ويلسون وانج يكتب لـ "الطاقة": تقرير وكالة الطاقة يشير إلى عجز في إمدادات النفط!
هناك مبالغة في انخفاض الطلب في أبريل بسبب الفارق الكبير بين الطلب والعرض
خاص - الطاقة
ويلسون وانج*
من الواضح الآن أن الأسوأ في أسواق النفط قد مر. ورغم الأداء المتواضع لأسواق النفط في الفترات الأخيرة، إلا أنه من الواضح أيضاً أن أساسيات السوق تشير إلى اتجاهات صاعدة لأسعار النفط.
فمن الواضح أن العجز في إمدادات النفط بدأ منذ يونيو/حزيران، وسيستمر حتى نهاية العام، حتى حسب وكالة الطاقة الدولية التي ترى أن العجز سيكون بحدود 500 ألف برميل يومياً في الربع الأخير من العام، الأمر الذي يسهم في تخفيض المخزون. وعلينا أن لا نستغرب إذا استمر هذا العجز حتى نهاية العام المقبل لأسباب عدة؛ فقد ضرب فيروس كورونا الطلب على النفط العالمي بشكل كبير في الشهور الماضية، إلا أن الاتجاه العام من الآن فصاعدا يشير إلى انتعاش في الطلب العالمي على النفط، في الوقت الذي يحتاج فيه الإنتاج إلى سنوات للعودة إلى ما كان عليه.
وتشير بيانات أوبك+ إلى انخفاض كبير في إنتاج المجموعة بحوالي 6 ملايين برميل يومياً في العام المقبل، في الوقت الذي انخفض فيه إنتاج النفط الأميركي إلى حوالي 11 مليون برميل يومياً حسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، كما انخفض إنتاج النفط الكندي.
وتشير وكالة الطاقة الدولية إلى أن انخفاض إنتاج النفط خارج دول أوبك في نهاية العام سيكون 3 ملايين برميل يومياً مقارنة بالعام الماضي. بينما سيزيد إنتاج خارج أوبك بحوالي بأقل من مليون برميل يومياً.
هذا الفرق الأساسي في المعروض، مع جهود أوبك + لتخفيض المخزون العالمي سيحقق عجزاً في أسواق النفط لسنوات مقبلة.
وفي الوقت الذي ركز فيه المحللون ووسائل الإعلام على أسواق النفط على المدى القصير، فإن الأداء المتواضع للانفاق الاستثماري في السنوات الخمس الماضية سيكون له أثر كبير في إمدادات النفط المستقبلية. وغالبا سيتسارع انخفاض إنتاج دول خارج أوبك وخارج الولايات المتحدة حتى مع ارتفاع الأسعار بسبب انخفاض الاستثمار. المحزن في الأمر أن وكالة الطاقة تجاهلت موضوع انخفاض الاستثمار تماماً في تقريرها الشهري الأخير.
موضوع المخزون
النظرية الشائعة أن الطلب العالمي على النفط انخفض بشكل كبير في شهر إبريل/نيسان الماضي بسبب انتشار فيروس كورونا، ونتج عن ذلك، مع زيادة الإنتاج وقتها، ارتفاع المخزون بمستويات كبيرة.
السؤال: كم ارتفع المخزون وقت الإغلاق وانهيار أسعار النفط في أبريل الماضي؟ يوضح رسم بياني نشرته وكالة الطاقة في تقريرها عن الطلب والعرض، أن الفائض في أبريل/نيسان كان أكثر من 20 مليون برميل يومياً. ولكن نظرة فاحصة للأرقام تشير إلى وجود 7.84 مليون برميل يومياَ لم تحسب، ولا يعرف عنها شيئاً. هذا يعني أن معادلة العرض لدى وكالة الطاقة لم تتوافق مع معادلة الطلب، وكان الفرق بينهما 7.84 مليون برميل يومياً. هذا يعني أن انخفاض الطلب في أبريل/نيسان لم يكن بالارتفاع الذي ذكرته وكالة الطاقة، وإنما كان أقل من ذلك بكثير.
وإذا ركزنا على البيانات التي يمكن متابعتها والتأكد منها، فإن الفائض في النصف الثاني كان 4.3 مليون برميل يومياً. هذا يعني أنه حتى لو استخدمنا بيانات وكالة الطاقة بالشكل الصحيح، فإن مستويات المخزون ستنخفض وتعود إلى ما كانت عليه مع نهاية العالم الحالي.
إلى أي مدة هذه البيانات مهمة؟ هذا هو الفرق بين 50 دولاراً للبرميل و70 دولاراً للبرميل مستقبلاً.
*ويلسون وانج.. محلّل مالي في قطاع النفط
لمزيد من مقالات ويلسون وانج