نفطتقارير النفطرئيسيةعاجل

فقد الوظائف.. العبارة السحرية لرفض تعليق التنقيب في الأراضي الفيدرالية الأميركية

مسؤولون بالصناعة وأعضاء بالكونغرس وحكومات ولايات تشن هجوما على بايدن

حياة حسين

انهالت التعليقات الرافضة من خبراء، وأعضاء كونغرس وحكومات الولايات، ومسؤولين بقطاع النفط والغاز الأميركي، على قرار الرئيس الأميركي جو بايدن، الخاص بتعليق عمليات الحفر لمدة شهرين في الأراضي الفيدرالية ومياهها، متهمين ساكن البيت الأبيض الجديد بالتسبب في خسارة آلاف الوظائف ومليارات الدولارات من الإيرادات.

قرارات الأربعاء والخميس

في اليوم الأول بعد حفل تنصيبه، خلفا لدونالد ترمب، الأربعاء الماضي، وقع بايدن عدة قرارات، مثل العودة إلى اتفاقية باريس للمناخ، الذي انسحب سلفه منها، وفي اليوم الثاني الخميس علق الحفر في الأراضي الفيدرالية بغرب الولايات المتحدة؛ وذلك في سبيل حماية البيئة.

وكان بايدن قد وعد -أثناء حملته الانتخابية- بالعمل على حماية البيئة وخفض انبعاثات الكربون.

ورغم تنوع الأوصاف وصياغات الرفض لقرار بايدن، إلا أن جوهرها جميعا يتركز حول ما يمثله القرار من تهديد لعوائد صناعة النفط والغاز الطبيعي، وما توفره من وظائف.

ويرى رئيس معهد النفط الأميركي التنفيذي، مايك سومرز، أن القرار سيؤدي إلى زيادة اعتماد الولايات المتحدة على واردات النفط، حسبما ذكر موقع المؤسسة الإلكتروني "إيه بي آي".

ويقول: "حظر تنمية الأراضي الفيدرالية ومياهها لا يعني سوى مزيد من واردات النفط ... الطلب على النفط سيتزايد، خاصة مع التعافي الاقتصادي؛ لذلك يجب أن نختار بين تصنيع طاقتنا أو الاعتماد على نفط الدول الأجنبية المعادية للمصالح الأميركية".

وتابع: "تُعد هذه الخطوة خطرًا يهدد آلاف الوظائف ومليارات الدولارات من العوائد للحكومة الموجهة لبرامج التعليم والحفاظ على البيئة.. نحن مستعدون للتعاون مع إدارة بايدن في مواجهة تحديات الطاقة الأميركية، لكن تعليق النشاط يهدد المجتمعات المحلية والتعافي الاقتصادي في الولايات المتحدة".

وكشفت بيانات المعهد مؤخرًا، أن تعليق نشاط الحفر في الأراضي الفيدرالية لا يدفع أميركا إلى استيراد احتياجاتها من مصادر أجنبية فحسب، وإنما يهدد بخسارة مليون وظيفة، ويرفع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وفقا لسوميرز.

ويرصد سومرز مزايا القطاع من خلال ما يقدمه المنتجون الأعضاء الـ 600 في المؤسسة قائلًا: "ندعم أكثر من 10 ملايين وظيفة، تعززها حركة شعبية متنامية تمثل ملايين الأميركيين، كما ننتج الجزء الأكبر من طاقة البلاد".

ويضيف أن لدى المؤسسة برنامج يعمل على تعزيز السلامة البيئية بالتقنيات الحديثة وشفافية التقارير.

وذكر أن المؤسسة دُشنت عام 1919، "وقد طورت أكثر من 700 معيار لعمليات التشغيل والسلامة البيئية وتوافر الكفاءة والاستدامة".

وايومينغ وأوكلاهوما

حذرت ولاية وايومينغ، ومسؤول قطاع النفط في أوكلاهوما من قرار بايدن.

