قبل 24 ساعة من قمّة أوروبّية.. إسبانيا تنحاز لقبرص في شرق المتوسّط
مدريد ترفض تنقيب تركيا عن الغاز بشكل أحادي
حازم العمدة
- الخارجية الإسبانية: الحوار هو السبيل الوحيد لحل جذري طويل الأمد
- قبرص تصف انسحاب سفينة الأبحاث التركية (أوروتش رئيس) بـ"الخطوة الإيجابية"
قبل يوم واحد من انطلاق قمّة الاتّحاد الأوروبّي لبحث عقوبات محتملة ضدّ تركيا، انحازت إسبانيا إلى قبرص، وأعلنت وزيرة الخارجية، أرانشا غونزاليس لايا، اليوم الأربعاء، رفض بلادها بحث أنقرة الأحادي الجانب عن احتياطيات النفط والغاز في شرق البحر المتوسّط.
وشدّدت "لايا" على أن مثل هذه الإجراءات تعرقل سبيلًا تفاوضيًّا للخروج من نزاع أدّى إلى تصاعد التوتّرات الإقليمية.
وأعربت عن دعمها لقبرص -عضو الاتّحاد الأوروبّي- بينما تواصل تركيا التنقيب عن الغاز في مياه تطالب فيها الدولة الواقعة على البحر المتوسّط بحقوق اقتصادية حصرية.
- فورين بوليسي: كيف حوّلت الطاقة شرق المتوسّط إلى عاصفة جيوسياسية؟
-
صراع إقليمي للسيطرة على غاز شرق المتوسّط.. وتحالف رباعي في مواجهة تركيا
بعد محادثات مع وزير الخارجية القبرصي، نيكوس كريستودوليدس، قالت لايا: "لا نعتقد أن هناك حلًّا أحادي الجانب لمشكلات منطقة شرق البحر المتوسّط، ومن ثمّ، فإنّنا نرفض التحرّكات أحادية الجانب، التي لا تساعد في إيجاد حلّ طويل الأمد".
المفاوضات هي الحلّ
أكّدت لايا أن المفاوضات والحوار هما السبيل الوحيد للتوصّل إلى "حلّ طويل الأمد" لقضيّة الحدود البحريّة المعقّدة، والتي أدّت أيضًا إلى مواجهة بحريّة، استمرّت أسابيع بين اليونان وتركيا، حليفتي الناتو، هذا الشهر.
وأضافت: "هذا بالضبط ما تفعله إسبانيا لترسيم حدودها البحريّة مع جيرانها.. لذلك أنا لا أعظ بأيّ شيء مختلف عمّا أمارسه".
بيد أن تركيا تُصرّ على أنّه يحقّ لها التنقيب عن الغاز قبالة قبرص، من أجل حماية حقوقها وحقوق القبارصة الأتراك الذين يديرون دولة انفصالية في الثلث الشمالي للجزيرة، التي لا يعترف بها سوى أنقرة.
لا تعترف تركيا بقبرص دولةً، وتدّعي أن جزءًا كبيرًا من المنطقة الاقتصادية الخالصة للجزيرة المقسّمة عرقيًا، تقع على جرفها القارّي.
انسحاب أوروتش رئيس
من جانبه، أشاد وزير الخارجية القبرصي، نيكوس كريستودوليدس، بسحب تركيا سفينة أبحاث ترافقها سفن حربية من مياه تطالب بها اليونان، واصفًا إيّاها بأنّها "خطوة أولى إيجابية" لتهدئة التوتّرات في شرق البحر المتوسّط.
لكنّه قال، إن أنقرة كثّفت أنشطتها في المناطق البحريّة لقبرص، في "تجاهل تامّ" للاتّحاد الأوروبّي، الذي يطالب تركيا بوقف أعمالها "غير القانونية"، واحترام الحقوق السيادية لعضو في الاتّحاد.
من المتوقّع أن يناقش قادة الدول الأعضاء في الاتّحاد الأوروبّي عقوبات محتملة ضدّ تركيا -وهي ليست عضوًا- في قمّة تستمرّ يومين، وتبدأ غدًا الخميس.
- تطوّرات جديدة في شرق المتوسّط| تحويل منتدى الغاز لمنظّمة.. ومطالب بعقوبات ضدّ تركيا
-
أزمة جديدة بسبب الغاز.. فرنسا تؤيّد فرض عقوبات أكثر صرامة على تركيا
وقال كريستودوليدس، إن قبرص تتوقّع من زعماء الاتّحاد الأوروبّي احترام الاتّفاق الذي أبرمه وزراء خارجية الاتّحاد، الشهر الماضي، لفرض عقوبات متزامنة على تركيا، وكذلك المسؤولين البيلاروسيّين المشتبه في تورّطهم بتزوير الانتخابات، أو التورّط في حملة أمنيّة ضدّ المتظاهرين المناهضين للحكومة.
وأضاف: "تتطلّع قبرص إلى الاتّحاد الأوروبّي وشركائه من أجل التضامن.. التمسّك بقيمنا ومصالحنا المشتركة وتنفيذ قراراتنا هو أمر جوهري".
اتّفاق ثلاثي
ترفض تركيا اتّفاقات أبرمتها الحكومة القبرصية مع مصر واليونان، في منطقة شرق البحر المتوسّط، بشأن المناطق الاقتصادية البحريّة، وتقول، إنّها تقوم بأعمال التنقيب فيما يسمّى جرفها القارّي، وبموجب ترخيص من «جمهورية شمال قبرص».
غير أن الاتّحاد الأوروبّي أعلن أن ما تقوم به تركيا هو عمل غير قانوني، وأن تركيا تقوم بالتنقيب في المنطقة الاقتصادية الخالصة لجمهورية قبرص، الدولة العضوة في الاتّحاد، والمعترف بها دوليًا.
ومؤخّرًا، انتقد وزراء خارجية الاتّحاد الأوروبّي، تركيا، بسبب التنقيب عن النفط في مياه البحر الأبيض المتوسّط، المتنازع عليها، لاسيّما قبالة السواحل القبرصية.
وأثار إعلان تركيا عزمها القيام بعمليات تنقيب عن النفط والغاز، قبالة سواحل قبرص، القلق لعدّة أطراف، تضمّ مصر وأميركا والاتّحاد الأوروبّي، إذ رأت الولايات المتّحدة أنّها عمليات “استفزازية، تثير التوتّرات في المنطقة”، وفرض الاتّحاد الأوروبّي عقوبات على أنقرة، بتعليق أيّ اجتماعات رفيعة المستوى بين الجانبين.
يُذكر أن الاتّحاد الأوروبّي جدّد، في 16 أبريل/نيسان الماضي، التأكيد على دعمه لقبرص، في ظلّ أعمال التنقيب التركيّة "غير الشرعية" شرق المتوسّط، مع الإشارة إلى استمرار النقاش حول هذه الأزمة، داخل أروقة الاتّحاد.
الغاز الطبيعي
وتعدّ شركة "نوبل إنرجي" -ومقرّها تكساس- أوّل من أعلن، عام 2011، اكتشاف الغاز قبالة قبرص في حقل "أفروديت"، الذي يُقدّر احتواؤه على 4.5 تريليون قدم مكعّبة من الغاز الطبيعي.
وفي عام 2018، اكتشفت "إكسون موبيل" و"قطر للبترول" احتياطيًا ضخمًا من الغاز الطبيعي، قبالة ساحل قبرص، قُدِّر أنّه يحتوي على ما بين 5 و 8 تريليونات قدم مكعّبة.