كورونا يهبط بالطلب العالمي على الذهب 14% خلال 2020
مع تراجع قياسي في الطلب الاستهلاكي
سالي إسماعيل
تراجع إجمالي الطلب العالمي على الذهب بنحو 14%، خلال عام 2020، حيث تسبّب وباء كورونا في تقويض الطلب الاستهلاكي، رغم زيادة الطلب الاستثماري على المعدن.
وبحسب تقرير مجلس الذهب العالمي، الصادر اليوم الخميس، فإن الطلب العالمي بلغ 3759.6 طنًا في إجمالي عام 2020، بانخفاض 14% على أساس سنوي.
ويعدّ إجمالي الطلب على الذهب أدنى 4 آلاف طن لأول مرة، منذ عام 2009، وهو ما جاء بفعل ضعف الطلب الاستهلاكي طوال العام الماضي، نتيجة للتداعيات بعيدة المدى لوباء كورونا.
وخلال الربع الرابع من 2020، انخفض الطلب العالمي على الذهب بنحو 28% على أساس سنوي، إلى 783.4 طنًا، في أسوأ أداء فصلي، منذ الربع الثاني من عام 2008.
الطلب الاستهلاكي
شهد الطلب على الجواهر، في 2020، أكبر وتيرة انخفاض سنوي على الإطلاق، بفعل مزيج من الوباء العالمي، بالإضافة لارتفاع أسعار الذهب لمستويات قياسية وسط تباطؤ الاقتصاد.
تراجع الطلب على الجواهر الذهبية بنسبة 34%، خلال العام الماضي، إلى 1411.6 طنًا، وهي أكبر وتيرة هبوط سنوي منذ بدء رصد السجلّات.
وفي الواقع، ظل المستهلكون في أنحاء العالم كافة، تحت رحمة الإغلاق، بسبب فيروس كورونا والضعف الاقتصادي، إلى جانب ارتفاع أسعار الذهب.
وجاء الانخفاض السنوي في الطلب على الجواهر بالتزامن مع تراجع الطلب في أكبر سوقين للجواهر، الهند والصين، حيث هبط في الأولى بنحو 42% على أساس سنوي، وفي الثانية بنسبة 35%.
وعلى الصعيد الفصلي، تراجع الطلب على الجواهر بنحو 13%، إلى 515.9 طنًا في الربع الأخير من العام الماضي.
الطلب الاستثماري
على النقيض، ارتفع الطلب الاستثماري على الذهب بنحو 40%، خلال العام الماضي، ليصل إلى مستوى قياسي مرتفع عند 1773.2 طنًا.
وجاء الطلب الاستثماري القوي مع قفزة بنحو 120% في التدفقات الداخلة لصناديق الاستثمار المتداولة المدعومة، لتبلغ 877.1 طنًا، خلال العام الماضي.
ويعني ذلك أن حيازة المعدن النفيس، بحلول نهاية عام 2020، في صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب كانت تقف عند 3751.5 طنًا.
كما زاد الطلب على السبائك والعملات الذهبية بنحو 3%، في العام الماضي، ليصل إلى 896.1 طنًا، بحسب التقرير، لكنه كان ضعيفًا نسبيًا مقارنةً مع متوسط الـ10 سنوات.
لكن، في الربع الماضي، شهدت صناديق الاستثمار المتداولة بالذهب تدفقات خارجة بنحو 130 طنًا، فيما نما الطلب على السبائك والعملات الذهبية بنسبة 10% على أساس سنوي.
مشتريات المصارف المركزية
على صعيد مشتريات المصارف المركزية للذهب، تباطأت وتيرة الشراء، في عام 2020، وخاصةً خلال النصف الأخير من العام.
وأضافت المصارف المركزية العالمية صافي ذهب بنحو 272.9 طنًا، خلال العام الماضي، وهي وتيرة أقلّ بنحو 59% من المشتريات البالغة 668.5 طنًا، في عام 2019.
ورغم تباطؤ وتيرة شراء الذهب من جانب المصارف المركزية، لكن 2020 كان العام الـ11 على التوالي الذي يشهد صافي مشتريات، كما كان شاهدًا على أدنى عمليات شراء منذ بدء هذا الاتجاه، في عام 2010.
وببساطة، يعني صافي المشتريات أن عدد المصارف المركزية التي قامت بشراء الذهب كان أكبر من هؤلاء الذي باعوا المعدن الأصفر.
ومجددًا، كانت تركيا أكبر مشترٍ للذهب على أساس سنوي، حيث أضافت لاحتياطياتها من المعدن النفيس نحو 134.5 طنًا، في عام 2020، يليها الهند (38 طنًا)، وروسيا (27.4 طنًا).
وتسبّب وباء كورونا في دفع بعض المصارف المركزية لبيع المعدن، خلال العام الماضي، مثل سيرلانكا ومنغوليا وأوزبكستان.
وفي الربع الرابع، اشترت المصارف المركزية 44.8 طنًا من الذهب، لتضاف إلى احتياطيات الذهب الرسمية، وهي أقلّ بنحو 68% على أساس سنوي.
المعروض من الذهب
تراجع المعروض من الذهب بنحو 4%، خلال العام الماضي، إلى 4633.1 طنًا، في أول انخفاض على أساس سنوي، منذ عام 2017.
ويأتي ذلك بالتزامن مع تراجع إنتاج المناجم السنوي بنسبة 4%، إلى 3400.8 طنًا، وهو ما يرجع في الأساس إلى الاضطرابات التي خلّفها وباء كورونا.
في حين ارتفع المعروض من الذهب المعاد تدويره بنسبة 1% فقط على أساس سنوي، في 2020، ليصل إلى 1297.4 طنًا.
اقرأ أيضًا..
- مستقبل الذهب في 2021.. هل انتهى السيناريو الأسوأ؟
- الطلب العالمي على الذهب يتراجع لأدنى مستوى في 11 عامًا