أزمة كورونا تضرب أجور عمّال النفط والغاز حول العالم
توقّعات بمزيد من الانخفاض في الأجور عام 2021
سالي إسماعيل
الجميع تأثّر بالأزمة التي خلّفها تفشّي فيروس كورونا، سواء كان ذلك بالسلب أم بالإيجاب، لكن الوضع كان أكثر تعقيدًا بالنظر لأجور العاملين في صناعة النفط والغاز.
وأظهر مسح عالمي حديث، صادر عن إيرسوفت وإنرجي جوب لاين، أن واحدًا من بين كلّ 3 عمّال تقريبًا في صناعة النفط والغاز، شهدوا تخفيضات في الأجور، خلال عام 2020.
يأتي ذلك مع حقيقة أن أزمة فيروس كورونا أدّت لانخفاض الطلب على الوقود وأسعار الخام، وهو ما انعكس في سوق العمل.
انخفاض الأجور
بحسب النسخة الخامسة السنوية من تقرير مؤشّر مهارات العمل في قطاع الطاقة العالمي -وهو أكبر استطلاع للقوى العاملة في قطاع الطاقة عبر العالم-، فإن المزيد من خبراء قطاع النفط والغاز أبلغوا بانخفاض في أجورهم بدلاً من الزيادة، لأوّل مرّة.
وشهد نحو 29% من الخبراء في القطاع انخفاضًا في أجورهم، خلال العام الماضي، كما قال واحد من بين كلّ 4 -تقريبًا 24% من المشاركين في الاستطلاع-، إن رواتبهم تراجعت بأكثر من 5%، بحسب التقرير.
وبالطبع، ترتبط الأجور في صناعة النفط والغاز بشكل وثيق مع أسعار النفط، التي تراجعت، العام الماضي، مع انخفاض الطلب على الوقود، وعدم اليقين بشأن الاقتصاد العالمي على خلفية عمليات الإغلاق.
وأبلغ 37% فقط من العاملين في القطاع حول العالم عن زيادة في الأجور، خلال عام 2020، مقارنةً مع 50% في التقرير السابق.
وحصل العمّال الدائمون في أميركا الشمالية على الأجر الأعلى، حيث بلغ متوسّط الدخل السنوي نحو 100 ألف دولار، في حين كان العمّال في أميركا اللاتينية هم الأقلّ أجرًا بمتوسّط راتب سنوي يقارب 50 ألف دولار.
القلق بشأن الوظيفة
عبّر غالبية الخاضعين للمسح -البالغ عددهم أكثر من 16 ألف متخصّص في مجال الطاقة عبر 166 دولة- عن قلقهم بشأن وظائفهم مقارنةً مع العام الماضي، حيث أدّى التحوّل لمصادر الطاقة منخفضة الكربون لتراجع الاستثمار في صناعتهم.
وفي قطاعات الطاقة كافّةً، كان الأمن الوظيفي منخفضًا، حيث شعر 78% من عمّال النفط والغاز بأمان أقلّ مما كان عليه في تقرير 2020، بشأن وظائفهم.
في حين يعتقد 66% من العاملين في قطاع مصادر الطاقة المتجدّدة بانخفاض الأمن الوظيفي، لكن يقلّ هذا الرقم إلى 59% للعاملين في قطاع الطاقة النووية.
توقّعات بشأن الصناعة
توقّع نحو 19% من عمّال النفط والغاز -في المسح الذي أجرِي، في الفترة بين أغسطس/آب وأكتوبر/تشرين الأوّل عام 2020- المزيد من الانخفاض بالأجور، في عام 2021، بما في ذلك 13% ممن يتوقّعون انخفاض بأكثر من 5%.
كما يتوقّع 9 من بين كلّ 10 أشخاص خضعوا للاستطلاع، أن يؤدّي الوباء إلى تغييرات طويلة الأجل في الصناعة، مع تأثيرات مختلفة تتراوح بين أعداد الموظّفين إلى طريقة عمل الموظّفين في مكان العمل.
اقرأ أيضًا..
- محلّلون: أسعار النفط في بيئة إيجابية رغم كورونا
- كورونا وسوق النفط.. هل يفتقر العالم للخام بحلول 2050؟