سلايدر الرئيسيةتقارير منوعةمنوعات

مع كسرها حاجز 18 ألف دولار.. كيف يبدو التأثير البيئي للبيتكوين؟

العملة تقترب من مستوى قياسي

سالي إسماعيل

اقرأ في هذا المقال

  • سعر البيتكوين يتجاوز حاجز 18 ألف دولار لأول مرة منذ ديسمبر عام 2017
  • حصة عملة البيتكوين تمثل نحو 67% من السوق الرقمي بأكمله
  • استهلاك الطاقة أحد الآثار الجانبية الخطيرة لتقنية البلوكشين
  • العملات المستخدمة اليوم، سواء كانت حقيقية أم أصولًا رقمية، ليست صديقة للبيئة

كسرت عملة البيتكوين، حاجز الـ 18 ألف دولار لأوّل مرّة، منذ أواخر عام 2017، لتكون على الطريق الصحيح نحو تسجيل أعلى مستوى على الإطلاق.

ومع هذا الاتّجاه الصعودي في سعر الأصل الرقمي، فإن الحديث عن استدامة العملة والتداعيات البيئيّة الناجمة عنها تطفو على السطح مجدّدًا.

وفي حين تُعدّ استدامة الأموال بمثابة مناقشة جدلية تثير الكثير من اللغط بشأنها، إلّا إن هناك حقيقة واحدة، ألا وهي: معظم العملات المستخدمة، اليوم، سواء كانت حقيقية، مثل النقود الورقية والعملات المعدنية، أو أصولًا رقمية، مثل العملات المشفّرة، "ليست صديقة للبيئة".

ويشير تقرير نشره موقع "ريبل دوت كوم"، إلى أن التأثير طويل الأجل لإنتاج هذه العملات يحمل في طيّاته عواقب مروعة.

تهدف العملات المشفّرة -من الناحية النظرية- إلى تجنّب بعض هذه العواقب البيئيّة، كونها أصولًا رقمية، ومع ذلك، فإن استهلاك الطاقة المطلوب لإنتاج هذه العملات المشفّرة يختلف بشكل كبير، بناءً على الأصل الرقمي المحدّد.

قفزة قويّة

حقّقت عملة البيتكوين مكاسب قويّة، خلال تعاملات اليوم الأربعاء، متجاوزةً حاجز 18 ألف دولار لأوّل مرّة، منذ ديسمبر/كانون الأوّل عام 2017.

وبحلول الساعة 2:00 مساءً بتوقيت غرينتش، ارتفع سعر البيتكوين بنحو 8.6%، لتصل إلى 18.119 ألف دولار.

ويفصل البيتكوين عن أعلى مستوى في تاريخها ما يقلّ قليلًا عن ألفي دولار، مقارنةً بالرقم القياسي البالغ 20.089 ألف دولار، والمسجّل يوم 17 ديسمبر/كانون الأوّل 2017.

وبلغت القيمة السوقية للعملة الإلكترونية رقم واحد عالميًا 336.05 مليار دولار، حيث إن حصّة البيتكوين تمثّل قرابة 67% من السوق الرقمي بأكمله.

ومع ذلك، فإن القيمة السوقية للبيتكوين -التي تُحسَب من خلال حاصل ضرب إجمالي عدد العملات المتداولة في السوق في سعر العملة الواحدة- حاليًا أعلى من المستوى المسجّل في ديسمبر/كانون الأوّل عام 2017، والبالغ 331.8 مليار دولار.

وحقّقت البيتكوين مكاسب تتجاوز 150%، خلال العام الجاري، وسط الحماسة تجاه الأصول المشفّرة على خلفية تدابير التحفيز النقدي والمالي غير المسبوقة، استجابة لأزمة (كوفيد-19).

آليّات التعدين

في سياق الحاجة الملحّة نحو التحرّك السريع لتنفيذ الممارسات والتكنولوجيا الأفضل التي تقلّل من استهلاك الطاقة، يمكن تقييم الأثر البيئي لطريقتين رئيستين تُستخدَمان في تعدين العملة المشفّرة.

وتتمثّل الطريقة الأولى في خوارزمية دليل العمل (Proof-of-Work)، التي تُشكّل الأساس للبيتكوين، كما تُستخدم للتحقّق من المعاملات داخل تقنية البلوكشين، ومن أجل إنشاء عملات معدنية جديدة، وتوزيعها.

وتتطلّب آليّة أو خوارزمية دليل العمل، تأمين الشبكة، من خلال ما يُعرف باسم "التعدين"، وهي عملية كثيفة الاستخدام للطاقة، حيث يجري التنافس لحلّ ألغاز حسابية معقّدة، وهي عملية تستهلك كمّيات كبيرة من الطاقة.

وفي المتوسّط، يمكن أن يكون جهاز الدائرة المتكاملة الخاصّ بالتطبيق -وهو الجهاز المصمّم لغرض وحيد، هو تعدين العملة الرقمية- ذا تكلفة بيئية تبلغ 1500 دولار سنويًا، وقد يصل سعر جهاز التعدين عالي الأداء إلى 6000 دولار.

وحسب نتائج دارسة، أجريت عام 2018، فإن مئات الآلاف من أجهزة الحواسيب الآلي التي تعمل على مدار 24 ساعة في اليوم لحلّ ألغاز التشفير، والحصول على البيتكوين تستهلك 1.5 مرّة من استهلاك الطاقة السنوي في أيرلندا.

ومع ازدياد تعقيد هذه الألغاز، فإن القوّة الحاسوبية والطاقة اللازمة لحلّها تتزايد.

ويسلّط هذا الاستنزاف لمصادر الطاقة، الضوء على التأثير السلبي لتعدين دليل العمل على البيئة، والحاجة إلى ممارسات أكثر استدامة.

أمّا الطريقة الثانية، فتكمُن في خوارزمية التوافق أو الإجماع (Consensus Mechanism)، وهي الآليّة التي يمكن من خلالها أن تصل شبكة البلوكشين إلى الإجماع.

وتسمح هذه الخوارزمية بتشكيل اتّفاق مشترك، يتمّ من خلاله تنفيذ المعاملات بالترتيب، لأنّها المسؤولة عن الحفاظ على سلامة وأمن هذه النظم الموزّعة.

ويشار إلى هذا على أنّه مشكلة "الإنفاق المزدوج"، حيث يعمل تعدين دليل العمل باستمرار على حلّها، الأمر الذي يتطلّب استهلاك الكثير من الطاقة في هذه العملية.

وفي الواقع، تستخدم عملة الريبل قواعد الإجماع بشكل فريد، حيث يحكم معاملات هذا الأصل الرقمي، ويحلّ مشكلة "الإنفاق المزدوج"، دون الحاجة إلى تعدين دليل العمل كثيف استخدام الطاقة.

وصُمِّمَت عملة الريبل في الأساس مع وضع الاستدامة في الاعتبار، فهي عملة خضراء بطبيعتها، حيث إن جميع العملات الرقمية تلك موجودة بالفعل، ممّا يعني أنّه لا توجد حاجة لممارسات تعدين غير مستدامة أو طاقة إضافية لإنتاج المزيد، على عكس الأصول الرقمية الأخرى، مثل البيتكوين والإيثريوم.

وتُعدّ ممارسات التعدين غير المستدامة، وآليّة دليل العمل الكامنة وراء البيتكوين والإيثريوم، بمثابة حواجز هائلة أمام التبنّي على نطاق واسع للعملات المشفّرة، لكن البلوكشين ليست مصنوعة بالتساوي، فعلى سبيل المثال: مقابل كلّ مليون معاملة لعملة الريبل، يمكن تشغيل 79 ألف ساعة إضاءة.

بينما مقابل كلّ مليون معاملة للبيتكوين، يُمكن تشغيل 4.51 مليار ساعة إضاءة، وهو ما يعني أن استهلاك الطاقة للريبل أكثر كفاءة بمقدار 57 ألف مرّة.

ويعدّ استهلاك الطاقة أحد الآثار الجانبية الخطيرة لتقنية البلوكشين، ومن ثمّ فإنّه بحاجة للمعالجة من أجل ضمان مستقبل مستدام للكوكب وللاقتصاد العالمي، بالنظر للاستخدام المتزايد لمثل هذه التكنولوجيا الجديدة عبر النظام المالي العالمي.

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق