سوكار الأذربيجانية: قوات أرمينيا تستهدف صادرات الغاز لأوروبا
الهجمات تتزامن مع خطط الشحن عبر ممر الغاز الجنوبي
حازم العمدة
اتهمت شركة النفط الحكومية لجمهورية أذربيجان -المعروفة اختصارا بـ"سوكار"- أرمينيا بمحاولة عرقلة صادرات الغاز الأذربيجاني إلى أوروبا، مع استمرار القتال بين البلدين.
يأتي ذلك فيما أكدت سوكار استقرار الأوضاع الأمنية في محيط منشآتها، تزامنًا مع المواجهات العسكرية التي اندلعت الأحد الماضي، بين أذريبيجان وأرمينيا.
وقال متحدث باسم الشركة: إن "تكثيف الهجمات التي تشنها قوات الاحتلال الأرمينية لم يأت من قبيل الصُدفة، إنما في الوقت الذي تعتزم فيه البلاد إرسال إمدادات الغاز الطبيعي إلى جنوب شرق أوروبا، عبر ممر الغاز الجنوبي، والسعي لمد خط أنابيب عبر البحر الأدرياتيكي بطاقة 10 مليارات متر مكعب سنوياً".
ومن المقرر أن يشحن خط الأنابيب الثاني، الغاز من المرحلة الثانية من مشروع الغاز البحري "شاه دينيز" الذي تقوده شركة الطاقة البريطانية العملاقة "بي بي"، إلى اليونان وألبانيا وإيطاليا.
خطوط أنابيب إستراتيجية
أوضحت الشركة أنه مع وجود "خطوط أنابيب إستراتيجية تقع على مقربة شديدة من منطقة الحرب، فإن البنية التحتية يمكن أن تسقط في نهاية المطاف في أيدي الأرمن، ومن ثم فإن الأعمال العسكرية لأذربيجان هي العامل الأمني الرئيسي لممر الغاز الجنوبي والأصول الأخرى ذات الأهمية الإستراتيجية بالنسبة لأوروبا وأذربيجان".
واندلع القتال في 27 سبتمبر/أيلول بين القوات الأذربيجانية والأرمينية على طول "خط التماس" لناغورنو قره باغ، وهي منطقة يسيطر عليها الأرمن في أذربيجان.
وتخطط أذربيجان لبدء شحن الغاز إلى جنوب شرق أوروبا، عبر ممر الغاز الجنوبي، قبل نهاية هذا العام.
واكتمل خط الأنابيب الذي يمر عبر البحر الأدرياتيكي والمعروف اختصار باسم "تاب" -حالياً- بنسبة 98%، وينتظر ملء بعض الأجزاء واختبارها قبل بدء العمل به رسميًا.
خط الأنابيب القوقازي
يُعد هذا الخط بمثابة المرحلة الأخيرة من ممر الغاز الجنوبي، الذي يشمل -أيضاً- خط أنابيب الغاز القوقازي الجنوبي بطاقة 22 مليار متر مكعب/سنة، ويمر عبر أذربيجان وجورجيا وحدودها مع تركيا، وخط الأنابيب عبر الأناضول بطاقة 16 مليار متر مكعب في السنة، والذي يمتد عبر تركيا إلى اليونان.
والهدف من ممر الغاز الجنوبي تنويع إمدادات الغاز لتركيا وجنوب أوروبا، وتوفير بديل للإمدادات الروسية.
يشار إلى أن أذربيجان أصبحت هذا العام -لأول مرة- المورد الرئيسي للغاز إلى تركيا.
وعلى صعيد متصل، قالت سوكار اليوم الثلاثاء: إن الجيش يحمي منشآتها النفطية في ظل قتال مع قوات أرمينية بشأن منطقة ناغورنو قرة باغ المنشقة -وفق وكالة إنترفاكس الروسية-
وكانت المواجهات العسكرية بين أذربيجان وأرمينيا، التي اندلعت قبل يومين، أثارت تساؤلات عدّة بشأن مصير أسواق الطاقة، وانعكاس ذلك على مدى استقرارها، خاصّةً مع تهديدات متواصلة بضرب محطّة أرمينيا للطاقة الذرّية.
- أذربيجان وأرمينيا.. الصراع المنسي الذي يهدّد أسواق الطاقة
- “بريندا شيفر” توضح مخاطر الصراع بين أرمينيا وأذربيجان على أسواق الطاقة
ونشرت منصّة “الطاقة”، بتاريخ 22 يوليو/تمّوز الماضي، تقريرًا يشرح مخاطر النزاع بين البلدين على أسواق الطاقة، ومقابلة مع خبيرة متخصّصة، لتوضيح الانعكاس الحقيقي للأزمة على أسعار النفط.