذلك، فإن سياسات التيسير المالي والنقدي الأميركية العدوانية -التي من المحتمل أن تؤثّر في الدولار الأميركي- ستساعد في رأيي أيضًا على تعافي الطلب على النفط، وستكون داعمة لأسعار الخام.

بحسب توقعاتك.. ما هي افتراضات إنتاج ليبيا وإيران وفنزويلا وصادراتها في 2021-2022؟

يُشير التاريخ إلى أن التنبّؤ بتطور الإنتاج في دول مثل ليبيا وإيران، يُعدّ تحديًا كبيرًا، ومن ثمّ فإننا نحاول معالجة إنتاج هذه الدول الـ3 في سيناريوهاتنا الصعودية والهبوطية.

فاضطرابات الإمدادات ستدعم الأسعار، وعودة الإنتاج ستقلل من احتمالات ارتفاع الأسعار.. وإذا تعافى الطلب على النفط نحو 100 مليون برميل يوميًا، وارتفع الإنتاج خارج تحالف أوبك+ بشكل طفيف فقط كما نتوقع، فيجب أن تكون هناك أيضًا مساحة لإمدادات إضافية قادمة من دول أوبك المعفاة من التخفيضات.

بحسب توقعاتك.. ما هي افتراضات إنتاج النفط الأميركي وصادراته في 2021-2022؟

تُشير مستويات النشاط الحالية إلى استقرار الإنتاج على أساس سنوي في أحسن الأحوال، ولكي يرتفع إنتاج النفط الخام الأميركي فوق المستويات الحالية التي تُقدّر بنحو 11 مليون برميل يوميًا، نعتقد أن عدد منصات النفط بحاجة إلى الاقتراب من 400 منصة، بدلًا من 299 حاليًا، لنرى نموًا في الإنتاج.

ويُتوقع أن تعيد الأسعار المرتفعة بعض النشاط الاستثماري في أميركا، ما يؤدي إلى استجابة إنتاج معتدلة في النصف الثاني من عام 2021، واستجابة أقوى في عام 2022.

وقد أكد كبار منتجي النفط الصخري في أميركا مجددًا على القيود المفروضة على نمو الإنتاج، لذلك نتوقع على المدى القريب أن يحافظ المنتجون الأميركيون على نهج حكيم، وأن يتفاعلوا بقوة أكبر مع الأسعار المرتفعة بمجرد أن يدعم طرح اللقاح الطلب على النفط واستدامته.

في رأيك.. هل ستستمر أوبك+ في التخفيضات المقررة حتى منتصف عام 2022 إذا واصلت أسعار النفط الارتفاع فوق المستويات الحالية؟

استجابة تحالف أوبك+، من وجهة نظري، ستعتمد على عوامل مختلفة، مثل وتيرة طرح اللقاح وتعافي الطلب على النفط ونمو الإنتاج خارج المجموعة، وكذلك الإنتاج في دول أوبك+ المعفاة من التخفيضات (إيران وليبيا وفنزويلا).

كما إن مدى سرعة عودة مخزونات النفط إلى المعدلات الطبيعية سيكون محركًا مهمًا، وإذا عادت الأمور إلى طبيعتها بشكل أسرع، فأتوقع أن تنتهي التخفيضات المجدولة في وقتٍ مبكر.

ما هي توقعاتك الحالية لمتوسط برنت وغرب تكساس لعامي 2021-2022؟

ليست لدينا توقعات متوسطة، لكن لدينا توقعات نقطية على مدى الأشهر الـ12 المقبلة.. نستهدف سعر خام برنت عند 63 دولارًا للبرميل في النصف الثاني من عام 2021، و65 دولارًا للبرميل في مطلع عام 2022، ونتوقع تداول خام غرب تكساس في مستويات أقل من برنت ب 3 دولارات للبرميل.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق