مشروع سعودي للاستفادة من الطاقة الشمسية في العمليات الصناعية
أعلنت السعودية، اليوم الإثنين، عن مشروع لاستخدام الطاقة الحرارية الشمسية لتوليد البخار في العمليات الصناعية، من خلال تطبيق التقنية في مزارع الوطنية للإنتاج الزراعي، لمواكبة أهداف رؤية المملكة الطموحة 2030، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز .
وفي هذا السياق، وقّعت مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرّية والمتجدّدة، على عقد مع شركة قدرة للطاقة، لتنفيذ المشروع، الذي يأتي في إطار مبادرة المدينة لتوطين تقنيات الطاقة المتجدّدة.
وتعدّ هذه المبادرة، إحدى مبادرات برنامج تطوير الصناعات الوطنية والخدمات اللوجستية (NIDLP) والمحتضنة من قبل المدينة، وستُدعَم تلك المشروعات تحت هذه المبادرة بموجب نموذج التمويل المشترك بين القطاعين العامّ والخاصّ، الذي يهدف إلى زيادة مشاركة القطاع الخاصّ في قطاع الطاقة المتجدّدة الخاصّة بالاقتصاد السعودي.
كما تهدف مثل تلك المشروعات إلى تطوير تقنيات الطاقة المتجدّدة التي تتناسب مع الظروف المناخية واحتياجات الطاقة في المملكة.
وتشتمل الموضوعات التي يجري دعمها من خلال هذه المبادرة، على ملفّات عدّة، مثل التبريد بالطاقة الشمسية، وتحلية المياه باستخدام الطاقة المتجدّدة، وتوليد البخار في العمليات الصناعية، كما تهدف المبادرة أيضًا إلى تعزيز نموّ الشركات الصناعية في هذا المجال، لتمكينها من التنافس إقليميًا وعالميًا.
فكرة المشروع والتعاون مع الشركاء
تكوّنت فكرة المشروع إثر الطلب المتزايد على درجات الحرارة المتوسّطة اللازمة للعمليات الصناعية، وإدراك أن هذا الطلب يمثّل نسبةً كبيرةً من الطلب العالمي على الحرارة المطلوبة للعمليات، حيث اقترحت شركة قدرة للطاقة حلًّا قد يمكنه سدّ الفجوة الواسعة بين الطلب المتزايد على درجات الحرارة المتوسّطة (~150 °C) اللازمة للعمليات الصناعية، في ظلّ قلّة الحلول الخاصّة بالحرارة الشمسية والمجدية اقتصاديًا، التي تلبّي هذا الطلب المتزايد.
ومن خلال التعاون مع جامعة الملك سعود، طوّرت شركة قدرة مفهومًا يتميّز بقوتّه وفاعليته من حيث التكلفة، وذلك عن طريق تركيز ضوء الشمس على جهاز استقبالٍ متحرّك "هيليوستات" (heliostat) من تصميم الشركة، والحائز على براءة اختراع تمتلكها "قدرة" بالمشاركة مع جامعة الملك سعود.
كما تخطّط شركة قدرة، لبناء حقول شمسية نموذجية متجاورة تستخدم هذا التصميم المبتكر، وستقوم المُجَمّعات بتركيز ضوء الشمس على مستقبل مركزي بشكل أنبوب يوضع داخل تجويف فوق برج فولاذي خفيف، وتتراوح نسبة تركيز كلّ حقل شمسي من هذه الحقول ما بين 50 إلى 200 درجة، ما يجعل هذا النظام مثاليًا لتطبيقات درجات الحرارة المتوسّطة.
ولتسهيل عمليات التشغيل، ستستخدم الزيوت الاصطناعية، لتجنّب تعقيدات الملح المنصهر، وستضخّ الزيوت الساخنة الناتجة عن الحقول في مولّدات بخارٍ لإنتاج البخار ذي درجة حرارة متوسّطة، ويُستخدم نموذجًا للمحاكاة حقلٌ شمسي واحد بطاقة استيعابية تبلغ 500 كيلو واط (حراري).
ومن أجل إتمام هذا المشروع، تتعاون "قدرة" مع شركاء آخرين، منهم مركز أبحاث الطاقة الشمسية (CENER) في إسبانيا، والشركة الوطنية الزراعية، وهي إحدى الشركات الزراعية الرائدة في السعودية، بصفتها المستخدم النهائي للطاقة لهذا المشروع.