المقالاتسلايدر الرئيسيةمقالات النفطنفط

ويلسون وانج يكتب لـ"للطاقة": تخمة مخزونات النفط إلى زوال

أسعار النفط لا تزال أسيرة ضعف الطلب على المدى القريب

ترجمة: حازم العمدة

* ويلسون وانج

لا تزال أسعار النفط في حالة من الاضطراب والارتباك، بعد فشلها في اختراق مستوى المقاومة ( 41.20 دولار للبرميل بالنسبة لخام غرب تكساس الوسيط)، مع استمرار تأثر السوق وتركيزها على مشكلات الطلب على المدى القريب، في الوقت الذي تواصل فيه مخزونات النفط العالمية التراجع.

ومستوى المقاومة مصطلح اقتصادي، عبارة عن نقطة على الرسم البياني (خريطة) للسعر تعرقل فيها النزعة القوية للبيع المسار الصعودي للسعر. على سبيل المثال، إذا كان سعر السوق يقترب من مستوى المقاومة، فقد يختار المتداول البيع وجني الربح ، بدلاً من المخاطرة بالانتظار وانخفاض السعر مرة أخرى.

مخزون النفط

يقسم المخزون التجاري عادة إلى قسمين، الموجودة في خزانات على اليابسة، و المخزون العائم الذي يقوم التجار والشركات تخزينه لفترات قصيرة للاستفادة من الفروقات السعرية الزمنية. كما أنه ينظر لمعيار آخر وهو كمية النفط في التجارة الخارجية الموجودة في ناقلات النفط المتجهة إلى موانئ مختلفة، أو ما يشار إليه عادة أنه "في البحر"، وإن كان أحيانا يستخدم هذا التعبير لكل ماهو في البحر من مخزون عائم والنفط الذي تنقله حاملات النفط. المعيار الأخير مهم لأنه يعكس مستوى صادرات الدول المنتجة.

وما نشهده الآن هو انخفاض مستمر في المخزون، وهذا الانخفاض سيتعاظم في شهر أغسطس، نتيجة زيادة الطلب على النفط من جهة، وانخفاض إنتاج دول أوبك وخارج أوبك من جهة أخرى، خاصة ان صادرات السعودية، انخفضت إلى مستويات تاريخية، ويتوقع لها ان تبقى كذلك في الشهرين القادمين. كما ان الزيادة في الإنتاج الناتجة عن تقليص التخفيض بمقدار مليوني برميل يومياً لن تتحول إلى صادرات بسبب زيادة الاستهلاك المحلي في الدول المنتجة خاصة في السعودية وروسيا.

انخفض إجمالي المخزونات العالمية للنفط الموجودة على اليابسة وفي البحر 54 مليون برميل في أول أسبوعين من شهر يوليو/تموز، وهو ما يعادل 3.857 مليون برميل يوميا خلال هذه الفترة، كما هو موضوح في الرسم البياني على اليسار.

المشكلة أن تعافي الطلب على النفط الذي تؤكده بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، لم يصاحبه تعاف مماثل في أنشطة المصافي. فبيانات إدارة المعلومات تشير إلى ارتفاع الطلب على النفط بمقدار 870 ألف برميل يوميا بينما زادت مدخلات النفط في المصافي بمقدار 588 ألف برميل يوميا فقط.

ومن ثم، فإننا إذا أردنا ارتفاع سعر برميل نفط خام تكساس الوسيط إلى أكثر من 50 دولارا، فإن مدخلات النفط في المصافي في الولايات المتحدة ينبغي أن تزيد عن 15 مليون برميل يوميا، وهي الآن بحدود 14.3 مليون برميل يوميا.

وإذا نظرنا حاليا إلى عودة التوازن الأوسع في سوق النفط، فإن معظمها ترتبط ارتباطا وثيقا بحجم مخزونات النفط في البحر، التي تبلغ نحو 100 مليون برميل فوق المعدل الطبيعي. وتوجد كل هذه الوفرة أو التخمة- إن صح التعبير- في خزانات عائمة في الوقت الحالي.

والحقيقة أننا الآن في مرحلة تعافي الطلب على النفط حيث سيقود مخزون النفط العائم الانخفاض الكبير في المخزونات. ومع القضاء على تخمة المخزونات العائمة، وتخفيض السعودية وغيرها من أعضاء تحالف أوبك+ صادراتهم بمعدل قياسي في يوليو/تموز وأغسطس/آب، سيرتفع عجز الإمدادات، وهو ما سيصب بكل تأكيد في إحداث التوازن بأسواق النفط.المخزون العائم

وهذا يعني أن المخزونات البرية والعائمة ينبغي أن تنفد بسرعة بدءًا من أغسطس/آب، علما بأن المخزون العائم هو العامل الأساسي الذي يقود التراجع الكبير في تخمة المخزونات.

وبنهاية الربع الثالث من العام الجاري، نتوقع أن يعود إجمالي حجم المخزون العائم إلى نحو 100 إلى 120 مليون برميل، أي بانخفاض قدره حوالي 60 إلى 80 مليون برميل.

خلاصة القول أنه إذا استمر انخفاض المخزونات البرية والعائمة بمعدل 4 مليون برميل يوميا تقريبًا، فإنه بحلول نهاية سبتمبر/أيلول سيقدر بنحو 120 مليون برميل فوق أرقام العام الماضي!

ويتوقع أن يشهد الرابع الرابع من 2020 عجزا أعلى من الربع الثالث بسبب ارتفاع الطلب.

ويتضح من هذا العرض أن البيانات الأساسية تظهر ارتفاع سعر النفط في المستقبل. وبالتالي، فإن على السوق ألا تبقى أسيرة لمخاوف الطلب على المدى القريب والتركيز بدلا من ذلك على التعافي في المستقبل.

*محلّل مالي في قطاع النفط

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق