أزمة كورونا تعصف بشركات الطيران العالمية.. و395 مليار دولار خسائر محتملة
الخطوط الجوّية القطرية تخسر 1.92 مليار دولار
حازم العمدة
- شركات الطيران الأميركية تسرح أكثر من 100 ألف موظف منذ مارس
- توقعات بانخفاض أعداد المسافرين 61% في 2020
- خسائر طيران الشرق الأوسط تقدر بنحو 21 مليار دولار وأفريقيا 13 مليار
- أوروبا تتكبد 89 مليار دولار وأميركا الشمالية 32 مليار دولار وآسيا 89 مليار وأميركا اللاتينية والكاريبي 17 مليار
- توقّعات متشائمة للطلب على وقود الطائرات بعد تفاؤل مؤقّت
تسبب تفشي فيروس كورونا المُستجد، في أزمة كبيرة لقطاع الطيران العالمي خلال 2020، نتيجة الإغلاق وتوقف حركة السفر لعدة أشهر.
وفي هذا السياق، توقّعت منظمة الطيران المدني الدولي "إيكاو"، تسجيل خسائر محتملة في الإيرادات التشغيلية لشركات الطيران العالمية، تتراوح بين 375 و395 مليار دولار، نهاية العام الجاري.
وأرجعت "إيكاو" تلك الخسائر المتوقّعة، إلى انهيار غير مسبوق في حركة الركّاب والسفر العالمية، خلال 2020، ما ينعكس سلبًا على الطلب على وقود الطائرات، الذي يعاني كثيرًا منذ تفشّي (كوفيد -19).
يأتي ذلك، فيما أعلنت الخطوط الجوّية القطرية، اليوم الأحد، عن خسائر بلغت 7 مليارات ريال (1.92 مليار دولار).
كما تواجه صناعة الطيران في أميركا، هي الأخرى، أسوأ أزمة، منذ أحداث 11 سبتمبر/أيلول عام 2001.
وتوقّعت إيكاو، في تقريرها، انخفاضًا في أعداد المسافرين، يتراوح بين 2.788 و2.931 مليار مسافر، هذا العام، في تراجع غير مسبوق، تصل نسبته إلى 61%.
- العالم على أبواب أزمة تخمة في وقود الطائرات
-
توقّعات بانخفاض الطلب على وقود الطائرات 11% في 2020
-
“إياتا” يطالب الشرق الأوسط بمزيد من الجهود لإنقاذ الطيران
-
إياتا: “كورونا” يهدّد 25 مليون وظيفة و65.5 مليون شخص
كما توقّعت المنظّمة العالمية انخفاض المقاعد التي تقدّمها شركات الطيران، بنسبة تصل 49% إلى 51%، العام الحالي، نتيجة لتراجع طلب الركّاب على السفر المتزامن مع أزمة كورونا، وتوقّف حركة الطيران والإغلاقات".
الربع الأوّل
تطرّقت "إيكاو" إلى رؤيتها، في الربع الأوّل من العام المقبل، حيث توقّعت خسائر في الإيرادات التشغيلية من الركّاب لشركات الطيران العالمية، بقيمة تتراوح بين 90 و57 مليار دولار، وانخفاضًا في أعداد المسافرين بين 393 و635 مليونًا، إضافةً إلى تراجع بنسبة تصل إلى 45% في أعداد المقاعد التي تقدّمها شركات الطيران العالمية".
وأوضحت المنظّمة أن التأثيرات الفعلية ستعتمد على مدّة وحجم انتشار المرض، وتدابير الاحتواء، ودرجة ثقة المستهلك في السفر الجوّي، والظروف الاقتصادية، إضافة إلى عوامل أخرى.
وحول تفاصيل أثر جائحة كورونا على حركة السفر الداخلي والدولي عالميًا، لعام 2020، أوضحت إيكاو أن الخسائر التشغيلية (إيرادات الركّاب) لشركات الطيران من السفر الداخلي قد تبلغ 133 مليار دولار، وخسائر تصل إلى 262 مليار دولار من السفر الخارجي أو الدولي".
وقالت إيكاو، إنّه من المتوقّع أن تبلغ الخسائر المحتملة في الإيرادات التشغيلية لشركات الطيران من الركّاب للسفر الدولي في منطقة الشرق الأوسط نحو 21 مليار دولار، في 2020، إضافة إلى خسائر كلّ من أوروبّا (89 مليار دولار)، وأميركا الشمالية 32 مليار دولار، وآسيا والمحيط الهادئ 89 مليار دولار، وأميركا اللاتينية والكاريبي 17 مليار دولار، وأفريقيا 13 مليار دولار.
السفر المحلّي
قدّرت المنظّمة، الخسائر المحتملة في الإيرادات التشغيلية لشركات الطيران من السفر المحلّي، في 2020، لمنطقة الشرق الأوسط بنحو ملياري دولار، إضافة إلى خسائر كلّ من أوروبّا 11 مليار دولار، أميركا الشمالية 63 مليار دولار، آسيا والمحيط الهادئ 42 مليار دولار، أميركا اللاتينية والكاريبي 12 مليار دولار، وأفريقيا 3 مليارات دولار.
وقدّر التقرير حجم خسائر الإيرادات التشغيلية من الركّاب لشركات الطيران العالمية، منذ شهر يناير/كانون الثاني، وحتّى نهاية أغسطس/آب الماضي، بنحو 256 مليار دولار، وقدّرت خسائر شركات الطيران في الشرق الأوسط بنحو 15 مليار دولار، وأوروبّا 67 مليار دولار، وأميركا الشمالية 61 مليار دولار، وآسيا والمحيط الهادئ 86 مليار دولار، وأميركا اللاتينية والكاريبي 19 مليار دولار، وأفريقيا بخسائر 10 مليارات دولار.
وحول أشكال وسيناريوهات التعافي المحتملة لقطاع الطيران العالمي، بيّنت المنظّمة أن ذلك يعتمد على عدّة عوامل، أهمّها مدّة استمرار الجائحة، ومستويات الخطورة، ومدى عمق وطول فترة الركود العالمي، ومدّة استمرار عمليات الإغلاق والقيود، ومدى سرعة استعادة ثقة المستهلك في السفر الجوّي، إضافة إلى حدوث تحوّل هيكلي في الصناعة، وسلوك المستهلكين، مبيّنة أن حركة الركّاب الدولية والمحلّية لها سيناريوهات ومسارات منفصلة.
خسائر قطرية
على صعيد متّصل، أعلنت الخطوط الجوّية القطرية عن خسائر بلغت 7 مليارات ريال (1.92 مليار دولار)، للسنة الماليّة المنتهية في 31 مارس/ آذار، وسط أزمة كورونا التي تعصف بقطاع الطيران في أنحاء العالم.
وكشفت الشركة عن تسلّمها 7.3 مليار ريال مقدَّمًا من مالكتها، الحكومة القطرية، بعد مارس/ آذار، وتحويلها إلى أسهم جديدة فيها.
كان الرئيس التنفيذي للخطوط القطرية، أكبر الباكر، قد قال، في يونيو/حزيران الماضي، إنّه ربّما يجري تسريح ما يقلّ عن 20% من موظّفي المجموعة، مبيّنًا أنّه من الصعب القول، متى ستعود الشركة لتحقيق ربح بسبب الجائحة.
وبينما كشف أن "الخطوط القطرية" ستُقدم على بيع 5 طائرات 737 ماكس، جرى تسلّمها بالفعل، قال، إن الشركة تُجري محادثات مع إيرباص وبوينغ، لإرجاء جميع تسليمات الطائرات المعلّقة.
أسوأ من 11 سبتمبر
في أميركا، تواجه صناعة الطيران أسوأ أزمة، منذ أحداث 11 سبتمبر/أيلول عام 2001، بسب تفشّي فيروس كورونا المستجدّ، وفقًا لصحيفة واشنطن بوست.
خلال الـ7 أشهر الماضية، سرّحت شركات الطيران أكثر من 100 ألف موظّف، ومن المتوقّع أن يجري تسريح 35 ألف آخرين، خلال هذا الأسبوع، بعد انخفاض الطلب على السفر، منذ مارس/آذار الماضي، مع ارتفاع عدد الإصابات في الولايات المتّحدة.
ويحاول الكونغرس إنقاذ صناعة الطيران من الانهيار، عن طريق تقديم مساعدات بمليارات الدولارات للشركات، لتتمكّن من دفع رواتب الموظّفين.
وتعدّ الولايات المتّحدة أكثر دول العالم تضرّرًا من وباء كورونا، فقد سجّلت أكثر من 7 ملايين إصابة، ونحو 200 ألف حالة وفاة.
وبحسب الصحيفة الأميركية، لا تزال أكثر من 1800 طائرة خطوط جوّية أميركية متوقّفة، أي ثلث أسطول الصناعة في أميركا.
يشار إلى أن انهيار هذه الصناعة لم يكن في الولايات المتّحدة وحده، بل في مختلف أنحاء العالم، فقد توقّع اتّحاد النقل الجوّي الدولي (إياتا) في تقرير أصدره مطلع الشهر الجاري، أن تسجّل شركات الطيران العالمية خسائر قياسية، في 2020، قدرها 84.3 مليار دولار.
كما أعلنت عشرات شركات الطيران والسفر إفلاسها، خلال الشهور الماضية، بعد فرض مختلف الدول إجراءات الإغلاق، وتقييد حركة السفر.
وقود الطائرات
بعد فترة كبيرة من تراجع الطلب على وقود الطائرات، ووقف الرحلات الجوّية بسبب تفشّي فيروس كورونا، بدأت عدد من الشركات في تسيير رحلات لعدد من الدول، ممّا قد ينعش القطاع الأكثر تضرّرًا في أسواق الوقود.
- توقّعات متشائمة للطلب على وقود الطائرات بعد تفاؤل مؤقّت
-
فروق أسعار وقود الطائرات في كوريا الجنوبية تتجاوز المنطقة السلبية
وارتفع عدد الرحلات في الولايات المتّحدة، في أوائل يوليو/تمّوز، ممّا جعل بعض التجّار متفائلين. وقد أدّى ذلك إلى حدوث انتعاش جزئي في شحنات وقود الطائرات إلى الساحل الغربي للولايات المتّحدة من مناطق في آسيا، بحسب وكالة رويترز.
لكن مع عودة ظهور حالات إصابات فيروس كورونا، تراجعت حركة النقل الجوّي للركّاب. وقالت ريستاد إنرجي، إن الرحلات الدولية لا تزال منخفضة أكثر من 80% عن مستويات العام الماضي.
وفي أوروبّا، كان التجّار يأملون أن يؤدّي موسم العطلة الصيفية إلى زيادة الطلب على وقود الطائرات، لكن المخزونات سجّلت -مؤخّرًا- ارتفاعًا قياسيًا، على الرغم من انخفاض الواردات إلى المنطقة وارتفاع الصادرات، حيث تفرض المزيد من الدول قيودًا حدودية للسيطرة على الموجة الجديدة من فيروس كورونا، وفقًا لرويترز.
وكانت المخزونات قد سجّلت أرقامًا قياسية جديدة، في يوليو/تمّوز، عند 984 ألف طنّ، في ارتفاع أسبوعي خامس على التوالي، وفقًا لبيانات شركة إنسايتس العالمية الهولندية للاستشارات. وقد انخفضت بشكل طفيف، الأسبوع الماضي، إلى 937 ألف طنّ.
أمّا في آسيا، فقد انخفض مخزون وقود الطائرات والكيروسين العائم إلى 1.1 مليون برميل، مقابل 4 ملايين برميل في أوائل مايو/أيّار.