لم يتوافق أعضاء أوبك، أمس الإثنين، بنسبة 100%، على تمديد خفض إنتاج النفط لمدّة 3 أشهر إضافية، بدءًا من يناير/كانون الثاني المقبل.
وهذا أدّى بدوره إلى تأجيل اجتماع اليوم، الذي كان سيجمع أعضاء أوبك والمنتجين الكبار من خارج المنظّمة فيما يُعرف بتحالف أوبك+.
ناقش أعضاء أوبك، أمس، وضع الاقتصاد العالمي الهشّ، وتراجع الطلب على النفط، فضلًا عن تداعيات جائحة كورونا.
غير أن اكتشاف عدّة لقاحات لـ(كوفيد -19)، أعطى مساحة للدول الأعضاء للمناورة تارةً، وإملاء شروط تارةً أخرى.
ومن المقرّر أن يجتمع وزراء أوبك+ الخميس المقبل، بدلًا من اليوم الثلاثاء، لإتاحة الوقت لمزيد من المشاورات على أن تستمرّ المحادثات عبر الهاتف.
شروط الإمارات
تقول الإمارات، إنها ستدعم أيّ اتّفاق لتمديد تخفيضات إنتاج النفط، في عام 2021، شرط امتثال جميع الدول الأعضاء لنسب التخفيضات.
ولا يمكن هنا احتساب شروط الإمارات عائقًا أمام تمديد الاتّفاق، لأن هذه الشروط تتوافق مع الشروط الأساسية في اتّفاق تخفيض الإنتاج، كما إنها تتطابق مع ما كان يطالب به وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان.
وتتلخّص تلك الشروط في: "توافق جميع أعضاء التحالف على تمديد الاتّفاق، والتزام جميع الدول في التحالف بالتخفيضات بنسبة 100%، وتعويضات الدول التي لم تلتزم بنسب التخفيضات".
ويشير جدول -اطّلعت عليه "الطاقة"- إلى أنّه من ضمن الدول الـ 10 الأعضاء في أوبك المشارِكة في اتّفاقية الإنتاج، هناك 4 بلدان فقط التزمت بالحصص الإنتاجية، وليس عليها أيّ تعويض للإنتاج، وهي: السعودية والإمارات والجزائر والكويت.
أمّا الدول الأخرى، فقد تجاوزت حصصها الإنتاجية، حيث تشير البيانات إلى أن أكثر الدول تجاوزًا، بين شهري مايو/أيّار وأكتوبر/تشرين الأوّل، هي الغابون والعراق ونيجيريا.
أمّا بالنسبة لدول خارج أوبك -وعددها 9 بعد استثناء المكسيك- فهناك 3 فقط التزمت بحصصها الإنتاجية، وليس عليها أيّ تعويض، وهي: البحرين وماليزيا وعمان. وأكثر الدول تجاوزًا لحصصها الإنتاجية، في الفترات الماضية، هي روسيا وجنوب السودان وقازاخستان.
أمام هذه المعطيات، تواترت أنباء عن عزم السعودية التخلّي عن دور الرئيس المشارك لأوبك، وعلى فرض صحّة هذه الأنباء، فإن الإمارات رفضت أخذ دور السعودية، حسب وكالة بلومبرغ.
تعتقد الإمارات أن حصّتها غير عادلة، وهي حريصة على تحقيق أقصى استفادة من الاستثمارات الضخمة في القدرات الإنتاجية، لكن التزامها بنسب التخفيضات يعوق تلك الطموحات.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية، أشارت شخصيات بارزة في تحالف أوبك +، مثل وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، ونائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، إلى دعمها تأجيل قرار التخفيف من القيود، لأن السوق لا تزال هشّة.
شبه توافق
بدا أن هناك بعض التوافق لتمديد الاتّفاق 3 أشهر، في اجتماع أمس، وهو ما أوضحه وزير الطاقة الجزائري عبدالمجيد عطار.
وقال عطار، إن هناك توافقًا بين أعضاء أوبك على التمديد 3 أشهر، وعلينا إقناع الأعضاء الآخرين (في أوبك+).
ومن المتوقَّع أن يقوِّض عدم التوصّل لاتّفاق، أسعار النفط التي تتعافى وسط آمال في عودة نشاط لقاحات فيروس كورونا.
كما إن مصداقية المنظّمة على المدى الطويل باتت على المحكّ، والتي دعمت أعمالها السوق بعد الانهيار الهائل للنفط، في وقت سابق من هذا العام.
اقرأ أيضًا..
- روسيا تكشف حقيقة الخلاف مع أوبك
- أوبك+ تبحث سيناريوهين قبل اجتماع يرسم مستقبل سوق النفط
-
وزير الطاقة الجزائري: أنظار العالم تتجه لقرارات أوبك +.. وهذا موقفنا