وكشفت حكومة وايومينغ عن مخاوف من أن يمدد بايدن القرار لفترة طويلة؛ ما يهدد تعافي الولاية الاقتصادي، ويدفعها لخسارة نحو 300 مليون دولار من عائدات الضرائب و15 ألف وظيفة سنويًا بحلول عام 2025، حسبما أفادت دراسة لجامعة وايومينغ، وفقًا لموقع الولاية الإلكتروني.

وأضاف بيان الولاية: "مؤسسة نفط وايمينغ ستعمل على حماية عمال وعاملات قطاع النفط والغاز الكادحين بكل السبل القانونية المتاحة".

يذكر أن مقاطعة "تيتون كاونتي" بولاية وايومينغ، تضم أغنى أثرياء أميركا بقياس الدخل الفردي، على رغم الاعتقاد الشائع بأن حي مانهاتن في نيويورك هو الأكثر ثراءً.

حملة مجنونة

يصف رئيس تحالف النفط بولاية أوكلاهوما، بروك سايمونز، تصرف بايدن بـ "الحملة المجنونة"، وقال: "لقد وضعت إدارة الرئيس الجديد، منذ اليوم الأول لها في البيت الأبيض، حملة مجنونة لطرد رجال ونساء صناعة النفط والغاز الطبيعي من أعمالهم". حسبما ذكر موقع "تولسا ووارلد".

ويضيف: "يوم الأربعاء، قضى بايدن على خط أنابيب نفط كيستون إكس إل، بين بلاده وكندا، وعلى آلاف الوظائف التي كان لأوكلاهوما نصيب فيها.. واليوم هو يجمد مؤقتًا أنشطة النفط والغاز في الأراضي الفيدرالية في البر والبحر؛ ما يعني الإضرار بالأمن القومي، ودافعي الضرائب، والمجتمعات المحلية، والمدارس.. هذه مجرد بداية، والقادم أسوأ".

تدمير للهيمنة الأميركية على قطاع الطاقة

كما أنتقد عضو الكونغرس، أوغوست بفلاغر، قرار بايدن، معتبرًا إياه "مدمرًا للهيمنة الأميركية على قطاع الطاقة العالمي"، حسبما ذكرت النشرة المحلية "يور باسين" نقلًا عن بيان من بفلاغر.

وكان بايدن قد أعلن أثناء حملته الانتخابية عن عزمه وقف نشاط النفط والغاز في الأراضي الفيدرالية بشكل دائم.

وقال بفلاغر: "منع تلك السياسة هو ما دفعني إلى تقديم مشروع قانون (إنقاذ مستقبل الطاقة في أميركا) للكونغرس.. نحن بحاجة إلى الطاقة والوظائف وليس للعب السياسة والقيادة. على الرئيس بايدن وقف هذا الهجوم غير العلمي والمنطقي على الطاقة الأميركية".

حذاء على رقاب العمال

اتخذ السيناتور جون كونيان بولاية تكساس، موقفًا مماثلًا، إذ وصف قرار بايدن "بأنه بمثابة حذاء يضعه رئيس أميركا على رقاب عمال قطاع الطاقة بولاية تكساس"، وفقا للنشرة المحلية أيضًا.

وأضاف في بيان مؤثر، يبدو فيه أنه يداعب ود الناخبين في الولاية، أكثر منه نقد قرار بايدن: "لقد عمل أهل تكساس بكد من أجل إنتاج طاقة بتكلفة أقل وآمنة بيئيًا لإخوانهم الأميركيين.. إن وقف تصاريح الحفر سيعاقب عمال تكساس لصالح المنتجين الأجانب الذين لن يلتزموا بالمعايير نفسها".

كما أنتقد كونيان قرار بايدن بعودة أميركا إلى اتفاقية باريس للمناخ، التي يحارب ضدها.

اقرأ أيضًا:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق