تحديث - أرامكو تنفي تأثُّر إمدادات الوقود بـ"هجوم جدة".. وإدانة دولية للحادث
الشركة السعوديّة تعمل على تقييم حجم الخسائر ويبدو من الصورة أنّها طفيفة
نفت شركة أرامكو السعوديّة، تأثُّر إمدادات الوقود المحلّية بـ"هجوم شنّته جماعة الحوثي اليمنية على محطّة لتوزيع المنتجات النفطية شمال مدينة جدّة"، مع استئناف العمليات بعد 3 ساعات من الحادث.
كان مصدر مسؤول في وزارة الطاقة، قد أكّد أنّه "عند الساعة 3.50 دقيقة من صباح أمس الإثنين، وقع انفجار تسبّب في نشوب حريق بخزّان للوقود في محطّة توزيع المنتجات البترولية شمال مدينة جدّة، نتيجة اعتداء إرھابي بمقذوف".
وأوضح المصدر في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسميّة السعوديّة "واس"، أن فرق الإطفاء تمكّنت من إخماد الحريق، ولم تحدث جراء ھذا الاعتداء إصابات أو خسائر في الأرواح.
- حكم قضائي لصالح شركة أرامكو السعوديّة في الولايات المتّحدة
- طلبات شراء سندات شركة أرامكو تتجاوز 50 مليار دولار
ووفق رويترز، قال مدير المحطّة عبدالله الغامدي، إن إحدى الخزّانات الـ13 المستخدمة لزيت الديزل والبنزين ووقود الطائرات في مصنع السوائب شمال جدّة، متوقّفة عن العمل.
وأضاف في تصريحات أثناء جولة لعدد من الصحفيين الأجانب اليوم الثلاثاء، داخل المنشأة: "لازلنا نُقدّر حجم وتكلفة الأضرار الناجمة عن الهجوم الذي وقع أمس".
ووصف المحطة بأنّها "مرفق بالغ الأهمّية" تبلغ طاقته التخزينية الإجمالية 5.2 مليون برميل، ويمكنها توزيع أكثر من 120 ألف برميل يوميًا في جدّة ومكّة المكرمة ومنطقة الباحة.
وأوضح أن سقف خزان الوقود تعرض لأضرار جسيمة نتيجة الهجوم، إلى جانب حفرة مساحتها 2 متر مربع، مشيرًا إلى "إخماد الحريق في غضون 40 دقيقة".
استئناف حركة التوزيع
وقال الغامدي: إن "حركة التوزيع من المصنع -الذي يوفر منتجات مكررة بما في ذلك وقود الطائرات إلى غرب البلاد- استؤنفت في غضون 3 ساعات".
وخلال الجولة، تم عرض حطام معدني متفحّم بالقرب من الخزان المتضرر، حيث قال مسؤولو أرامكو: إنه "سيتم فحصه".
هجوم سبتمبر 2019
وصف مدير المحطة، حادثة أمس الإثنين، بهجوم سبتمبر/أيلول 2019، على معمل معالجة في محافظة بقيق، وحقل خريص النفطي التابع لأرامكو، شرق المملكة، ما تسبب حينها في اضطرابات بأسواق الطاقة العالمية، وخفض مؤقتًا إنتاج السعودية من الخام إلى النصف.
يقول عبدالله الغامدي: "ما حدث أمس كان هجومًا معاديًا آخر، على غرار ما حدث في خريص وبقيق، ومع ذلك فإن هذا سيثبت فقط أن مرونة أرامكو -في مواجهة مثل هذا الهجوم العدائي- ستبقى، ويُظهر موثوقية إمدادات الطاقة لدينا". داخل المملكة وخارجها.
كان وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، قال في 14 سبتمبر/أيلول من العام الماضي: إن "الضربات (خريص وبقيق) أدت إلى خفض إنتاج المملكة من النفط الخام بمقدار 5.7 مليون برميل يوميًا، وهو ما يعادل نصف إنتاج الدولة من النفط تقريبًا".
وحينها، تبنت جماعة الحوثي، تلك الضربات، قائلة: إنها "استخدمت فيها 10 طائرات".
إدانة دولية
عبّر الأمين العامّ للمنتدى الدولي للطاقة جوزيف ماكمونيغل، عن تضامنه مع السعودية عقب الهجوم الإرهابي على منشأة الوقود التابعة لأرامكو.
وقال في بيان صحفي، اليوم، إن هذا الحادث جاء بعد تأثير جائحة كورونا على الاقتصاد وأسواق الطاقة العالمية، "ما يعزّز التضامن الدولي بين الحكومات والدول الأعضاء لاستعادة استقرار سوق الطاقة وتمكين الانتعاش الاقتصادي السريع والشامل".
وتابع: "ينضمّ منتدى الطاقة إلى المجتمع الدولي في إدانة مثل هذه الهجمات، كما إنّه بمثابة تذكير آخر لحكومات البلدان المنتجة والمستهلكة، وكذلك قطاع الطاقة العالمي، بمسؤوليتها عن الحفاظ على أمن الطاقة واستقرار السوق".
وأوضح أن الانتعاش الاقتصادي العالمي " يعتمد على البُنية التحتيّة الحيويّة للطاقة، بما في ذلك مرافق الإنتاج والتكرير والنقل والبُنية التحتيّة للموانئ، فضلًا عن المرور الحرّ والآمن في الممرّات البحريّة".
وأكّد أن الحوار والتعاون بين الدول الأعضاء في منتدى الطاقة الدولي، سيعزّزان أمن الطاقة واستقرار السوق في بيئة مخاطر جديدة وأكثر ديناميكية".
اعتداء على أمن الطاقة العالمي
من جانبه، قال مستشار تحرير منصّة الطاقة، الدكتور أنس الحجي: إنّه "مع انتهاء اجتماعات مجموعة العشرين في السعودية، علينا أن نتذكّر أن هذه الهجمات الإرهابية على منشآت أرامكو هي اعتداء على أمن الطاقة العالمي، وليس على السعودية فقط".
واستطرد خبير الطاقة الدولي قائلًا، إن تاريخ أرامكو والهجمات التي تعرّضت لها سابقًا يثبت مقولة "يا جبل ما تهزّك ريح".
"الهجوم على المنشآت النفطية في جدّة بمثابة تذكير بالحاجة إلى توخّي الحذر من التهديدات لأمن الطاقة".. هكذا علّقت وكالة الطاقة الدولية، بعد وقوع الحادث.
وقالت الوكالة في تغريدة بصفحتها عبر تويتر، اليوم الثلاثاء: إنّها "تراقب الوضع عن كثب".